الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية وطن ف3 ج1

سيف سعدالله الناصري
(Saif Nassrei)

2014 / 12 / 20
الادب والفن


#ف3
#حكاية_وطن

في تمام الساعة السادسة مساءآ من كل يوم أهيئ حالي للخروج مرتديآ التشيرت الصيفي والجاكيت ( القمصلة ) التي أشتريتها مؤخرآ لكي أحمي نفسي من برد الشتاء ، والبنطلون الوحيد الذي ظفرت به من خزانتي التي كانت تعج بالثياب ، معظمها لم أرتديها أو أرتديتها مرة أو مرتين ، بالأحرى لم اتلذذ ولم أتذوق طعم الأناقة بها ، خصوصآ أني من الأشخاص المحبذين بالأهتمام بالمظهر الخارجي وﻻ-;-سيما أني أمر بمرحلة الشباب وهذا الأمر ينطبق على الكثير من الشباب ، كانت الخزانة موضوعة في الجانب الأيسر من الغرفة من ذاك البيت الذي خرجت عنه رغمآ عني ، أذهب لملاقاة رجل قد ناهز عمره الخمسين عامآ ، كنت قد ألتقيته صدفة في أحد المقاهي الواقعة في شارع شعبي من المدينة التي نزحت اليها ، حينها كنت أجلس وحيدآ أترقب بداية أحدى مباريات كأس العالم في البرازيل ، واذ بصوت ينادي بأسمي لعدة مرات ، كان الصوت يتجه من الخلف نحوي كان مألوفآ بالنسبة لي لأنه انطلق من حنجرة مميزة أعرفها جيدآ ، وايضآ كان يناديني بالغة العربية وبطريقة تختلف أختلاف جذريآ عن الجميع ، فتلك الطريقة لم أتعود عليها من أي أحد سوى من شخص واحد فقط ، قلت في نفسي معقول ( ﻻ-;- ﻻ-;- ليس هو ) ، ولما ﻻ-;- فالأغلبية قد خرجت من المدينة قاصدة نفس المدينة التي قصدتها لعله هو ، أقترب الصوت المنادى بأسمي أكثر وأصبح يرن في طبلة أذناي ، ألتفت الى الوراء وجدت نفس الشخص الذي كنت قد خمنته. نعم هو بالحمة وشحمة ، ذاك الشخص الكبير في العمر صاحب البشرة البيضاء المائلة للأحمرار قليلآ ، أصلع الرأس يكثر بعض من الشعر الابيض على الجانبين حليق الذقن مع شارب أبيض متين ذو عينان خضراوتان لطالما أخفاها تحت نظاراته الطبية ، ضخم البنية قليلآ ، يقال عنه طويل ، كان بارعآ بالعبة الشطرنج. ومحب لها كثيرآ، ﻻ-;- بل يعتبرها أمه واباه على حد قولة ، ولا أخفي على أحد فكان له الدور الأكبر في تعلمي لهذه اللعبة وأتقانها ، كنت فرحآ جدآ بملاقاته لعله يعيد لي ولو قليل من الأمل الذي ذهب عني بعد ما حدث أو يساعدني في الخروج من حالة اليأس التي كنت أمر بها دون أن يعرف ، فالقضاء معه بعض الوقت ببمارسة لعبتي المفضلة (الشطرنج) يزيح عني الكثير من الهموم التي كنت أحملها في جعبتي وايضآ هو من الأشخاص الطيبين الذين كنت التقي بهم في أحدى المقاهي الشعبية في مدينتي مع بعض الصحبة ، فصوتة الشجي كان يطربنا دومآ خصوصآ عندما كان يغني اغنية رياض أحمد (شالوا) ولم تخلوا مشاكسة بعض الصحبة اتجاهه من المرح فقد كان ملح المقهى وروحها الطيبة ، بادرت بالتحية علية مصحوبة ببعض من الأستغراب ( ها حجي شجابك هنا حتى لهنا لحكتني ) كان الحجي يقطن معي في نفس المنطقة في بغداد وعندما خرجت منها مرغمآ ، وجدته في نفس المدينة التي ألتجأت اليها والأن هنا لعله قدري ، تبادلنا أطراف الحديث عن المدينة وعن ما جرى ، وسألته متى أتيت واين تسكن الان ، وماذا تفعل هنا ؟ اجابني أتيت قبل أسبوع تقريبآ مع العائلة وأني اسكن بأحد الفنادق القريبة من الشارع كنت أبحث عن شطرنج لأشتريه ووجدته فعلآ لكنه باهض الثمن فمررت من هنا ورأيتك عن بعد وناديتك في بداية الأمر لم أتوقع أنه انت ، أجبتة وانا كذالك ، أتفقنا على أن نأتي غدآ في نفس المكان ونلعب الشطرنج لكن بعد الأفطار وقتها كنا في شهر رمضان
ترددنا كثيرآ الى المقهى لنلعب الشطرنج كانت النتائج في الأيام الاولى كارثية قد تصل الى عشرة مقابل واحد لي ، لكننا لم نشعر بالراحة في هذا المكان ، نتعرض لمضايقات غير مباشرة من أحد الشركاء الذين يملكون المقهى لان المكان الذي كنا نجلس به كان مخصص لشرب الأركيله على حد قوله ، كان شابآ طويلآ في الثلاثينات من عمرة ، دائمآ ما يحلق شعرة الى (الصفر) ذو عينان سوداوتان ، تحت رمشة الاسفل سواد واضح للعيان ، ينادونة بال (كابتن ) اما الشريك الأخر كان عكسه تماما دائمآ ما يرحب بنا. كان محبآ لكوكب الشرق أم كلثوم وكنا كثيرآ ما نرى صور كوكب الشرق معلقة على جدران الحائط ، لم يشعر الحجي أطلاقآ بتلك المضايقات لأنه لم يتعود على هذه الأجواء اطلاقآ فقد تعود على أجواء الطيبة والمحبة في المقهى التي تقع في مدينتي ، أو ربما تصرفات الشريك الثاني ذو المعاملة الحسنة هي التي جذبت انتباهه ، اما أنا فكنت دائمآ ما أحرج. وأتحسس من كلام (الأصلع) الذي يقولة بعيدآ عنا ب لغتهم الخاصة ، ربما كان يعرف أني اتقن وأفهم البعض من لغتهم ، مما يجعلة قول كلماته بعيدآ عنا ، كنت دائمآ أخبر الحجي أنني غير مرتاح وهذه الأهانات الغير مباشرة تشعرني بالضيق لكنة لا يكترث وكان مشغولآ باللعب ودائما ما يقول لي (انت حساس هواي ) ، ذات مرة كان المقهى مزدحم ولحسن حظنا قد أتينا مبكرآ للحصول على مكان، وحصلنا على مكان للعب ، لكن عندما أكتض المكان بالناس خصوصآ وهم قد جائوا لمشاهدة احدى مباريات كأس العالم ، أجبرنا (الأصلع ) أن نغير مكاننا ، فقد وضعنا في زاوية ضيقة المكان حينها شعرت بأهانة كبيرة ، ﻻ-;- سيما نحن ندفع له المال وﻻ-;- نفرق بشيء عن أحد ، ﻻ-;- عن ذاك الشاب الذي يجلس وبيده الأركيلة وﻻ-;- عن تلك المجموعة التي تضحك بصوت عال ، وأخيرآ تلك اللحظة أحسست الحجي ايضآ بالأهانة ، خرجنا من المقهى وقررنا أن ﻻ-;- نجلس بها اطلاقآ بد الأن ، وأن نبحث عن مكان أخر نلعب به الشطرنج .
في اليوم التالي لم أجد الحجي في الشارع وحتى انه لم يتصل بي اطلاقآ ، وعندما أبادر بالأتصال أجد هاتفة مغلقآ ، أنقطعت أخبار الحجي عدة أيام وﻻ-;- أعرف ماهو السبب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