الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاشف نفسه!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2014 / 12 / 20
الادب والفن


ما ان استوى على كرسيه، مديراً جديداً للمدرسه؛ حتى أقبل عليه المرّحبين، والمهنئين.. وكل واحد يعُرّف عن نفسه.
أنصرف الكل إلا مُعلّم الرياضيات الاستاذ محسن، الذي راح يتودد إلى المدير الجديد؛ ليفاجئه، بعد ذلك، بهذه الكلمات:
اسمحوا لي، بكل احترام، أن أطلع عنايتكم على بعض خفايا زملائي بالمدرسة؛ ليكون لدى سيادتكم علماً كافياً عن تصرّفاتهم:
الاستاذ فرحات، لا يكف عن الادعاء بوفاة أحد من اقربائه، الذين لا ينتهون أبداً، رغم رحيلهم الواحد تلو الآخر خلال الأيام، والشهور، والسنين، الماضيات. كما لا يكف عن ادعاء المرض؛ لكي يبرر تغيباته الكثيرة!
والاستاذ مجيب، أشهر من يُزوّغ من الحصص؛ لأنه يهتم بما يعطيه في منزله من دروس خصوصية!
والاستاذ ذكي، ضعيف جداً في مادته!
والاستاذ عفيفي، لا يصمت عن النميمة في حق زملائه، وزميلاته!
أما الاستاذة مُحبّات، فهي دائماً متحفزة، وسليطة اللسان، وعلى عراك مستمر مع زميلاتها!
كان المدير الجديد في غاية الامتعاض، وهو يستمع إلى هذا المدرس الذي يدين زملائه، بلا رحمة. ولكنه لم يشأ أن يجرح مشاعره، في أول لقاء به، واكتفى بالقول: يمكنك الآن الانصراف، واللحاق بحصتك!
في اليوم التالي، استدعى المدير الجديد، هذا المدرس، وقال له:
أنصحك بأن تقدم لي طلب نقلك إلى مدرسة أخرى؛ لأنني علمت أنك: مدّعي، ومزوغاتي، وضعيف في مادتك، ونمّام، وسليط اللسان، وفي شجار مستمر مع زملائك!
وبينما كان الاستاذ محسن، يكتب طلب نقله، كان يتساءل بينه وبين نفسه: كيف عرف هذا المدير الجديد، كل هذه الأشياء عني، في يوم وليلة؟!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطل الفنون القتالية حبيب نورمحمدوف يطالب ترمب بوقف الحرب في


.. حريق في شقة الفنانة سمية الا?لفي بـ الجيزة وتعرضها للاختناق




.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة