الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلم و الايمان و السياسة

سامح محمد

2014 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بضعة أيام قامت الأعلامية ريهام سعيد بعمل حلقة تتكلم عن الجن و علاقتهم بالإنسان فيما يسمى المس الشيطانى مما أثار ذلك حفيظة العيدين من طائفة الشباب و أنا منهم بإعتبار أن ذلك يعد سخرية من عصل المشاهد فى زمن يغلب عليه العلم و الفرضيات و التى سرعان ما تنتج عنها الكثير من التطبيقات و الأختراعات التى تجعل حياة البشرية أفضل و أقل عناء .

لا أنه و بالنظر إلى ذلك فإنه يترتب عليه تساؤلاً هاماً حول الغاية من تقديم هذا النوع من الإعلام هل التوعية و إن كنت أشك فى ذلك أم محاولة النظام الحاكم لإلهاء الناس أم أنه شوطاً جديداً من صراع العلم و الدين .

فالحالة السياسة متخبطة بصورة شديدة من حيث صراع النظام و الشعب المصرى مع نظام الأخوان الراحل (و الذى دفع ثمنه عدد لابأس به من شباب الثوار) و أيضاً القلق الذى تحول لتأكيد عند البعض من عودة نظام مبارك و رجاله، فقد كان قديماً اذا اراد الحزب الوطنى إلهائنا كان يستخدم لقمة العيش و كرة القدم و بعض برامج التوك شو التى لا تثير سوى الجدل و الثرثرة بين الناس، و بالتالى فإن القول أن برنامج مثل "صبايا الخير" لهو صورة من صور الإلهاء الشعبى من قبل النظام الحاكم لا يعد مزحة أو كلام مرسل بل هو قائم على أساس تجربة سابقة عاشها الشعب المصرى على مدار ثلاثين عاماً إبان فترة حكم الحزب الوطنى .

غير أن التمسك بذلك الرأى وحده لا يرقيه لتلك المرتبة العليا من تفسير أسباب إنشغال الجميع به، فنحن نعلم ان هناك صراعاً قائماً بين العلم و الدين يرى فيها أبناء العلم ان الدين أصبح لا قدرة له على فهم متغيرات الحياه و أنه لا دلالة منه على فهم تفسير خلق الكون و كيفية الإستفادة من فرضيات تفسر ذلك الخلق، الأمر الذى معه يثير حفيظة أبناء الدين و رجاله مما يجعلنا نشعر أننا امام صراع بين منهج ثابت و وسيلة متغيرة لا ربط بينهما فى حقيقة الأمر سوى إيمان الإنسان و أختياره بماذا يصدق!!

فيرى البعض بأن الغاية من ضخ برامج مثل هذه فى عقول المشاهدين هو ذيادة التجهيل و إحجام العقول على التفكير، فمن المعروف أن العقل الحر يحرر صاحبه و بالتالى فإن ذلك يعد مصدر قلق ليس فقط للنظام الحاكم و إنما للنظام الإجتماعى و الدينى فى البلاد .

فتحرر العقول فى أوربا منذ المجناكارتا مروراً بعصر النهضة نتج عنه الأن تغيب تام لدور المؤسسة الدينية و القائمين عليها بل و دور الدين فى حياة الفرد و أصبح للعلم دوراً أساسياً فى حياة الأفراد و المجتمع ككل، الأمر الذى يثير حفيظة المتدينين و القائمين على الدين لما لهم من تأثير على المجتمع بصفة عامة و أختيارات الفرد و غرادته بصفة خاصة .

و أنى لأذكر كلمات للدكتور مصطفى محمود "رحمه الله" بأنك تجد فى الشرق أحد أثنين، تجد من يرفض العلم إكتفاءاً بالدين و القرآن، و تجد من يرفض الدين إكتفاءاً و عبادة للعلم المادى و الوسائل المادية و كلاهما الأثنين سبباً من أسباب النكبة الحضارية فى المنطقة، و كلاهما لم يفهم المعنى الحقيقى للدين و العلم .

و بالتالى فإن العلم و الدين متكاملان ولكل منهما دوره و أن الخلط فى دور كل منهما لهو لبس و تغير للمعانى، الأمر الذى يجب على السياسى الحاكم إن أراد الدفاع و الحفاظ على نظامه أن يجعل التنوير أساسأ لحكمه فيحافظ على العقل من الجهل و التلاعب به و يحقق للدين دوره بإنقاذه من الطامعين بأسمه دون لعب دور المتحدث بأسم الله و تحقيق غاية الدين من بث مكارم الأخلاق فى نفوس أفراد المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة