الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد الاقتصادي 2014

فهمي الكتوت

2014 / 12 / 20
الادارة و الاقتصاد


شَهِدَ العالم تطوُّرات ومفاجآت اقتصادية خلال العام الحالي؛ كان أبرزها انهيار أسعار النفط، واستمرار الأزمة الاقتصادية، ومواصلة الصين والهند تعزيز مكانتهما الاقتصادية. فقد أصبح الاقتصاد الصيني أقوى اقتصاد في العالم، بعد إعادة احتساب الناتج المحلي الإجمالي وفقا لمعيار "تعادل القوة الشرائية". كما اتَّسعت الهوة بين الطبقات الاجتماعية وازدادت معاناة الطبقة العاملة وشعوب البلدان النامية من جراء الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. ويُمكن تلخيص أبرز ملامح الاقتصاد العالمي خلال عام بالمحاور الرئيسية التالية:
- أولا: هَوَتْ أسعار النفط بشكل كبير بعد امتناع منظمة "أوبك" عن تخفيض إنتاجها في اجتماعها الأخير في نهاية الشهر الماضي، فقد وصلت أسعار خام برنت إلى ما دون 60 دولارًا في نهاية الأسبوع الماضي، وسجَّلت نسبة الانخفاض حوالي 45% منذ يونيو. مما أصاب أسواق المال حالات من الذعر والهلع خشية من تداعيات استمرار هبوط أسعار النفط على الاقتصاد العالمي من تفاقم للازمة الاقتصادية، بدلا من الفوائد التي يمكن أن تجنيها الدول المستهلكة؛ الأمر الذي أدَّى إلى تراجع أسعار الأسهم في أسواق المال في دول الخليج وعدد من دول العالم؛ فقد هبط مؤشر دبي الثلاثاء الماضي بنسبة 7.3% وهي نفس النسبة التي هبط بها مؤشر سوق السعودية ليبلغ أدنى مستوى في ست سنوات، فيما هبط مؤشر أبوظبي بنسبة 6.9%. وتبخّر حوالي 50 مليار دولار من أموال الخليج وفقا لما أوردته وكالات الأنباء العالمية، ومن المتوقع أنْ تعاني موازنات الدول المنتجة للنفط عجزا خلال العام المقبل 2015.
ومع ذلك، تُعتبر روسيا وإيران وفنزويلا من أبرز المتضرِّرين والمستهدفين في "معركة أسعار النفط"؛ لأسباب لم تعد خافية على أحد، تتعلق بمواقف هذه الدول من الولايات المتحدة الأمريكية؛ إزاء عدد من القضايا الساخنة في العالم، وعلى الرغم من تطمينات بوتين حول الوضع الاقتصادي في روسيا؛ فقد تعرض الروبل لضغوطات شديدة خلال الأسبوع الماضي مما دفع البنك "المركزي" لرفع سعر الفائدة للحد من تراجع العملة الروسية التي وصلت نسبة تراجعها حوالي 50% أمام الدولار خلال عام 2014. وعزا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصعوبات الاقتصادية التي تواجه بلاده إلى عوامل خارجية بالدرجة الأولى، وضعف تنوع الاقتصاد في الدرجة الثانية. مُتهما الولايات المتحدة والسعودية بالتآمر على اقتصاد بلاده. ومع ذلك، توقَّع أن تحقق ميزانية الفيدرالية الروسية فائضا نسبته حوالي 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام 2014. أما إيران وفنزويلا، فليستا أفضل حالا من روسيا.
وشهد العام الحالي وقوع الاقتصاد الياباني في دائرة الانكماش، واستمرار حالة الركود الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي، وضعف الاقتصاد الأمريكي على الرغم من سياسة التحفيز الاقتصادي الممول بالقروض، مع الحذر الشديد من مخاوف الخروج من برنامج التيسير الكمي. ومن ناحية أخرى، واصلتْ مُعظم اقتصادات الدول الصاعدة أداءها الجيد.
- ثانيا: كشفتْ مصادر صندوق النقد الدولي عن مفاجأة؛ مفادها: أنَّ الاقتصاد الصيني احتلَّ المركز الأول في الاقتصاد العالمي في أكتوبر 2014، وأصبح أكبر اقتصاد في العالم، ولأوِّل مرة في التاريخ يتجاوز الاقتصاد الأمريكي؛ فقد بلغت تقديرات الناتج المحلي الإجمالي الصيني المعدل تبعا لتعادل القوة الشرائية 17.632 تريليون دولار، مقابل 17.416 تريليون دولار للاقتصاد الأمريكي، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل الناتج المحلي الإجمالي الصيني المعدل تبعا لتعادل القوة الشرائية في العام 2019 إلى 26.867 تريليون دولار، مقارنة مع 22.174 تريليون دولار للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. كما أصبحت الهند صاحبة اكبر ثالث اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي المعدل تبعاً لتعادل القوة الشرائية؛ لتتقدم على كل من اليابان وألمانيا. أما قياس "تعادل القوة الشرائية"، فيعتمد على إعادة احتساب الناتج المحلي الإجمالي للبلدان التي سعر صرف عملتها منخفض، وتكلفة إنتاجها منخفض، مقارنة مع دول معدلات التكلفة والأسعار والأجور المرتفعة. ويلجأ صندوق النقد الدولي لهذه الوسيلة لإيجاد عامل مشترك لتحديد قيمة المنتج. ووصولا لسعر عادل للمنتج في النموذجين، فإنَّ قياس الناتج المحلي باستخدام عملة دولية مثل الدولار لا تعكس القيمة الحقيقية لدول معدلات الكلف والأجور مرتفعة، مقارنة مع دول منخفضة التكلفة والأجور؛ فالدولة التي تعتبر أسعارها منخفضة تكون معدلات الدخل أقل من الدول التي تشهد ارتفاعا في قيمة السلع.
- ثالثا: اتَّسعت مساحات الفقر، وازداد عدد العاطلين عن العمل في العالم، ويعيش قرابة المليار إنسان -بمن فيهم أكثر من 80% من سكان جمهورية الكونغو ومدغشقر وليبيريا وبوروندي- تحت خط الفقر. في حين تبلغ ثروات أكبر خمسين ثريًّا في العالم حوالي 1.5 تريليون دولار، ويقول كوشيك باسو -كبير نواب رئيس البنك الدولي وكبير خبرائه الاقتصاديين: إذا افترضنا أن هذه الثروة تدر عائداً يبلغ 8% سنويا، فإن الدخل السنوي لهؤلاء الخمسين يقرب من إجمالي دخل أكثر من مليار إنسان يعيشون تحت خط الفقر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فهمي الكتوت
فؤاد النمري ( 2014 / 12 / 20 - 21:20 )
السيد الكتوت يستعرض ولا يستنتج !!
ماذا يريد أن يقول؟
الرأسمالية الصينية تسبق الرأسمالية الأميركية ؟
ما نفع العالم من ذلك !؟
أم هي الاشتراكية الصينية !!!

اخر الافلام

.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر


.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل




.. العربية ويكند الحلقة الكاملة | الاقتصاد مابين ترمب وبايدن..و


.. قناطير مقنطرة من الذهب والفضة على ضريح السيدة زينب




.. العربية ويكند | 58% من الأميركيين يعارضون سياسة بايدن الاقتص