الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر اربيل ....البداية ام النهاية ....؟

حامد الزبيدي

2014 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


.

مؤتمر اربيل ...... البداية ام النهاية ....؟
سيذكر التأريخ ..... ان هذا المؤتمر هو البداية الفعلية لتقسيم العراق ..... ففي البداية تاسيس الاقاليم على ضوء ما جاء بالدستور العراقي ومن ثم المطالبة بالانتقال من الفدرالية الى الكونفدرالية ثم الانفصال .... اما من يتحدث الان عن الوحدة واللحمة الوطنية .... فسيصبح اضحوكة في وقت قريب .... لكن لا يجرؤ احدا من هؤلاء على التحدث ...كم من الارواح ستزهق وكم من الاموال ستنفق على التسليح وكم من الوقت سيمضي على اقتتالنا حتى نتوصل الى رسم حدود الاقاليم التي ستصبح دولا ....لا طعم لها او لون ....حالها حال استونيا ولاتفيا وغيرها من الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي ..... والتي لا يستطيع فيها رئيس الوزراء على تعيين وزير الا بموافقة السفير الامريكي ..... ومشكلة العراق ان هناك سياسيين يعتقدون انهم خلقوا ليحكموا ....فاثيل النجيفي واخيه .... يعتقدون ان الموصل ضيعة لعائلة النجيفي ...وهم الاجدر بحكمها ...و هكذا لتكريت والانبار .... اما الشيعة .... فمن في السلطة لا يمكن ان يفكروا ولو للحظة انهم يشاركون الاخرين في الحكم ....حجتهم انهم جاؤا بالانتخابات وانهم الاغلبية التي يجب ان تحكم ....ويبدو انهم لا يمانعون في انفصال الاخرين عنهم ...طالما ان هناك من يضمن بقائهم في الحكم وهي ايران ....على عكس السنة الذين يعتقدون ان امريكا ستتمكن من حل جميع الاشكالات مع الاكراد حول الحدود الادارية للاقاليم (السني والكردي ) وانتشار الاكراد في الضفة الشرقية من نهر الفرات الغنية بالبترول .... لكن ينسى من يدعي تمثيل السنة انهم هم من اسس العراق الجديد عام 1921 .... وهم من حافظ على بقاء الدولة العراقية موحدة .... وكل الحروب التي قادوها كانت لبقاء العراق موحدا ....فما الذي غير مزاجهم وبوصلتهم ... وتعلقهم بشعارات رفعوها منذ قيام الدولة العراقية .....وحدة ....حرية ...اشتراكية ..... اما الاكراد وحلمهم بتشكيل دولتهم ... اكيد ان لهم كل الحق في تشكيل دولتهم ....لكن الذي منعهم من ذلك طيلة تاريخهم هو تشتتهم في اكثر من دولة ....اضافة الى اختلاف الامزجة والاهداف والرؤيا لدى كل فصيل منهم الموجود في هذه الدول المتوزعين عليها ....فليس هناك ما يوحد الاكراد المزعين على اربع دول ترفض رفضا قاطعا ان يكون للكرد دولة ..... الان قد يبدو ان الوقت مناسب لاعلان دولة كردية في العراق ....لعدة اسباب اولها هو ضعف المركز في بغداد ومباركة امريكا .... ورضى اغلب السياسيين العراقيين على مشروع التقسيم وان لم يعلنوا ذلك جهارا لخشيتهم من غضبة غالبية الشعب العراقي الرافض للتقسيم ..... لكن الكثير من الحقائق ستظهر عند اعلانهم هذه الدولة الحلم ....لان تركيا وايران ساعتها ستكشف عن رفضهم لهذا الحلم ولو كلفهم ذلك مواجهة امريكا والعالم ..... وفات الجميع كرد وسنة وشيعة ان امريكا تستخدم الورقة العراقية (العراق الهش) لتنفيذ المشروع الصهيوني بتفسيم المنطقة العربية الى دويلات صغيرة ضعيفة تهيمن عليها ولخدمة اسرائيل التي ستبدو الدولة الكبرى والعضمى في منطقة الشرق الاوسط ..... وسيستمر المشروع الامريكي في صفحات اخرى لاحقة لتقسيم سوريا والسعودية ومصر وليبيا والجزائر .....الخ
وباضعف الاحتمالات ستحاصر هذه الدولة الفتية وسط جيران اقوياء وستعصر عصرا ستجعل اصحاب مشروع الدولة الكردية .... يدركون خطورة اللعب بالنار .... وسيتآمرون على بقاء هذه الدولة.... ليلا ونهارا سرا وجهارا ....لما تشكله من خطورة على امنهم الوطني ومطالب الاقليات الكردية المتواجدة في ايران وتركيا وهم يشكلون الغالبية الكردية....
اما الدولة السنية ....فلن تستقر لعشرات السنين ...
.اولا لضعف الموارد ...ثانيا اعتمادها على المساعدات التي ستأتي من عرب الخليج بالدرجة الاساس .... وسيختلفون كثيرا بين مؤيد لقطر ومؤيدا للسعودية ......وفي المخاوف التي ستسببها للاردن ...
وستدخل في نزاعات مع الشيعة في الجنوب على مصادر المياه والحصول على حصة من النفط المار عبر اراضي الدولة السنية ...ما سيجبر الشيعة على الانفتاح والاعتماد على ايران اكثر فاكثر ...حيث ستزودهم ايران المياه من الانهر العديدة التي تمر بالارض العراقية (والمغلقة حاليا ) وستتدفق المياه من نهر الكارون لتسد حاجة الدولة الشيعية ...لتعصر الكويت بين الرحى الايراني والسندان العراقي .... وستتوقف القناة الجافة التي تشكل انقلابا في طرق التجارة العالمية ..... وسيتنبه عرب الخليج لمخاطر اسوء من تلك التي يواجهونها الان ....لانها ستلامس وجودهم لانهم سيكونوا امام ايران القوية .... الاولى نفطيا ( بعد اخضاع الدولة الشيعية ) والاكثر تقدما وتطورا .... وعاجلا او اجلا هو انسحاب القواعد الامريكية الى جنوب شرق اسيا ....لتطويق الصين الصاعدة ولتناقص اهمية النفط الخليجي بعد اكتشاف النفط الحجري في امريكا وكندا وزيادة انتاجه الى مليون برميل حاليا .....وتطمح امريكا الى زيادة انتاجه الى 3.5 مليون برميل يوميا بحلول 2017 ...والقاعدة البريطانية في البحرين اخيرا هي عودة بريطانيا لتحل محل امريكا في الهيمنة على دول الخليج ...وهذه العودة تذكرنا بالخنزير الذي اعتاد على اكل الجيف ....بعد سيده الاسد .؟
للاسف ان بقاء العراق موحدا اصبح حلما ... بعد انعقاد مؤتمر اربيل ...الذي شكل البداية في تقسيم العراق ........ وبدلا من ان نتوحد مع سوريا لننفنتح على العالم ونغير موازين القوى ....ستذهب الى التقسيم والتفتت .
اتمنى كما الكثيرين ان لا اكون حيا ..... عند تقسيم العراق .... اما بغداد .... الحبيبة ......التي تغنى بها العالم ... فلا ادري كيف يكون مصيرها ....ولو البدايات واضحة من خلال تحولها الى مكب نفايات ..... وايداعها بامانة عبعوب ....الذي لا يفرق بين الزرق ورق والحقيقة .......؟؟؟؟؟؟
حامد الزبيدي
19/12/2014










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات جوية عنيفة من الاحتلال على رفح في قطاع غزة


.. 6 شهداء وجرحى وصلوا مستشفى الكويت التخصصي برفح جراء قصف إسرا




.. الخارجية الأمريكية: لا ينبغي أن تكون هناك مساواة بين إسرائيل


.. وجوه جديدة تظهر في سدة الحكم أبرزها محمد مخبر النائبِ الأولِ




.. العلماء يكتشفون فيروسات نادرة عملاقة عمرها 1.5 مليار عام