الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعلان العالمي لحقوق الأنسان------ الذكرى - 66 -

عبد الجبار نوري
كاتب

2014 / 12 / 18
حقوق الانسان



تمرُ علينا ذكرى " الأعلان العالمي " لمباديء حقوق الأنسان ، وهي ( وثيقة حقوق) دولية تمثلْ الأعلان الذي تبنتهُ الأمم المتحدة في 10-12-1948 في باريس ، بعد الحرب الكونية الثانية ونتائجها الكارثية المأساوية في تدمير الحياة والبنى التحتية للدول التي شاركت و حتى الدول التى لم تشارك ، والفكرة جاءت من الجمعية العامة للأمم المتحدة 1945 ، وهي تنظر إلى جراحات ساحات الحرب من خسائر كارثية حيث كانت الحرب العالمية الثانية ( اكثر الصراعات دموية على مرْ التأريخ) عدد القتلى أكثر من 60 مليون قتيل ، أي أكثر من 5-2 % من شعوب العالم ذلك الوقت ، أضافة إلى تدمير البنى التحتية في عواصم ومدن الدول المشاركة في الحرب ، وضحايا الهولوكوست النازي ، وتهجيرالسكان في الأتحاد السوفياتي ، وجرائم الحرب اليابانية ، وخسائر دول الكومنوولث البريطانية ، و20 مليون لقوا حتفهم نتيجة أمراض ومجاعات ذات علاقة مباشرة بالحرب ، و 5 ملايين أسير ماتوا في أقفاص الأسر، أضافة إلى تدمير معدات حربية هائلة .
لذا وقّعتْ جميع دول الأعضاء ومعهم العراق على الوثيقة الأنسانية ، ووضعوا بصمات الشرف والتعهد بتطبيق بنودهِ والألتزام بفقراتهِ ، وأهتمت الأمم المتحدة بتعليم مباديء حقوق النسان وذلك بتعريف الشخص بحقوقه ، وحرياتهِ بشكلٍ تعليمي مفروض من سنة 1995 – لحد سنة 2004 ، وسمّيتْ الفترة بفترة " عقد الحقوق " للتعريف والتعلّمْ ، بموضوع أسمهُ " ثقافة الحقوق " المصدر/ القانون الدولي لحقوق الأنسان ).
ودخل العراق إلى رحاب الوثيقة من أوسع ابوابهاِ ، لأنّ الذي جرى على العراق بعد 2003 نفسهُ الذي جرى على الشعوب التي شربتْ : الكأس المُرْ من الحروب ، حصدنا الموت والدمار والخراب : مليون قتيل ، مليوني جريح ومعوّق ، 2 مليون نازح ومهجر ، وأكثر من 4 ملايين مهاجر في منافي العالم ، 20 % تحت خط الفقر 25 % بطالة حقيقية ومقنعة ، غياب الدولة المؤسساتية ، الفساد المالي بأرقام قياسية خيالية لايتوقعها غينيس لأرقامها المليونية والمليارية ، أنفلات أمني مروّع ، 300 حزب أكثرهم غير مؤدلج قد يكون ميليشياوي منفلت تحركهُ سيولة نقدية من دول الجوار ، ونفوذ الرشوة والمحسوبية والمنسوبية والطائفية والأثنية والمناطقية ألتي هي تداعيات المحاصصة البغيضة ، لذا تسربتْ هذهِ الفاروسات القاتلة إلى مفاصل الجيش العراقي وأصيب بالترهل والضعف بل والأنهيار ، لذا هاجمتنا عصابات عابرة للحدود بأسم داعش ، وأحتلتْ ثلث أراضينا وحينها ألغت جميع القوانين الوضعية وحتى السماوية ، مزّقتْ المجتمع ، وأرجعتْ المناطق المحتلة قروناً إلى الوراء ، محاكم غير شرعية سلاحها السيف ، وقطع الرؤوس والأطراف ، وتكفير المسلم العربي والكردي والمسيحي والمندائي والأيزيدي ، وفرض الدين الأسلامي ، والطائفة بالقوّة وبحد السيف ، والتهجيرالقسري والسبي وبيع النساء كغنائم حرب ، حين يذكرنا بالطوفان المغولي والتتري ، والحديث يطول حين نجد أفضع من داعش !!! وإلا ماذا نسمي ؟ سرقة مسؤول رفيع من كلفة شراء خيّمْ للنازحين !!! الذين يلجؤون اليوم إلى الهياكل الكمونكريتية الغير جاهزة ، وعلى سفوح الجبال عراة حفاة ، وآلاف الوظائف الوهمية ( الفضائية) بملايين الدنانير من قوت الشعب وحقهِ في الحياة والأمان ؟؟؟ ، لذا أصبحنا بحاجة ماسّة لهذهِ ( الوثيقة الحقوقية الأنساية الأممية والمشرعنة من الهيئة الدولية للأمم المتحدة ) .
موقف وزارة حقوق الأنسان العراقية
أنهُ بداية مفرحة للعمل الدؤوب للوزارة في الأعلان الموجه ونثني ونحيي الوزير الجديد لحقوق الأنسان في العراق الأستاذ محمد البياتي- ولو لقصر عمر الحكومة - " الذي هو خير خلف لخير سلف " للوزير السابق محمد شياع السوداني ، ودعوتما المخلصة للسلطة الرابعة لتوخي الحقيقة في مصداقية الخبر والدعوة إلى وسائل الأعلام بأتباع المهنية وحرفية الأخبار بثقافة وطنية موجهة ، ووضع خطة طواريء على الفضائيات المغرضة لأننا نعيشُ حالة حرب ، واثني وأحيي – مرّةً ثانية - وزير حقوق الأنسان في العراق في عرضهِ الموضوعي (لحقوق الأنسان العراقي) في المحافل الدولية لأنتهاك داعش للحقوق والحريات ، مدعومة بوثائق وشواهد وأفلام فديو ، وتوزيع أقراص مدمجة على وسائل الأعلام الأجنبية عن مشاهد القتل ونسف الشواهد الحضارية من قبل عصابات داعش.
وتأكدت الوزارة بأنّ هناك كتابٌ عنوانهُ { الأعلان العالمي لحقوق الأنسان ، بوثيقتيه 1948 – 1966} وبدأتْ تتلمسْ بنوده الثلاثين ، ونأملْ تطبيق تلك البنود على الواقع العراقي } وهي :إنّ جميع الناس أحرار، عدم التمييز بين البشر ، لكلٍ حق الحياة ، نبذ العبودية والأسترقاق ، عدم أخضاع الفرد للتعذيب والعقوبات المفرطة ، الأعتراف بالشخصية القانونية للفرد ،الحق لكل فرد الألتجاء إلى المحاكم لأنصافهِ ، لا يجوز الأعتقال والحجز والنفي بشكلٍ تعسفي ، ألغاء الميليشيات ، حصر السلاح بيد الحكومة المركزية ، حرية التظاهر السلمي، وفضح الأجراءات الكيفية التعسفية الداعشيّةِ ومحاكمها الغير شرعية أمام المحافل الدولية في العالم ، وخصوصاً الهيئة الدولية للأمم المتحدة.
بعض المآخذ السلبية
لا أقصد وثيقة الأعلان العالمي لمباديء حقوق الأنسان الذي يعتبر الأساس الفعلي لظهور ميثاق الأمم المتحدة والذي لهُ الفضل الكبير في تثبيت القيّمْ القانونية الألزامية لقواعد القانون الدولي ( لحقوق الأنسان ) ، بل أوضح بعض المواقف الأزدواجية للدول الغربية ، وأمريكا ، وأسرائيل – الموّقعة على الأعلان - على تجاوز بنود " هذهِ الوثيقة الحقوقية " والقفز عليها بعنجهية وغرور وتحدي ودون الشعور بالمسؤولية ، والذي يزيد من أحباط الشعوب المقهورة أنْ تجعل من المنظمات المعنية بحقوق الأنسان وحتى الأمم المتحدة ورئيسها " بان كيمون" وأذا هزتْ نفسها يصدر منهم أحتجاج وأستنكار خجول ، ووينص مباديء الاعلان على أنهُ "ملزم" التطبيق ولكنهُ بالحققة في كثير من الأحيان حبر على ورقلأنّ الدول المعنية بلزوم التطبيق يمنحون لضمائرهم أجازة ، وينطبق عليهم المثل { قتل أمريء في غابة جريمةٌ لا تغتفر ، وقتل شعبٍ آمنٍ قضيّةٌ فيها نظر } --- مثلاً :
*أغتيال زياد أبو عين ، وزير السلطة الفلسطينية ، ورئيس هيئة مقاومة جدار الفصل العنصري الأستيطاني ، وعضو المجلس الثورى ، كان مع فعاليّة فلسطينية لزراعة أشجار الزيتون بمناسبة { اليوم العالمي لحقوق الأنسان}، ومرّ الضمير العالمي على الخبر مرّ اللئام ، وأضيف الرقم إلى أكثر من ألفي شهيد وجريح في الهجمة البربرية لأسرائيل على "غزّه " في الشهر الماضي ، ونتساءل أين حق الأنسان في الحياة ؟
*أغتيال الطفولة البريئة في المدرسة الباكستانيّة وهم أولاد عسكريين في جبهات القتال ضد العدو الأرهابي ، وكانت حصيلة القتلى 112تلميذ ، وجرح أكثر من 132 طفل ، وهنا أيضاً نتساءل أين حق الحياة ؟؟؟.
*ضحايا قاعدة " سبايكر" الرهيبة حينما أقدمت داعش على أعدام 17ري مجرد من السلاح وهم بالأساس طلاب تدريب ، وأخبار من جهات أمنية مركزية أن عدد المفقودين والقتلى يبلغ 4800 عسكري ، وطوي الملف الحزين الأسود بصمت المجتمع الدولي ، وبقاء عويل وأنين الأمهات الثكلى المبتلاة بالفواجع المزمنة منذ يوم تأسيس هذا العراق الحزين .
*ومن التأريخ القريب ، 1982 عندما عزمتْ الأرجنتين على تحرير جزيرتها ( فولك لاند ) من براثن الأستعمار البريطاني ، حينها هاجمتْ بريطانيا الجزيرة براً وبحراً وجواً ، وجددت فيها وجودها الأستعماري بالقوّة ، وهنا أين حق الشعوب في التحرر من العبودية والأسترقاق ؟
* وأخيراً تساءلنا كثيراً لماذا لم يكن لهذا الأعلان المنقذ في الحقبة الصدامية من وجود ؟ ولمدة اربعين سنة ، أضافة ألى حجب الحريات وكم الأفواه ودكتاتورية الحزب الواحد ---- وتتزايد وتزدحم أسئلة أين ؟ ولماذا ؟ وسط ضجيج هلوسة شخصية خافتة ( لأنّ الحايط أله أذان !!)
عبد الجبار نوري
20-12-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تقطع الطريق بين دمشق وبيروت أمام النازحين


.. مشاهد تظهر تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين اللبنانيين إلى سوريا




.. منظمة في ليبيا تمنح الأمل لذوات الاحتياجات الخاصة وتفتح أبوا


.. صور متداولة لوصول عدد من النازحين اللبنانيين إلى الحدود مع س




.. فيديو يظهر عددا كبيرا من اللاجئين السوريين يدخلون الأراضي ال