الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنياب الذاكرة -شعر-

رمسيس حنا

2014 / 12 / 19
الادب والفن


أنياب الذاكرة
"رمسيس حنا"

يا الذى يتَّزرَ بعبأة الصمت
لماذا أراك تعاودنى
و بينى و بينك وشائج الموت؟
لم يجمعنا يوماً
إلا على قبر الحياة
لم نره صوماً
إلا فى مأتم العراة و الحفاة
و أنا من العراة و الحفاة
و لا مأتم لى.
. . . . . . . . . . . . .
فى الاَمك – قبلك – رأيته
فسرت فى جنازتى
و نصبت مأتمى
فى صمتك رأيتك
تقاوم الموت
و رأيتك تقامره
فألقيت باَخر الأوراق
الخَزًّ و الأس
و لم يبق باق و لا ناق
و أنقطع السياق
. . . . . . . . . . . . . .
لِما تتألم و لا تتكلم؟
فكيف نتعلم؟
و كيف نعلم؟
و الموت حقيقة و لَوْت
أين كلانا؟
أين أنا
بل أين أنت؟
أين الكلمات
فى كواتم الصوت
. . . . . . . . . . . . . . .
هل لى أن أشكر حضورك
الى مأتم إغترابى؟
هل لى أن أمتن
لفتحك باب العزاء
فى لومى و عتابى
و أنا أعلم أنى
لم و لن أسامح
لم و لن أصالح
هروبى و غيابى
. . . . . . . . . . . . . . .
على جدران سجنى
رأيتك
الإغتراب و العذاب
رأيتك
تحارب مواجعك
خلف ستر و حجاب
و رأيت فيك الموت
أيقونة معلقة بالرقاب
فهمت على وجهى
أبحث عنك
أبحث عنى
فى وهدات الضباب
و فى أنات العقاب
. . . . . . . . . . . . . . .
لم أستطع أن أُخرجك
من زنزانتى
فخرجت أنا الى شرفة
معتقلى و رِّبْضتى
علنى أجد مهرب
فرأيت الفراغ
يلتهم قامتى
و زمهرير الشتاء
يجمد شتاتى
و يضاعف وحدتى
و رحت أبحث عن جثتى
. . . . . . . . . . . . . . .
و لم أبصر سوى
تَوَابِيت الصمت
و بياض الموت
و أشجار عارية
إتشحت بثوب الحداد
غارقة فى السواد
و بياض المهاد
تئن "اَه"
من سكرات
الردى المِداد
من سعارات
الزمهرير البِدَاد
. . . . . . . . . . . . . . .
و فاجأنى و جهك
من بين الأغصان السوداء
على سحب القهر
و السماء الصماء
ليحط كهازجة النهر
و نورس البحر
لا عش له
على أغصان جرداء
فقد عصف الخريف
بكل أوراق الفخر و البهاء
و جمدت لفحات الزمهرير
تدفق الماء
و خنقت عصفور االزهر
و كتمت فى جوف النهر
صوت الخرير
و صَّمت السماء أذانها
فإنقطع الجرير
و ضاع من الخطى المسير
. . . . . . . . . . . . . . .
وأطاح سيف المطلق
برأسى
فهوت كطائر ابى الحناء
فى بيداء
خالت لنا
أنها جنة عدن
فىيما كانت لنا
الوطن و السكن
و حولنا الجمع قد عَكَنْ
و كنا نحلم
و هل صحى من للحلم قد ركن؟
. . . . . . . . . . . . . . . . .
أراك فى صحارى الأرض
يفلحها شبابنا الغض
نزرعها حنة و فاكهة وأبا
نخضر وجه الأرض البض
. . . . . . . . . . . . . . .
فما زال حلمى الأرض
فى رَوِيَّةٌ الماء
و حرارة النار
و أنت فى وضح النهار
تحلم بالسماء
و سوياً كنا نموت
و سوياً كنا نعيش
بالطول و العرض
و أنا إنحرفت و أنجرفت
نحو عشق الأرض
و تحول حلمك الى فَوْق
الى فردوس الذوق
و أنفس الخلق
كل يوم فى مَوْقً و دُّوق
. . . . . . . . . . . . . . .
فأين الوطن الاَن؟
أين الخل الصدوق؟
فقد رحلت يا "مرزوق"
الى الأبد
و تركت فى العروق
الرُّوبَةُ حائرة
و أندحر الفؤاد من الحزن
و طفح القلب بدل النُزُوق
الأَسِيَ , والإِبْتَأَسَ, و الشجن
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
رأيتك على تراكمات جليد كانون
و الزمن المجنون
رأيتك و أنا ترتعش فرائصى
من تثلج المشاعر
و رأيت لحظك التائه
فى برارى مدنيتنا
و فى تيه بداوتنا
و كم كلفنا فيها
فردوس الأبلق العَقوق
فصرخت: أيا "مرزوق"
المعاناة بالصبر الجميل
"هل للفُتوق رُتُوق؟"
و تبتلعنا فى الأرض الشقوق
. . . . . . . . . . . . . . . .
و أبصرت صليبك الثقيل
تحمله الى جلجثة العدم
و أنا يقتلنى الندم
و لا تقدر أن تحملنى القدم
فعدت لداء لا براء منه
"الهرب!! الهرب!!"
كيف و الجسد قد خَرِبَ؟
و أطلال النفس ظلام
ابحث فيها عن ركام
مواجعنا فى أطلال كَدْم
فتتعلق نفسى بك
و تعيش على و هم اللقاء
و إكذوبة الوجود بعد الفناء
. . . . . . . . . . . . . . . . .
فعدت الى زنزانتى من جديد
فرأيتك على جدران سجن الغربة
و أبصرتك فى دهاليز نفسى الخربة
فممدت اليك يدى
لأنتشلك من بين أنياب ذاكرتى
فلم تفلح دِنان خمرالنسيان
فلم أنس
أنا أنت و أنت أنا
أنت الأمين و حقيقة الأنين
وأنا الرحيل و السفر الطويل
. . . . . . . . . . . . . . . . .
و كلما أفتح على عالم الصمت
نافذةً
أرى وجهك ... بل أرانى ...
على أفرع الشجرة العجوز
التى كنا اليها نلوز
و الاَن الحقيقة عارية
و سَّوءتها الطاغية
محروقة بجليد الفراق
و أنين السنين
و صرخة الوليد
و إجهاض الجنين
. . . . . . . . . . . . .
أراك إغتراب الوطن
و أراك وطن الأغتراب
اراك الشوق اليه
و أراك اليه الحنين و العذاب
و أنت سراب
و أنا تراب
. . . . . . . . . . . . . .
هل اكتشفت ما هناك؟؟
هل تريد أن تقول:
الحقيقة هنا؟؟
أم الحقيقة هناك؟؟
هى إكذوبة و نفاق
و أنت تجردت منهما
و نصل المطلق
على الأعناق
و هنا السم فى حلو المذاق
فكان الفراق
وفى لجة الإفك
ضاع من اليم العِراق
و تحولت بحورنا
الى نزف و رعاف
الى دم مراق
على طاولات الخلافة
و مصاطب الجلافة
. . . . . . . . . . . . .
فلا تأتى الى هنا
أرجوك لا تأتى
فلم يعد الرفاق
هم الرفاق
ولم يعد للنساء مهر
أو صداق
إلا فى سيف برَّاق
فى نكاح البِزاقً
و أرحام النساء
لم تعد تحمل أو تلد
إلا شَاقَّ و عاق
تقذف بهم الى الرَّقَاقُ
و لم يعد وجه الأرض
يتحمل
و قد ضاق أديمها
بمن عليها
نعم قد ضاق.
"شِعر رمسيس حنا"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في