الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفط - دم الشيطان -

اثير حداد

2014 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


النفـــــــــــــــط " دم الشــــــــــــــــــيطان "
اثــــــــــــــــير حـــــــــــــــــــداد
كم كنت اتمنى لو اننا اكتشفا ماء بدل النفط . احمد زكي يماني وزير نفط سعودي سابق.
# هل هناك دواعي لان نخاف ما سيحصل لنا في 2015 نتيجه لانخفاض اسعار النفط الخام ؟ وللاجابة على مثل هذا التسائل الخبيث لابد ان نعود الى التاريخ ونبحث مدى استفاده الشعب العراقي من هذه المادة الاوليه منذ اكتشافها ولحد الان ؟. واثناء ذلك البحث لابد من التوقف والتامل والبحث وتسليط الضوء على فترات صعدء اسعار النفط اي السبعينيات وحتى بداية الثمانينيات. ثم الصعود الهائل لتلك الاسعار في السنوات 2009 وحتى منتصف 2014.
يقول احد الاكاديمين الامريكان بانه تفاجأ عندما سمع مواطنه عراقيه تقول " كم كنت اتمنى لو لم يكتشف النفط في العراق". وكانت تلك المقوله باعثا لبحثه عما يحدث في العراق، لا بل وسعه ليشمل جميع الدول المصدره للنفط الخام والمواد الاوليه.

