الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم يتغير الفكر العربي بعد؟

بوشن فريد

2014 / 12 / 20
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


لماذا لم يتغير الفكر العربي بعد؟
إلى متى و نحن خرافيون؟ و نحن واهمون بأن محبة الله عندنا و ما تزال في بركاتنا اليومية؟
إلى متى نظل نرتل آيات الفتنة و ننشد للإيديولوجية المقيتة, و نطبل للتفرقة الثقافية و الروحية في كلماتنا المليئة بالسموم القريشية, و التي لا تعرف قيمة المعاني الفكرية المتطورة من نضال متواصل في الحقول المختلفة التي تتمتع بها الحياة الإنسانية, من مطالبة بحق المرأة في المشاركة الفعالة و المتساوية بين الجنس الذكوري في مختلف شؤون الممارسة السياسية و الفكرية و تحمل المسؤوليات السامية, سواسية بالرجل, الذي لم يفقد بعد, حسه الجاهلي تجاه كل ما هو أنثوي ساطع, برغم التدفق الحضاري و نمو الفكر العصري بين أوساط مجتمعات المعمورة.
لماذا لم نتغير, كأن نحاول استخلاص الدروس و العبر التي أفقدتنا بالأمس القريب لمسة الحياة, و جودة الديمقراطية الفكرية, و لماذا بعد قرون طويلة مرت على تاريخنا المحفوف بالنقع الطائفي و التطرفي, لم نتمكن كأشخاص يفكرون بعقولهم لا بأنامل أرجلهم في تسوية مشاكلنا العقائدية و الفكرية العالقة بين جبلين من الانحطاط الأخلاقي و الإنساني, بين جبل مصنوع من بقايا الموت و الفسق الثقافي, و جبل تزاوجت مكوناته مع التخلف و التعنت و الضغينة السرمدية.
إن عقلية الحياة و الأنام تمعرت و تغيرت كثيراً تجاه المقدسات و الملفات الحساسة كالجنس و الدين, و أصبحت نظرة جيل الحضارة مختلفة على ما كانت عليها نظرة الجيل الذي ولد دون ضمانات و لا تواصلات و لا محادثات قاسية و مباشرة تجاه ما يمنع الإبداع و العزيمة و المثابرة الدائمة, من دين متعصب بجماعة جاهلة لمحاسن الدين الرباني, و طابوهات مكتسبة عن طريق التربية بالقوة و الضرب و التهديد النفسي, كل شيء تحوّل من محرم إلى حلال في أعين هذا الجيل المتعطش للمعرفة العلمية و الفكرية بدون مقابل أو ضمان أو منحة سماوية يجهل حقيقة وجودها و مصداقيتها.
يتساءلون حول عجز الدول العربية المسلمة في مواكبة العولمة و الرقي الذاتي, و يتعمدون نسيان مسببات صناعة هذا العجز, ربما خشية من أن تصيبهم لعنة من السماء التي يحكمها إله لا يتسامح و لا يغتفر الذنوب, حسب معتقداتهم الفاشية, و هذا كلّه بالنسبة لمن لا يخشى التجدّد و التمدّد مجرد لعنة نفسية و عقدة وراثية, فاقدة لكّل معايير الصدق و المصداقية, فالله العظيم بريء من التهم البشرية, و بريء من فشلهم المستمر, و بريء من العنصرية و التمييز اللغوي و العرقي و الجنسي, الله أكبر من أن يتخذ شيوخ دين يمجدون رقصات الموت و هدر الأرواح, و ينطقون باسمه, و بئس من يتصور في الدول العربية على أنه مبعوثاً خاصاً و فوق العادة من طرف خالق السماوات و الأرض.
لمن السهل على المجتمعات العربية النهوض مجدداً, و الاستفاقة من الغفلة المصنوعة بالعمد و بالإكراه, و ذلك بمحاولة منها خلق مناخ ثقافي و فكري لمحاكمة الملفات الممنوعة فيما بينها و بين شعوبها, و تشجيع الفرد العربي المبدع على الاختلاف, ففي الاختلاف رحمة, لتطوير آليات التفكير لدى الآخرين, و المساهمة الدائمة في جعل مصلحة الإبداع و التواصل المتبادل رأس مال في كل ممارستهم و مبادراتهم الفكرية.
أزمة المجتمعات العربية تكمن باختصار في صورة التعنت و الرفض الكلي لما هو خارج عن نطاق دينها و عاداتها و تقاليدها, فهي عدائية تجاه ما هو أجنبي الصنعة و الطبخة, و رافضة لما هو قابل للتفوق و الطعن و الحراك الإنساني, و مثل هذه الأزمات المخيفة, بطبيعة الحال لم تأت من العدم, أو هي من تركة الأولين, بل هي أزمات نفسية مجردة من العقلانية في تصور الأشياء و بناء الأطروحات الإيجابية النافعة, و تعكس الصورة النمطية المتعبة التي يتخبط فيها الفرد العربي يومياً, و على هذا تبدو صناعة الوصفة السحرية للقضاء على هكذا أزمات شبه مستحيلة, و خاصة في ظل تواجد الجماعات التكفيرية و الفاشية بكثرة و منتشرة داخل الأماكن الحساسة اجتماعياً و ثقافياً.
إن عصر التلاعب بأدوات التخوين و التخويف, و البصق في وجه الكتابة الجيدة و الدعوة لهدر دماء المفكرين و المبدعين و الطامحين, قد مزقت أوراقه آلة الحضارة و الفكر التقدمي, و أصبح هذا العصر ملكاً للمتفوقين و الراغبين بإلحاح في نفض الغبار القاتل المتروك, و الذي لا يفتح المجال للاختلاف مهما كان وزنه و لونه و قداسته.
تكفير الكتابة الجميلة و المستوحاة من أخطاء مجتمع بالكاد لا تتوقف, عمل جبان تفوح بين طياته علامة استفهام كبيرة: لماذا لم يتغير الفكر العربي بعد؟.
بقلم: بوشن فريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 20 - 21:35 )
أولاً : قانون ثابت : [(متى 5 :17) + (تثنية 29: 29) + (مزامير 111: 7-8) = قوانين (العهد القديم) سارية المفعول إلى الأبد في المسيحية] .
الخلاصة : هذا القانون يؤكد أن المسيحية لا تعترف إلا بقوانين (العهد القديم) الإرهابية .
إذاً , السبي الموجود في (العهد القديم) ساري مفعوله إلى الأبد في المسيحية .
ثانياً : هذه هي العلمانية في وجهها الحقيقي .
فضائح الدروانيه و فضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html

اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا