الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُدَبِرْ أم المُدِيرْ

هاشم عبد الرحمن تكروري

2014 / 12 / 20
الادارة و الاقتصاد


المُدَبِرْ أم المُدِيرْ
هل نحن بحاجة لمدبرين أم لمدراء؟ سنحاول الإجابة على هذا السؤال عن طريق معرفة مهام وصفات كلاً منهم ومن ثم نترك الخيار لأنفسنا لنختار أي منهم نكون، أو قد نكون الإثنين معاً.
أولاً: المُدَبِر:
فالمُدَبِرْ لغةً: اسم مفعول من دَبَّر،َ ؛ ومُدَبِّر اسم فاعل مِنْ دَبَّرَ.
واصطلاحاً: عَمَلٌ مُدَبَّرٌ، مُنَظَّمٌ ، أَيْ عُمِلَ بِفِكْرٍ وَرَوِيَّةٍ وَتَحْضِيرٍ خُطَّةٌ مُدَبَّرَةٌ مُدَبِّرُهَا حَكِيمٌ ، وهو مَنْ يُسَوِّي الأُمُورَ وَيُعَالِجُهَا،والمُدَبِّرُ الدَّيْرِ: ومَنْ يُشَارِكُ الرَّئِيسَ الأَكْبَرَ فِي رَأْيِهِ، والمدبِّر: مُدير أو مخطّط ، وهو المدبر أو المخطّط الأوّل في المشروع أو المؤسّسة ونحوهما.
ويعتبر المدبر شخصية تحليلية وقادرة على قراءة الآخرين، مصممة وقائدة بالطبيعة ويمتلك المدبر قدرة على التخطيط الإستراتيجي، وفي الغالب يكون مطلعاً بشكل كبير وقادر على التكيف مع الظروف التي يمر بها. وهو الشخصية التي تتميز بالقدرة على تحويل الأفكار من نظريات إلى واقع يمكن تطبيقه.
يتوقع في المدبر الكمال في نفسه، ولا يمانع من تولي الآخرين مسؤولية قيادته ما دام الآخر كفء وقادر، ويمكن وصف المدبر بأنه ذو شخصية حاسمة، متفتح العقل، يقظ، عملي ونظري، ميوله الشخصية: حدسي، عقلاني، وصارم، وهو أحد العقلانيين حسب نظرية كريسي للأمزجة.
وفي تعامله مع العالم الخارجي له حالتين، الحالة الأولى داخلية، حيث يقوم المدبر باستخدام حدسه ليأخذ موقف من الأشياء حوله، والحالة الأخرى خارجية: ومن خلالها يقوم المدبر بالتعامل مع المواقف حسب ما يمليه عليه عقله ومنطقه. والمدبر يعيش في عالم الأفكار والتخطيط الإستراتيجي، وهو يقدر لحد كبير الذكاء، المعرفة، والكفاءة، وغالباً ما يكون لديه مستوى عالي من تلك الأشياء يحاول الوصول إليها وتحقيقها. وكذلك هو حاله عندما ينظر ويتوقع من الآخرين، وحدس المدبر يساعده على ملاحظة ما يحدث في العالم من حوله، وباستمرار يحاول تركيز طاقته لتوليد أفكار واحتمالات، وعقله باستمرار يجمع المعلومات ويحاول ربطها واستنتاج العلاقات بينها. وهو سريع البديهة ويستطيع فهم أي نظرية جديدة تمر عليه بسرعة كبيرة جداً. وغالباً ما تكون رغبته ليس في فهم النظرية أو الفكرة، بل إيجاد تطبيق منطقي وعملي لها.
وطبيعته وحاجته للتنظيم، وإيجاد نظام في العمل، بالإضافة إلى نظرته الثاقبة التي تساعده على وضع الأفكار في صيغة مبسطة ومفيدة للمجتمع، والمدبر لا يؤمن بشرح أفكاره بشكل مباشر، ويجد صعوبة في شرحها خصوصاً كونها في الغالب معقدة.
والمدبر قائد بطبيعته، ولكنه يفضل التواري والبقاء في الخلف، إلى حين بروز الحاجة لتوليه للقيادة، حينها يتسلم القيادة ويبرع فيها، يساعده على ذلك قدرته على الرؤية للحالة بموضوعية، وأيضاً قدرته على تغيير العمليات التي تتم بشكل غير صحيح، وهو مخطط إستراتيجي ذو قدرات عالية جداً، له قدرة على المقارنة بين الأفكار والعمليات الحالية والأفكار البديلة واختيار الأفضل أو وضع مخطط في حالات الطوارئ.
ثانياً: المُدير:
أمّا المدير لغةً: اسم فاعل من أدارَ.
والمُديِرُ اصطلاحاً: من يَتَوَلَّى تصريف أَمر من الأُمور، كمدير الشركة، ومدير المكتب، والمُديِرُ:من يتولَّى إدارة عمل أو مشروع أو مؤسَّسة ويكون مسئولاً عن حُسن تنفيذ الأعمال.
وللمدير وظائف خمس هي نفس وظائف الإدارة، وهي:التخطيط، والتنظيم، والتوظيف، والتوجيه، والرقابة، وسنستعرضها في الفقرات التالية:
الوظيفة الأولى: التخطيط:
غالبا ما يعد التخطيط الوظيفة الأولى من وظائف المدير، فهي القاعدة التي تقوم عليها الوظائف الإدارية الأخرى، والتخطيط عملية مستمرة تتضمن تحديد طريقة سير الأمور للإجابة عن الأسئلة مثل ماذا يجب أن نفعل، ومن يقوم به، وأين، ومتى، وكيف.
الوظيفة الثانية، التنظيم: هنالك أربعة أنشطة بارزة في التنظيم وهي:
1. تحديد أنشطة العمل التي يجب أن تنجز لتحقيق الأهداف التنظيمية .
2. تصنيف أنواع العمل المطلوبة، ومجموعات العمل إلى وحدات عمل إدارية .
3. تفويض العمل إلى أشخاص آخرين مع إعطائهم قدر مناسب من السلطة .
4. تصميم مستويات اتخاذ القرارات .
الوظيفة الثالثة: التوظيف:الناس المنتمين للمؤسسة هم المورد الأكثر أهمية بين جميع الموارد الأخرى وهذه الموارد البشرية حصلت عليها المنظمة من خلال التوظيف، والمؤسسة مطالبة بتحديد وجذب الموظفين ,والحفاظ عليهم.
ويمكن تعريف عملية التوظيف على أنها عملية مكونة من ثمان مهام صممت لتزويد المؤسسة بالأشخاص المناسبين للمناصب المناسبة، وهذه الخطوات الثمانية تتضمن: تخطيط الموارد البشرية، توفير الموظفين والاختيار،التعريف بالمنظمة، التدريب والتطوير، تقييم الأداء، المكافآت والترقيات وخفض الدرجات والنقل، وإنهاء الخدمة.
الوظيفة الرابعة: التوجيه: بمجرد الانتهاء من صياغة خطط المنظمة وبناء هيكلها التنظيمي وتوظيف العاملين فيها، تكون الخطوة التالية في العملية الإدارية هي توجيه الناس باتجاه تحقيق الأهداف التنظيمية وفي الوظيفة الإدارية يكون من واجب المدير تحقيق أهداف المؤسسة من خلال إرشاد المرؤوسين وتحفيزهم.
الوظيفة الخامسة: الرقابة:الّتخطيط، والتنظيم، والّتوظيف، والتوجيه يجب أن يتابعوا للحفاظ على كفاءتهم وفاعليتهم ، لذلك فالرقابة آخر الوظائف الخمسة التي يمارسها المدير من خلال الإدارة، وهي المعنية بالفعل بمتابعة كلّ من هذه الوظائف لتقييم أداء المؤسسة تجاه تحقيق أهدافها، وخطوات العملية الرقابية أربعة وهي:
1. إعداد معايير الأداء.
2. متابعة الأداء الفعلي.
3. قياس الأداء.
4. .تصحيح الانحرافات عن المعايير.
لعلنا الأن وبعد التعرف على مهام كلاً من المُدبر والمُدير نرى بأن كثير من المهام بينهما مشتركة ومتشابكة لدرجة قد تجعل منهما شخصاً واحداً، مع وجود بعض الفوارق التي تجعل من المُدبر الشخصية الأقدر على العمل، فالمُدبر هو بمثابة قائد في مؤسسته، والقيادة تجعل من المُدبر شخصاً أقرب للموظفين من شخصية المُدير، وهو الشخص الذي يسبق المُدير بخطوة فهو من يُبدع الفكرة ويحولها إلى واقع يقوم المدير بإدارته فيما بعد ،وقد يكون المُدبر هو البادئ في العمل لحين جهوزيته والإشراف عليه، فما أحوجنا للنهوض بواقعنا لمُدبرين أكثر من المديرين، الذين لديهم القدرة على إبداع الفكرة وتحويلها إلى واقع ملموس نشهد آثاره في التطور الذي يطرأ على حياتنا، ...فواقعنا نحن بحاجة لمدبرين لا لمديرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمال المحارة الترند عملوا فيديو جديد .. المنافسة اشتدت فى تل


.. أسعار الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024




.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر


.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل




.. العربية ويكند الحلقة الكاملة | الاقتصاد مابين ترمب وبايدن..و