وقد قدم العديد من الاكاديمين في العالم العديد من الابحاث عن التاثير السلبي للنفط على الدول المنتجة له، وقد شاع استخدام مصطلح " لعنه النفط " او " دم الشيطان " او فضلات الشيطان " او " لعنة الموارد الاوليه ".
من دراسات مسحيه عديده شملت جميع بلدان العالم عدا المنتجة للنفط، وجد ان الديموقراطية تزدهر في حاله النمو او الازدهار الاقتصادي. الا في البلدان العربيه النتجة للنفط، حيث لوحظ حدوث العكس، حيث ان في حالة نمو الواردات النفطيه نحو الاعلى، والناتجة بالاساس من ارتفاع اسعار النفط الخام عالميا، تتجه السلطة نحو زيادة في القهر وسلب الحريات الاساسيه و..و.. لا بل اننا نجد في العراق مثلا افقار للشعب العراقي لا يتلائم مع صعود كبير في واردات تصدير النفط الخام. في هذا الخصوص كتب الخبير النفطي العراقي مصعب حسن الدجيلي، والمساهم في تاسيس الاوبك ما يلي " النفط يقود الى الدكتاتوريه...وان احتكار الحكومات العراقيه السابقة لعائدات النفط هو السبب الجذري للاستبداد، والحرب، وتمزق العراق، ارضا وشعبا" الفايننشال تايمز اللندنيه عدد 11/شباط/2005. قال ذلك قبل عشر سنوات.
لماذا ؟ ولتكن لماذا هذه كبيره جدا. لان – الثروة هي السلطة والنفط هو الثروة . فعندما تسيطر قمة السلطة على كم هائل من الاموال تدخل اليها بسهوله مرعبة لا تتطلب سوى توقيع بعض العقود وفتح حسابات في المصارف، تنمو الشخصيه المستبده لشعورها بعدم اهمية المواطن، فبدلا من ان يكون المواطنين سادة بلدانهم وسادة انفسهم ومصيرهم ينحدرون الى مستوى عبيد للمستبد، ويتوقف رفاه عيشهم وحريتهم على سخاء المستبد. هذا المستبد يصرف الانتباه عن الديموقراطيه والتنمية المستدامه عبر الاعلان عن وجود " قضايا مقدسة " على شكل اضطهاد، تدعمه في ذلك اجهزة اعلامية ممولة من عوائد النفط، وجهاز امن وقوة عسكرية ضاربة لحمايته، وليس لحماية السياده و الحفاظ على الديموقراطيه.
• سمات الاقتصاد العراقي الذي لعنه النفط
1-الاعتماد على النفط الاحادي اضعف التنوع الاقتصادي. فلا وجود الا للقطاعات المرتبطة بالحكومة عبر الارتباط بالانفاق الحكومي. ومن جانب اخر فان ذلك يؤدي الى تزايد ارتباط الاقتصاد باسعار النفط العالميه وكميات النفط المصدره، وهي كميات واسعار هشه متقلبه. فكل الحلول التي قدمتها الحكومة لحد الان تضاعف من ارتباط الاقتصاد بالسوق العالميه. فعند وضع الميزانيه لا تدرس حاجيات العراق الاقتصاديه, لا بل كم سنستلم وكيف سننفقه.
الا ان ما حدث في النصف الثاني من 2014 وما سيحدث في 2015 من انخفاض في اسعار النفط، لم يخلق اي ادراك واقعي لحكومة العراق في كيفية معالجة الازمة المعاشه والقادمة. فتوحي الحكومة بانها ستقلل من تاثير الانخفاض في اسعار النفط عبر الزيادة في كميات الانتاج. وهي هنا تغفل ان سبب انخفاض سعر النفط عالميا هو زيادة المعروض على الطلب. فكيف سنسوق الزيادة في الانتاج ؟
2- فقدت الزراعه والصناعة مقدرتها التنافسيه بسبب انخفاض اسعار السلع المستورة مقارنة باسعار السلع المنتجة محليا. فكيف ستمول التجارة الخارجية مع نقص المعروض من الدولار.
3-تدفق واردات النفط خنق الطبقة الوسطى العراقية المستقلة عن الحكومه، من امثال الحرفيين والمزارعين ومكاتب الخدمات. وهنا اقصد بالطبقة المتوسطة ليس موظفي الدولة لان هؤولاء ترتبط مصالحهم بالحكومة الى حد ما وتستطيع الحكومه شراء ولائهم عبر العلاوات والمخصصات ....الخ. مما يجعل الطبقة المتوسطة تتجه نحو الحكومة, لان الحكومة وحسب تعريف احد كبار اللصوص الامريكان ويلي ساتون " هو المكان الذي تخزن فيه النقود "
4- غذت الاموال اتجاه انعدام الكفاأة، وبالاخص في مركز السلطة نفسها. وذلك بسبب سهولة الحصول على الاموال وسهولة انفاقها. وكل ما يتميز به هؤولاء الغير اكفاء هو " علج المخبل ترس حلكا"
5- تمكن عوائد النفط من خلق قضاة فاسدين عبر منح امتيازات لهم وبالتالي يتحول القضاة من حافظي النظام الديموقراطي الى حاضنة للفساد.
6-كمم المواطنين العاديين افواههم على مبدأ " تجنب الاذى, املا في المكسب" وبالتالي يشكلون قاعدة لنمو الاستبداد. اما المبدعين والمؤمنين بذاتهم وامكانياتهم فيهجرون البلد املا في حياة افضل. مما يحرم العراق من اثمن موراردها والاعلى قيمة الا وهو العنصر البشري المفكر الواعي.
7- حين تخنق المبادرات الفرديه فان الفجوة بين الدخول تتسع، وظهرت لدينا فئه اجتماعية الى درجة طبقة متخمة لا تستثمر اموالها داخل العراق بل خارجه. مما يفقد العراق عنصرين : اموال ذهبت الى غير اوجهها الشرعيه ثم خروجها من العراق. مما يعني فقدان العراق لفرص استثمارية مضاعفة.
8- اموال النفط مكنت صدام حسين من بناء جهاز امني لحماية حكمه وكمم افواه الشعب عموما. اما الاموال النفطيه لما بعد 2009 فقد مكنت قمة السلطة من بناء جهاز امني، جيش وشرطه، وفر الامن لقمة السلطه الا انه لم يستطع ان يوفره للمواطن.
9- في الوفرات النفطيه تحولت الديموقراطية الى لا فتة بلا معني وشعارات فضفاضه شكليه واغاني هابطه في الكلمات والاداء والمعنى. تلك " الديموقراطية " الشكلية تمارس فقط في نهاية كل دورة انتخابية, وتغلق ابوابها بعد انتهاء التصويت.

في المقالة القادمة سيجري تناول ما الحل للتخلص من التاثير السلبي للفورة النفطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد إقراره بالذنب.. القضاء الأمريكي يطلق سراح جوليان أسانج و


.. طفلان فلسطينيان يخرجان من بين نيران مدرسة قصفت من قبل الاحتل




.. غانتس: حماس فكرة لا يمكن تدميرها ولكن بإمكاننا القضاء على قد


.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل




.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف