الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا كومبارس أميركي صغير

جورج حداد

2014 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في حزيران 2011 وقعت فرنسا وروسيا اتفاقا يقضي بأن تقوم فرنسا ببناء حاملتي طائرات هيليكوبتر حربية ومدنية لصالح روسيا، على ان يتم تسليم الأولى في 14 تشرين الثاني 2014، والثانية في سنة 2015. وتبلغ قيمة الصفقة 1،2 مليار يورو. ويوجد في الاتفاق بند جزائي ينص انه في حال فشل الصفقة تدفع فرنسا لروسيا مبلغا يتراوح بين 3 مليارات و10 مليارات يورو، تبعا للأسباب والظروف المحيطة.
وبناء لنص العقد كان من المفترض ان تقوم فرنسا بتسليم أولى الحاملتين الى روسيا، في 14 تشرين الثاني الماضي.
ولكن التسليم لم يتم في موعده. وبعد تردد لعدة أيام اعلن الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرانسوا أولاند ان فرنسا ستمتنع عن تسليم "الميسترال" الى روسيا، بحجة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
روسيا تعتبر انها ضحية الافتراء
وبمعزل عن الأهمية والمضاعفات السياسية والجيوستراتيجية لصفقة "الميسترال" ولفشلها المحتمل، فقد ردت الصحافة الروسية بغضب على اتهام روسيا بالتدخل في أوكرانيا، وقالت ان روسيا لم تتدخل الا كوسيط لحل الازمة الأوكرانية سلميا، وانه بعد اعلان الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش تأجيل النظر في اتفاق الشراكة التجارية مع الاتحاد الأوروبي في أواخر تشرين الثاني 2013، وبداية الاضطرابات في أوكرانيا، التي اثارتها الأحزاب الموالية لـ"الخيار الأوروبي"، فإن فرنسا ذاتها، الى جانب المانيا وبولونيا وروسيا، كانت وسيطا في المباحثات بين يانوكوفيتش والمعارضة "الاوروبية" الأوكرانية ، التي اسفرت عن اتفاق 21 شباط 2014 لايجاد حل سلمي للازمة ومنع تفاقم الأوضاع. وكان من ضمن شروط ذلك الحل استقالة حكومة حزب يانوكوفيتش، وتشكيل حكومة ائتلافية تشارك فيها المعارضة "الاوروبية"، واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، ومنع قوات الامن من استخدام السلاح ضد المعارضة. وقد استغلت القوى الفاشستية الأوكرانية، التي قاتلت في الحرب العالمية الثانية مع هتلر، والتي أصبحت الان موالية لاميركا، استغلت النقطة الأخيرة في الاتفاق وشنت هجوما مسلحا على البرلمان، دون ان يكون لرجال قوات الامن حق الدفاع الفعال عن انفسهم وعن المؤسسات السيادية والعامة للدولة. وقد أجبر النواب تحت فوهات البنادق وهراوات البيسبول الغليظة على انتخاب حكومة انقلابية موالية لاميركا، وعلى اتخاذ قرارات معادية للروس وروسيا. وامام بصر العالم كله وسمعه، بدأت في كييف وغرب أوكرانيا حملة تطهير عرقي واسعة النطاق ضد الروس والناطقين باللغة الروسية الذين يشكلون حوالى 40% من سكان أوكرانيا (في شبه جزيرة القرم بما فيها مدينة سيباستوبول كانوا يشكلون اكثر من 70%)، وكان يتم احراق بيوت الروس في غربي أوكرانيا ومطاردتهم وقتلهم في الشوارع ضربا بالهراوات وركلا بالاقدام، وبدأ فرز الروس والناطقين باللغة الروسية من قوات الامن والجيش الاوكرانيين وتسريحهم، وفي الوقت ذاته كانت المجموعات الفاشستية تكمن في الطريق للباصات التي تحمل هؤلاء المسرحين العزل، وتنزلهم من الباصات وتجبرهم على الركوع وتوجه الاهانات لهم ولروسيا ثم يجري قتلهم بوحشية بالهراوات وبالرصاص وطمرهم في حفر جماعية، تماما كما كان يفعل النازيون في الحرب العالمية الثانية. وكل جريمة هؤلاء المواطنين الشرفاء انهم مولودون روسا او ناطقين باللغة الروسية. وامام انظار قوات الامن والجيش "المفروزة" والانقلابية، شنت المجموعات الفاشستية الاتية من غرب أوكرانيا، الهجمات على المدن والقرى في شرق وجنوب أوكرانيا ذات الأغلبية الروسية، واخذت تقتل الناس في الشوارع، وتهاجم المدارس والمستشفيات والابنية العامة. وفي مدينة اوديسا تم احراق مبنى اتحاد النقابات بمن فيه مئات العمال والأشخاص الذين لجأوا اليه، وكان الفاشست بالتواطؤ مع الشرطة الانقلابية يطلقون الرصاص على الأشخاص الذين يقفزون من النوافذ هربا من النيران. ومنعوا سيارات الإطفاء والاسعاف من القيام بواجباتها. وهذا ما دفع برلمان شبه جزيرة القرم، وتحت ضغط الجماهير ذاتها، للاجتماع واتخاذ القرار بالاجماع لاعادة انضمام شبه جزيرة القرم الى روسيا (والتي هي في الأصل ارض روسية ارتكب خروشوف ـ الرئيس السوفياتي الاسبق الاوكراني الاصل ـ جريمة فصلها عن روسيا وضمها الى أوكرانيا سنة 1954). وجرى استفتاء شعبي في القرم، بحضور المراقبين الأوروبيين والدوليين، وافقت فيه الأغلبية الساحقة على الانضمام مجددا الى روسيا، لمنع وصول الهجمة الفاشستية الى القرم واصطدام المجموعات الفاشستية مع بحارة اسطول البحر الاسود الروسي في سيباستوبول، مما كان يحمل في طياته خطر اندلاع حرب إقليمية واسعة قد تتطور الى حرب عالمية شاملة. وفي الوقت ذاته هبت جماهير العمال والكادحين في شرق وجنوب أوكرانيا وشكلت فرق الدفاع الشعبي الذاتي للدفاع عن بيوتهم وعائلاتهم واطفالهم، ودحروا المجموعات الفاشستية الى خارج أراضيهم. فأتى الجيش الانقلابي الاوكراني بالطيران والصواريخ والمدفعية والدبابات ليهاجم ويقصف ويدمر ارضه ويقتل أبناء شعبه. فنزح اكثر من مليون لاجئ اوكراني الى روسيا، كما أصبحت المناطق المنكوبة في حالة إنسانية كارثية، مما اضطر روسيا لارسال شحنات المساعدات الإنسانية الى تلك المناطق.
فماذا فعلت فرنسا والاتحاد الأوروبي والناتو وأميركا امام هذه الكارثة الإنسانية؟
الدول الغربية لم تنصف الروس ودعمت الفاشست والانقلابيين
وتتابع وسائل الاعلام الروسية التعبير عن الغضب وتتساءل:
لقد كانت فرنسا وألمانيا وبولونيا وغيرها وسيطا أساسيا لايجاد حلول سلمية للازمة الأوكرانية. وأميركا والدول الغربية كلها تتشدق بالدفاع عن الدمقراطية وحقوق الانسان. فماذا فعلت لحماية المواطنين الروس والناطقين باللغة الروسية من الهجمات والمجازر الفاشستية في أوكرانيا؟
ان الدوائر الأميركية اعترفت بأنها انفقت المليارات في أوكرانيا لدعم المجموعات الفاشستية، باسم "الدمقراطية"، في حين ان الدول الأوروبية وقفت تتفرج على عودة الفاشستية في قلب أوروبا، وهو ما لا يمكن لروسيا ان تسمح به، علما ان الاتحاد السوفياتي السابق (وقلبه روسيا) قدم اكثر من 26 مليون شهيد للقضاء على النازية والفاشستية في أوروبا. واذا كان لاميركا الحق في الدفاع عما تسميه "مصالحها القومية" في أفغانستان والعراق والشرقين الأوسط والاقصى، فكيف لا يحق لروسيا ان تقدم المساعدات الإنسانية للروس والناطقين باللغة الروسية على حدودها مباشرة، وكيف لا يحق لها استعادة الأرض الروسية التاريخية التي هي شبه جزيرة القرم، وحماية شعبها من مجازر الفاشست؟
لو تدخل الجيش الروسي في أوكرانيا لانقلبت الأوضاع الدولية برمتها
لقد اكتفت الأوساط الغربية وابواقها الإعلامية باطلاق كذبة تدخل الجيش الروسي في القتال الى جانب قوات الدفاع الشعبي الذاتي في شرق وجنوب أوكرانيا. وهذا ما استندت اليه فرنسا في الامتناع عن تسليم حاملة الميسترال الى روسيا. وقد نفى مراقبو الأمم المتحدة و"منظمة الامن والتعاون الأوروبية" تماما مشاركة الجيش الروسي في القتال. بل ان قوات الحدود الروسية استقبلت المئات من عناصر الجيش الاوكراني الذين كانوا ينسحبون امام ضغط قوات الدفاع الشعبي الذاتي ويعبرون الحدود الروسية طلبا للحماية، فكان حرس الحدود الروس يأوون الجنود الاوكرانيين ويعالجون جرحاهم ويقدمون لهم الغذاء والالبسة ويمنعون قوات الدفاع الشعبي الذاتي الأوكرانية من اسرهم، ثم يعيدون تسليمهم الى سلطات كييف.
ولو ان الجيش الروسي شارك حقا في القتال لاستولى على كييف في اقل من ساعة او ساعتين، ولاعاد الرئيس الشرعي فيكتور يانوكوفيتش الى سدة الرئاسة.
وابشع ما اتهمت به روسيا هو ان ايواءها للاجئين الروس الاوكرانيين وتقديمها المساعدات الإنسانية لشرق وجنوب أوكرانيا هو "تدخل" يساعد شرق وجنوب أوكرانيا على التمرد والانفصال.
موسكو تلتزم ضبط النفس
والواقع ان موسكو التزمت بالحد الأقصى من ضبط النفس واكتفت بالحد الأدنى من التضامن الإنساني مع المواطنين الروس في أوكرانيا. وهي لو لم تفعل ذلك، لكانت الجماهير الشعبية الروسية الغاضبة اكتسحت الكرملين اكتساحا، ولكانت جحافل الجيش الروسي الغاضب زحفت الى كييف وغرب أوكرانيا وسحقت تماما المجموعات الفاشستية وكل من يقف في وجهها، ولاكملت زحفها غربا نحو فرصوفيا وبرلين وبروكسل وباريس ولندن، ولحطمت كل رأس يجرؤ ان يقف في وجهها. ولكانت القوات الروسية الان تستريح في قصر الرئاسة الفرنسي. ولكان الحرس الجمهوري الفرنسي مشغولا الان بمسح احذية الجنود الروس من وحول العار التي لطخ بها فرنسوا اولاند سمعة فرنسا باتهامه روسيا بالتدخل في أوكرانيا.
اما أن تـُعاقب روسيا على موقفها الإنساني من مأساة المواطنين الروس والناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا، فهذا ما لن تسكت روسيا عنه.
يكفي ان تدير روسيا ظهرها لاوكرانيا فتنهار كدولة
وروسيا لا تحتاج لان تقوم بأي عمل عسكري عدائي ضد أوكرانيا. يكفي فقط ان تدير روسيا ظهرها الى أوكرانيا وتقاطعها اقتصاديا حتى تحل المجاعة، بالمعنى الحرفي للكلمة، في أوكرانيا. والمناطق الأوكرانية الوحيدة التي ستبقى قادرة على العيش، هي فقط المناطق التي ترسل لها روسيا المساعدات الإنسانية. اما بقية المناطق، التي يسيطر عليها الفاشست والانقلابيون الموالون للغرب، فإنها لن تستطيع الاستمرار في العيش طويلا، وان الغرب لن يقدم لها مساعدات اكثر مما قدم للصومال او الحبشة او الكونغو او غيرها من الدول الافريقية المظلومة.
فكفى افتراءات وتجنٍ على روسيا بخصوص أوكرانيا.
روسيا تصنع كل شيء
اما فيما يخص امتناع فرنسا عن تنفيذ عقد الميسترال، بحجة الموقف الروسي من أوكرانيا، فقد اثار غضبا شديدا، ولكنه غضب كامن، في روسيا. ويدور الكثير من التعليقات الروسية ضمن الأطر التالية:
ـ1ـ ان المخططين الستراتيجيين للسياسة الفرنسية برهنوا عن غباء مطبق، إذ هم اعتقدوا ان روسيا تحتاج فعلا لهذه الميسترال الفرنسية ولا غنى لها عنها. فمع بداية فرض العقوبات الغربية على روسيا، ذهب الرئيس بوتين الى احد المصانع المختصة الذي يقوم دفعة واحدة بصناعة ثلاث غواصات نووية بعيدة المدى وحاملة للصواريخ النووية الستراتيجية الفضائية والعابرة للقارات، واجتمع مع مهندسي وخبراء المصنع وقال لهم فيما قاله: ان علينا من الان فصاعدا ان نمتنع عن استيراد أي شيء يخص قواتنا المسلحة من الخارج. فكل ما يخص القوات المسلحة الروسية يجب ان نصنعه في روسيا. ولدينا كل القدرات المالية والتكنولوجية والكادر البشري لتحقيق ذلك. ان روسيا قادرة على صناعة كل شيء، وكرر حرفيا: كل شيء!
فرنسا لن تعود دولة كبرى
ولا شك ان الستراتيجيين الفرنسيين (ولندع جانبا الدمية السياسية الاميركية فرانسوا اولاند الذي لا هو بالعير ولا هو بالنفير) اطلعوا على أقوال بوتين، ولكن غرورهم الفرنسي ربما جعلهم لا يصدقونه. ولكنهم، ومعهم كل فرنسا، سيدفعون من الان فصاعدا ثمن هذا الغرور. لقد هزم نابوليون في روسيا شر هزيمة سنة 1812، التي قتل فيها نصف مليون جندي فرنسي كانوا قد ذهبوا مع نابوليون لاحتلال روسيا ولم يرجعوا. ولكن يبدو ان هزيمة واحدة لفرنسا لا تكفي. وقد اثبتت فرنسا بهذا الموقف انها دولة مسخ ودمية أميركية ولا تحترم نفسها كدولة عظمى. ولن يتوجب بعد الان على روسيا ان تحترم فرنسا كدولة عظمى بل ستعاملها كدولة ثانوية تابعة لاميركا.
هاتوا براهينكم...
ـ2ـ ان اتهام فرنسا لروسيا بالتدخل في أوكرانيا ليس كلمة عابرة تلقى على قارعة الطريق. وعلى فرنسا ـ كاحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن ـ ان تتحمل مسؤولية كلمتها. فلتتفضل فرنسا وتطلب اصدار قرار من مجلس الامن بإجراء تحقيق دولي شامل وصارم في ما يجري في أوكرانيا. وهو بالضبط ما تطالب به روسيا.
فرنسا تخسر سمعتها
ـ3ـ ان فرنسا، التي تعاني مصاعب اقتصادية هائلة، ستخسر ليس فقط ثمن الميسترال والتعويضات التي ستدفعها الى روسيا، بل وستخسر سمعتها كشريك تجاري دولي يحترم كلمته، وذلك مع دول كبرى مثل الصين والهند والبرازيل وغيرها التي لن تثق بعد اليوم بفرنسا. فالهند مثلا توصي على مئات الطائرات الحربية الفرنسية. فماذا يمنع مثلا ان يتلقى الاليزيه غدا امرا من السي آي ايه الأميركية بعدم تسليم الطائرات من قبل فرنسا بحجة موقف الهند من كشمير.
فرنسا تسقط اذا ادارت روسيا ظهرها لها
ـ4ـ لقد تم بناء حاملتي الميسترال بناء للشروط والمواصفات الفنية التي طلبها الجانب الروسي، وهي صنعت لمرافقة السفن الحربية والغواصات الروسية بعيدة المدى والبعيدة عن المرافئ والتي لا يتسنى لها تبديل طواقمها ومعالجة المرضى او المصابين فيها والتزود بالماء والطعام والذخائر لدى نفادها، سواء في ظروف الحرب او السلم. وكان ينبغي ان تقوم الميسترال بهذه المهمة. وتحمل الميسترال طائرات هيليكوبتر قتالية وللنقل الحربي والمدني، وفيها مستودعات ضخمة للأغذية والماء والذخيرة، وفي كل منها مستشفى فيه 65 سريرا وغرفتا عمليات جراحية. وهي غير مدرعة، من اجل استخدام الوزن للحمولة المفيدة. ولكنها معدة للمشاركة في القتال، ومجهزة بصواريخ هجومية ودفاعية ورادارات تغنيها عن الدرع. والتوصية الروسية على تنفيذ هاتين الحاملتين الحربيتين لدى فرنسا تحديدا يدل على ما يلي:
أ ـ الثقة المطلقة لروسيا بقدرة قواتها المسلحة على سحق جميع الأعداء الحاليين والمفترضين في جميع الحالات.
ب ـ ان السماح لفرنسا (عضو الناتو) بالاطلاع على بعض الاسرار العسكرية الروسية هو تعبير شديد عن حسن نوايا روسيا ورغبتها في التجاوز التام لمرحلة الحرب الباردة السابقة واصطفافاتها. ولكن الناتو (عبر فرنسا) رد على بادرة حسن النوايا الروسية بالافتراءات والاكاذيب والتحريض الفاشستي ضد روسيا والامتناع عن تسليم روسيا ما يحق لها بموجب الاتفاقية المعقودة بين البلدين وبموجب القوانين الدولية.
ج ـ في الوقت الذي وقعت فيه روسيا اتفاقية الميسترال مع فرنسا، كان مشروع خط أنبوب الغاز القاري "السيل الشمالي" (بين روسيا وألمانيا) يأخذ طريقه الى التنفيذ، وهو ما يعطي المانيا مركزا أوروبيا وعالميا مميزا كموزع رئيسي للغاز الروسي في أوروبا. واتفاقية الميسرتال هي ذات أهمية عسكرية ـ اقتصادية كبرى، وكان من شأن التنفيذ الصادق والمشرف لهذه الاتفاقية ان يفتح افقا واسعا ذي أهمية استثنائية للعلاقات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية بين روسيا وفرنسا، مما سيجعل فرنسا دولة عظمى فعليا لا شكليا كما هو امرها الان. ولكن فرنسا حقّرت نفسها امام أوامر البيت الأبيض الأميركي، وعضت اليد الروسية الكريمة التي مدّت اليها. وبارتكاب هذه الغلطة الكبيرة جدا، أثبت الستراتيجيون الفرنسيون انهم لا اكثر من صبيان كاوبوي في خدمة قطيع البقر الأميركي. وستدفع فرنسا غاليا جدا ثمن هذه الغلطة، على كل الأصعدة. ذلك ان فرنسا تواجه صعوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية وامنية كبيرة، خارجية وداخلية. وهناك الكثير من الأطراف، ولا سيما الإدارة الأميركية والعصابات التكفيرية المرتبطة بالسي آي ايه والموساد التي تستغل مسألة المهاجرين والملونين في فرنسا لتمزيقها من الداخل، الى جانب الضغط المالي والسياسي والعسكري الاميركي من الخارج، لدفعها الى الانهيار وفقدان دورها كدولة كبرى دائمة العضوية في مجلس الامن، وتحويلها الى كومبارس أميركي صغير. والتعاون الروسي ـ الفرنسي، والى جانبه الصيني ـ الفرنسي، هو الذي يحمي فرنسا من هذا المصير. فاذا ادارت روسيا ظهرها لفرنسا، فإنها ستسقط هي نفسها في الحفرة ذاتها التي ظنت، ظلما وعدوانا، انها تحفرها لروسيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته