الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الجن و العفريت - قصة قصيرة

موريس رمسيس

2014 / 12 / 18
الادب والفن


تعتبر احداث لعبة الجن و العفريت حقيقة ليست من وحى الخيال و قد قام ‘حسين ‘ صاحب اللعبة بالتأكيد على ذلك اثناء سردها .. دارت اللعبة فى بدايات الستينات من القرن العشرين عندما كان ‘حسين ‘ مازال فى المرحله الابتدائية بالصف الرابع و كان يعيش بأحدى ضواحى العاصمة حيث تتواجد مدرسته .. كانت المدرسة تطبق نظام الفترة الواحدة أى اليوم الكامل الذى يحتوى على فترتي راحة يقال عنهما فسحة صغيرة و كبيرة و يتخللهما الحصول وجبة غذائية مع بعض الحليب .. أمتاز ‘حسين ‘ عن معظم اقارنه من التلاميذ بالزيادة الملحوظة فى الطاقة الجسمانية و الذهنية مما كان يؤدى إلى لفت انظار المعلمين إليه ، لذا كان يتم اختياره للأنشطة المختلفة المقامة بالمدرسة و لما له من شخصية قيادية مع باقية تلاميذ الصف

فى أحدى الأيام الدراسية و اثناء الفسحة الكبيرة التى قد تطول فترتها إلى ساعة من الزمن و اثناء تواجد ‘حسين ‘ فى ممر فصول أحدى الأدوار العلوية بالمدرسة حيث تتواجد فصول الصف السادس الابتدائى .. اذ بتلميذ يخرج من احدى تلك الفصول يطلب منه مشاركة مجموعتهم بالفصل فى - لعبة تعليق الجسم - فقد كان ينقصهم شخص واحد لكى تكتمل اللعبة التى يشترط لأدائها وجود ثمانية اشخاص على الأقل و لم يمانع ‘حسين ‘ و لم يتردد بل أتخذ فورا قرار المشاركة معهم

يغلب علي جميع التلاميذ المشاركين فى اللعبه انتمائهم إلى الصف السادس بالمدرسة كما كانت أعمارهم توحى إلى عدم تعديها الاحدى عشر عام .. دخل ‘حسين ‘الفصل فوجد احد التلاميذ مستلقى على ظهره فوق منضدتين متجاورتين و هو ممدود الزراعيين إلى جانبية .. قام التلاميذ من قبل بجر المناضد و ضمها سويا امام السبورة .. ثم شاهد قائد اللعبة يقف ناحية رأس التلميذ المستلقى أمامه مباشرة و يقف ثلاثة تلاميذ اخرين على الجانب الأيسر منه بمحاذاة المستلقى .. أحدهم يقف عند كتفه و اخر عند الوسط و الثالث عند الساق .. وقف ‘حسين ‘ بجوار قائد اللعبة على يمينه لكى يكتمل عدد الثلاثة الاخرين فى الجهة المقابلة من يمينه

يشترط فى صحة ممارسة اللعبة حسبما شرح قائدها لهم ان يقوم التلاميذ السبعة بملامسة جسم التلميذ المستلقى من خلال اطراف السبابات فى جانبيه عند المستوى الأفقى و ليس من أعلى إلى أسفل و يفعل نفس الشيء قائد اللعبة ملامسا المنكبيين بسبابتيه .. بعد اكتمال هذا التجهيز و الترتيب مع التأكد من ذلك ، يبدأ القائد عند رأس المستلقى فى قيادة اللعبة و ترديد لتسعة كلمات ، يتم خلالهم ترديد كل وحده سبعة مرات

ردد القائد اول كلمة محددة ثم تبعه فى ترديد نفس الكلمة التلميذ الواقف على يمينه و هكذا حتى التلميذ السادس الواقف على يساره أى فى دورة عكس اتجاه الساعة و بعدها بدأ القائد بترديد الكلمة الثانية الأخرى حتى تم الانتهاء من ترديد الكلمة السابعة و بعدها مباشرة قال القائد الكلمة الثامنة التى يعرفها الجميع مسبقا و هى تعتبر اشارة أن يبدأ الجميع بترديدها ببطء فى سبعة مرات لكن هذه المرة سويا اثناء تحريك السبابات و توجهيها إلى أعلى لكى يتم رفع جسم المستلقى .. يزن المستلقى ما يقارب خمسة و أربعين كيلو و الذى يتم رفعه من خلال الاربعة عشر سبابة لمسافة لا تقل عن ثلاثين سنتيمتر فى الهواء أعلى مستوى المنضدة .. بعد التعليق فى الهواء لفترة يحددها قائد اللعبة الذى قام بذكر الكلمة التاسعة المعروفة لدي الجميع مسبقا معطيا الإشارة بالنزول بالجسم المعلق إلى المنضدة بنفس الطريقة بتكرار الكلمة سبعة مرات سويا

اثناء عملية الرفع يرتفع جسم التلميذ مفارقا المنضدة لأعلى و يتعلق و لا يشعر باقية التلاميذ بثقل وزنه و هو متعلقا فى الهواء .. حاول ‘حسين ‘ اختبار ذلك بأبعاد السبابة عن الجسم و لم يجد فارق بل وجد الجسم لازال معلقا .. قام القائد بتكرار اللعبة اكثر من مرة حتى زهق جميع التلاميذ .. بعد الانتهاء جرى ‘حسين ‘ مسرعا قاصدا النزول إلى الدور الأسفل الذى يقع فيه فصلة ، فقد اراد ان يمارس نفس اللعبة مع تلاميذ فصله فى الوقت المتبقى من الفسحة الكبيرة

تطوعت تلميذه فى الفصل مع ‘حسين ‘ و استلقت على ظهرها على المنضدتين المتجاورتين و شارك ثلاث بنات اخريات فى اللعبة ايضا و قاد ‘حسين ‘ المجموعة من عند الرأس و تم رفع التلميذة لأعلى و تعلقت فى الهواء فى استقامة بجسمها الذى لا يقل فى وزنه عن خمسين كيلو .. فجأة صرخن الثلاث البنات فى نفس الوقت من شدة الخوف و هول منظر التعلق فهربن إلى الخارج و تركن التلميذة متعلقة فى الهواء قبل ما يقول ‘حسين ‘ الكلمة المحددة المتفق عليها لكى يتم خفض سبابات الأصابع معا لذا وقعت التلميذة المُعلقة فجأة فوق المنضدة و خاف باقية الأولاد من المنظر و لاذوا بالفرار و هربوا من الفصل و تبعهم البنت المستلقية و ‘حسين ‘ .. خاف الجميع من تواجد الجن و العفريت لذا اطلقوا علي اللعبة فيما بعد بلعبة الجن و العفريت

فى اليوم الدارسى اللاحق استطاعت ادارة المدرسة احتواء تلك الأزمة بالتنبيه و التحذير من ممارسة هذه اللعبة ثانية فى المدرسة لما يتم من استخدام آيات قرآنية و قراءتها بشكل غير صحيح و عكسى .. لم يعرف أحد تماما كيفية انتقال اللعبة إلى المدرسة على الرغم من تداول بعض الشائعات بين التلاميذ التى تحكى كون هذه اللعبة جزء من لعبة أكبر قد شاهدها أحد التلاميذ اثناء تأديتها كاملة فى المنزل عند عائلته و هو متخفى فى أحدى أركان الغرفة فقد قام بحفظها فى ذاكرته و اراد تكرارها و ممارستها فى المدرسة

استمر ‘حسين ‘ محتفظ فى ذاكرته بالكلمات التسع كما الحال ايضا بخطوات اللعبة و شروطها حتى اكتشف ذات يوم فى فترة الشباب أن هناك ‘أربعة ‘ كلمات من تلك الكلمات ‘التسع ‘ من الكلمات المتقطعة الشهيرة فى سور القرآن الكريم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال