الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة الزوجية.. نضوج الدوافع وتوافق الحاجات

اسعد الامارة

2005 / 9 / 4
العلاقات الجنسية والاسرية


ان محك العلاقة الزوجية هو التفاهم في ما يبدو خارجيا ومعلن،اما ما خفي فكان الاشد والاقوى في العلاقة الزوجية وهو التوافق الجنسي،حيث يلعب دورا بالغ الاهمية في حياة الانسان الفرد،لما له من اثر في سلوكه وعلى صحته النفسية وعلى قوة التفاعل مع الشريك،فالكثير من الازواج تأزمت هذه العلاقة بينهما وربماانفرطت بسبب هذه الحاجة،فالنشاط الجنسي يشبع كلا من الحاجات البيولوجية والسيكولوجية وهو من وجهة النظر البيولوجية كما يقول علماء النفس يعمل على تجنب التوتر الفسيولوجي كما انه مهم جدا في اشباع الكثير من الحاجات الشخصية واعادة التوازن في العلاقات الاجتماعية،وان من نتائجه السلبية عند حدوث الاحباط نشوء الصراع وهو مصدر التوتر في العلاقة بين الزوجين لذا فأن العلاقة الجنسية في الزواج تهدف الى الانسال اولا واخيرا،وهو نشاط سوي يظهر التوافق لدى الرجل ولدى المرأة.
يقول د.الرشيدي ود.الخليفي يعبر التوافق الزواجي عن كل المعاني والسلوكيات التي تجسد التآلف والتقارب واجتماع الكلمة وروابط المودة والرحمة بين الزوجين،انه اساس لنمو العلاقات الزوجية ورسوخها على امتن اسس وبأفضل صورة وهو نوع من التكيف النفسي والاجتماعي الصحيح ويتضمن نشاط الزوجين الرامي الى تحقيق التوفيق والموائمة والانسجام بينهما،ويقوم على التكيف والتحمل والتضحية حيث يضحي كل من الزوج والزوجة ببعض من حريته ومصلحته لصالح الطرف الآخر ولصالح العلاقة الزوجية برمتها حتى يغدو كلا الزوجين جزءا من الاخر وعنصرا منسجما،انه التوافق المتجانس الذي لا يشعر احدهما بانه خسر جزءا من حريته او كلها مقابل هذا التنازل،بل تضيق الهوة بين الزوج والزوجة في عملية التوافق السوية هذه، حتى تترسب في تكوين نفسي –شخصي يحكمه التقبل النفسي لكلاهما وتصير الحياة لديهما مستحيلة بغير المحب،ولايمكن ان تستمر ،فنحن نقول عن الحياة الزوجية انها حياة توافق على طول الخط وعلى المدى القصير والطويل ويقول د.مصطفى زيور فالرجل يحب من زوجته ان تتصف بشئ من الامومة نحوه،والمرأة تحب من زوجها ان يتصف بشئ من الابوة نحوها،فاذا استطاعا ان يتبادلا العطف والمودة والرحمة كان هذا دليلا على نضجهما فتستقر السعادة في البيت ،اما اذا طلبت المرأة من زوجها ان يكون لها اباً فحسب فلن يرضيها مهما بذل لها لأن الواقع انه ليس اباها،فينشأ الغضب ويدب الشقاق،اما الرجل فأنه اذا رأى في زوجته اماً فحسب،فلن يستطيع ان يقوم معها بدوره كزوج،وقد يضطر عندئذ الى الفصل بين حياته العاطفية يختص بها زوجته وبين سائر حياته الغريزية،وهكذا فأن هذه الرابطة لا يصلح معها اي تلاعب في مستوى العلاقة،فهي تقوم على النضج لدى الرجل ولدى المرأة،وعكسهما يدل على العجز والطفولة.
تؤكد دراسات الصحة النفسية ان الحب عاطفة تتطور من الطفولة الى النضج حتى تبلغ قمتها في العلاقة الزوجية فترجح كفة العطاء(الزوج لزوجته،الزوجة لزوجها)بعد ان كان رجحان كفة الأخذ في مرحلة الطفولة لكليهما،حتى عد التوافق النفسي الزواجي معياراً للصحة النفسية اما نقيضه فهو معيار للمرض،فاسلوب الانسان(الزوج-الزوجة)في منح الحب واطلاق التوافق يعد عنوان شخصيتهما ومبلغ نضجهما حتى يظفر بالسعادة،فالصحة النفسية تكون خلال التوافق بين الزوجين والمقدرة على الحب الكامل والاصيل بشقيه الشهوي والحنون مجتمعين معاً.
لا نغالي او نبالغ ان قلنا ان العلاقة الزوجية الصادقة تقوم على الود تجاه الآخر(الزوج-الزوجة)الذي يعد اكثر مظاهر الحياة بعثاً على السرور واللذة رغم ان الحياة بمصاعبها وازماتها وضغوطها تؤثر كثيرا على مسار التوافق الزوجي وعلى الاسرة خصوصا وتضرب صميم العلاقة الزوجية اذا ما صاحبها التدهور الاقتصادي او الازمات المادية المستفحلة،فالاسرة حينما تستطيع ان تضع القسط الاكبر من ضغطها الانفعالي جانباً وتتوافق على اسس ومسلمات تؤكد ذواتهم،تستطيع هذه الاسرة ان تتغلب على الصراع ويجد الزوجان الراحة واللذة والسرور في التعبير عن انفسهم تجاه مواقف الحياة الضاغطة ويواجهون مصاعبها لا سيما ان ايمان الزوج باسرته راسخ كما هو ايمان الزوجة ،واعتقد الزوجان ان بينهما رابطة عمرية دائمة شاملة،وفي هذه العلاقة سوف تتسامى سلوكيات الزوج والزوجة كثيرا مقابل اللذة الآنية المتحققة او المصاعب التي تواجه حياتهم،فشعورهم تجاه الآخر ينكر الملل ويقلل التوتر حتى ينظر كلاهما الى الزواج انه علاقة ابدية غير منتهية ومن خلالها تدعم اسس التوافق والنجاح في الزواج.
ان من العوامل المؤثرة في استمرار العلاقة الزواجية بتوافق ناجح هو نمط شخصية كل منهما من حيث حب السيطرة او الخضوع والانسحابية او استخدام العنف والخشونة مقابل الود،فربما يكون احد الزوجين انفعاليا،سريع التأثر بينما الآخر يميل الى السلوك الهادئ لكي يقوم بامتصاص غضب الآخر بلطف وود دون ان يشعر ان كرامته جرحت او شخصيته انتهكت،فيتقبل الآخر بكل هدوء،لا يشعر بالخضوع ولا بالملل ولكن ليس دائما على طول الوقت فكل ما يصدر عن احدهما من سلوك يسئ الى الاخر فتكرار الاساءة والتطاول على الاخر يؤدي بمرور الوقت رجحان كفة الآخذ مقابل العطاء ويؤدي الى سوء التوافق في النهاية.تؤكد الدراسات النفسية ان تبادل المشاعر بين الزوجين في علاقتهما وما يترتب عليها من اتساق يؤدي الى توافق سلوكي،فالزوجة التي تتألم لمرض زوجها،والزوج الذي يحزن لحزن زوجته انما يعبر كلاهما عن مشاعر ايجابية وهو اتساق بالمشاعر يؤدي الى تضامن وتكاتف حتى يجد كل منهما الاخر الأمن النفسي والاستقرار فيرتبط كل منهما بالآخر بمشاعر محببة فيكون كل منهما غطاءاًللاخر ،هذه المشاعر تدفعها عوامل عدة من اهمها التقبل الواضح الذي يكون حول قدرتهما على التقبل السريع لما يعتري حياتهما من ضغوط فيكون كل منهما مسانداً للأخر وهو ما يعرف بالاسناد النفسي لمواجهة ضغوط الحياة، وحينها يكون التوافق على حل الازمة دون ان تتضخم وهي بحد ذاتها معرفة صحيحة باساليب التعامل مع الازمة.ومن عوامل الدافعية الاخرى هو قدرة الزوجان المتوافقان على درجة كبيرة من القدرة على الضبط الذاتي ازاء المواقف الضاغطة وهذه مستمدة من الثقة المتبادلة بين الزوجين فضلا عن المرونة التي يتسم بها كل منهما ازاء الاخر وهكذا تسير الحياة الزوجية بتوافق متناسق على عكس الخلافات الزوجية التي تضرب توجهات الرابطة الزوجية بحيث تستشري الانفعالات والغضب والسلوك الانتقامي من الآخر او التفكير بالهجران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نساء البرازيل يخرجن رافضات لمشروع قانون يهدد حق الإجهاض


.. الاقتصاد والإجهاض والهجرة غير النظامية من القضايا الجدلية بي




.. صباح العربية | في تونس.. الفتيات يكتسحن الأولاد في الثانوية


.. تريز سيف: لا بد من الإجابة على أسئلة كثيرة قبل الزواج المختل




.. فيلم 3000 ليلة