الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العربيةُ لغتي

حنان علي

2014 / 12 / 18
الادب والفن


العربيةُ لغتي
الحمد لله الذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين , لا يخفى على البشرية عظمة وعمق اللغة العربية فهي لغة القرآن ولغة الدين الإسلامي ولغة التدوين والتأليف في الإسلام ولغة التخاطب والحوار بين سائر المسلمين , فهي سرّ الصلة بين الله وعبده وبين الشرعة والعبادة وبين الغائبين والحاضرين .
العربية لغة فتية تمنح من ينطق بها وسامًا للشرف , وتجعله مميز أينما حلّ , فهي لم تعرف الشيخوخة أو الزوال بل بقت غنية على الدوام على الرغم مما اعتراها من ضعف في فترات متباينة لكنها ظلت عصية قوية تتحدى كل عوامل الضعف والوهن وأُرجِع السبب لهذه القوة التي جعلها تستعصي على الفناء وتتحداه يكمن في القرآن المعجزة الربانية التي تحدى الله بها جميع الأنس والجن في عمقه البلاغي والأسلوبي فضلًا عن تحمله كل ما تعيه لفظة مُعجز , إذن يحق لشاعر النيل حافظ ابراهيم حين قال عنها :
أنا البحر في أحشائه الدر كامن .....فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
هي لغة حية كالبحر وما يجود به من درر وخيرات لا يحصيها إلى الله , وبحيوتها هذه جعلها تواكب وتتأقلم مع متطلبات كل عصر وتتجدد بكلماته واشتقاقاته وما يطرأ عليه من متغيرات , فالابتكار مظهر من مظاهرها كما قال جبران خليل جبران ((اللغة مظهر من مظاهر الابتكار في مجموع الأمة أو ذاتها العامة فإذا هجعت قوة الابتكار توقفت عن مسيرها وفي الوقوف التقهقر وفي التقهقر الموت والاندثار)) .
تفردت اللغة العربية بجمالها وأصالتها وثباتها بديمومتها ليومنا هذا , وهي لغة المستقبل أيضًا بعد ما نطق بها الآباء والجداد , ليس لي في هذا المقام أن أقارن لغتي باللغات الأخرى أو أقلل من أهمية اللغات الأخرى بالنظر إلى العربية بفوقية , لكن التعلم شيء و الاصرار على اللغة الأم شيء آخر , فمن حق كل إنسان أن يتعلم النطق بلغات شتى بالوقت نفسه عليه المحافظة على لغته الأصلة فمَنْ لم يتقن لغته لم يتقن أيّ لغة أخرى .
أما ما يحدث الآن في بعض مجتمعاتنا العربية التي باتت تفتخر بالنسيان لعربية والتفاخر بالنطق باللغات أخرى حتى تفاقم الأمر وبدء الجيل لا يعرفُ عن العربية شيء سوى ما حفظه لأداء الصلاة أو لمناسبة ما , تحت هذا الوضع اضعنا شيء ثمين ذاب في خضم التواصل غير المنظم مع الأمم الأخرى وفخر النطق بلغاتهم على الرغم من أن اللغة جزء من الثقافة لا يمكن التنازل أو التخلي عنه , كونها الصمة لذاتنا وحياتنا الروحية ومعتقداتنا وهويتنا التي نعتز بها .
فالأمة التي تحافظ على لغتها وسلامتها إنما تتمسك بشخصيتها لأن اللغة هي سرّ لا يفقه كنه أحد , وفي واقعها تجريد للأفكار , فاللغة في علم الاجتماع (( إنّ التفكير هو التكلم سرّا وإنّ التكلم هو التفكير جهرًا )) .
إذن , إنّ لغتنا العربية هي لغة الفصاحة والبيان ذات تاريخ مشرف وعظيم لم يشهد التاريخ أمة تفاضلت بالبيان وفصاحة اللسان كأمة العرب ويؤكد هذا أحد الشعراء حين قال في وصف لأهمية هذه اللغة على سائر لغات العالم حيث قال :

لو لم تكن أم اللغات هي المنى..... لكسرت أقلامي وعفت مدادي
لغة إذا وقعت على أسماعنا......كانت لنا برداً على الأكباد
ستظل رابطة تؤلف بيننا...... فهي الرجاء لناطق بالضاد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان