الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السكان قنبلة نووية

إبراهيم الحسيني

2014 / 12 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


" تنسيقية الثورة "
السكان قنبلة نووية
" عندما تكسر بيضة ، بقوة خارجية ، فإن هناك حياة انتهت ، أم أن تكسر بيضة ، بقوة داخلية ، فإن حياة بدأت "
من الوهلة الأولى تبدو آلية سلم نفسك للشرطة ساخرة وفكاهة عابثة واستسلامية تتناقض مع روح المقاومة الثورية ، وقفزة في أقفاص الطغاة والمستبدين ، واعتراف ضمني بميل موازين القوى باتجاه الثورة المضادة ، ولكن مع تأمل هذه الفكرة وتلك الآلية ، وفق المعايير العلمية الطبيعية الكيمائية والفيزيائية والإنسانية في تاريخ الثورات السلمية ، أدركت ما في هذه الآلية من قوة جبارة تفوق التظاهرات والإضرابات والاعتصامات ، تحيل الحد الأقصى من الضعف إلى قوة قاهرة للطغاة والمستبدين ، تجعلهم يفرون كالجرذان ، يبحثون عن جحور ومخابئ ، فهي قنبلة نووية سكانية ، تضع الطغاة في مأزق تاريخي ، لا خروج لهم منه ، إلا بالفرار ، ورفع الرايات البيضاء ، فهذه الآلية سلمية تفوق وتتفوق على سلمية غاندي ، وإن كانت تبني على فكرة غاندي في المقاومة السلبية ، فالفكرة كائن حي ، كامنة في العقل البشري يستدعيها وقت الحاجة إليها وينميها ويطورها ، غير منظورة ، وفي حالة تكون دائمة ، صيرورة ، لا تبدأ ولا تنتهي ، تتجلى في الطبيعة ، وتتفاعل معها ، لا تدرك بذاتها ، تدرك فقط في الوجود الاجتماعي ، وفكرة سلم نفسك للشرطة ، تقوم على فكرة بديهية ومتواضعة ، وإن كانت لها قوة تدمير القنبلة النووية ، فعناصرها تتكون من أصغر الكائنات الدقيقة ، النيوترون والإلكترون والجزيء ، وهذه الآلية تعتمد على الانشطار النووي السكاني في مراحلها الأولى " القوافل الأولى التي تسلم نفسها للشرطة ثم الاندماج النووي في مراحلها الأخيرة عندما تعجز آليات الطغاة في السيطرة وتلبية الاحتياجات الإنسانية البدائية للسجناء ، من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وخدمات صحية وأمنية وإجراءات انتقالية وقانونية وإدارية ، وتستلهم هذه الآلية هوية الصفر أول وأعظم إنجاز بشري في العلوم الرياضية المركبة ، بتحويل الكتلة الثورية إلى أصفار وتقديم أنفسهم للطغاة في الجيش والشرطة بدعة واستسلام ، فالصفر بالموجب والسالب ، أصغر الأعداد وأكبرها ، أقواها وأضعفها ، الصفر لاشيء وكل شيء ، هو الوجود وهو العدم ، واللحظة الفارقة بين الموجب والسالب ، بالناقص والزائد ، الكلي المجرد ، والجزئي المتعين ، وإذا كانت الأسرة نواة المجتمع ، فالفرد نواة النواة ، وقد وصلت الأمة المصرية إلى مئة مليون نواة " مواطن " تستدعي الثورة منهم 1 % من النواة الصلبة للأمة المصرية ، مليون مواطن ، من طلبة الجامعات والعمال الذهنيين والعضليين والعاطلين وفقراء المدن والريف ، يسلمون أنفسهم لطغاة الديكتاتورية العسكرية عبر قوافل جماعية منظمة سلمية دون شعارات وهتافات ، بدعوى كلنا مشاريع مجرمين وإرهابيين ، اسجنونا واحمونا من أنفسنا ، حينذاك سوف تكسر الأمة المصرية بيضة الطغيان والاستبداد والشمولية ، ويخرج كتكوت الثورة الفصيح يصيح ، وحينذاك سوف تكون الأمة المصرية قد بدأت حياة جديدة ، واستهلت عصرا جديدا للبشرية .

يسقط الشاويش والكاهن والدرويش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة