الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فك الارتباط برمال يثرب ...استعادة الذاكرة العراقية

عبد الجبار خضير عباس

2014 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


فك الارتباط برمال يثرب ...استعادة الذاكرة العراقية
لم يمر شعب من شعوب العالم لعملية فك الارتباط بعمقه الحضاري وتزييف تاريخه، وفصل ذاكرته الوطنية، مثلما تعرض له الشعب العراقي، وعلى امتداد أكثر من 1400عام. جرت أكبر عملية تجريف لأنساقه ورموزه وفولكلوره، وقطع الصلة مع فنونه الشعبية وأغانيه وموسيقاه ورسومه عبر تحريمها. فخضع لتفسيرات وقناعات ومهيمنات فقهية صحراوية... حلت بدلاً عن قراءته الطينية الحضارية وعلى مدى آلاف السنين. فجترحوا له سردية صحراوية كتبت في القرن الثاني الهجري في الكوفة وبأقلام عراقية! فنحلوا اشعاراً وقصصاً وحكايات من رمال الجزيرة لتشكل ذاكرة للعراقيين ما بعد الفتح (الغزو)، وورثت المؤسسات الدينية ورجال الدين مهمة إدامة هذه الثقافة، وإعادة انتاجها عبر الزمن....ثم تناوبت معهم الأحزاب القومية بإضافة ثقافة تقزيم لأقدم حضارة حين تحول العراق بتاريخه إلى (قُطر) بالتساوي مع جيبوتي وموريتانيا في إفريقيا أي جزء من أمة عربية عبر خرق عابر للجغرافية، والأنثروبولوجيا، فضلاً عن مناهج تربوية تغذي روح العنف، وتشحن عقولهم بقيم عشائرية وأفكار متخلفة، وتتحدث عن تاريخ شمال إفريقيا أكثر من تاريخ العراق، وفي الجغرافية يجري الحديث عن نهر النيل أكثر من نهري دجلة والفرات. ناهيك عن النظام الاستبدادي الذي شرد الطبقة الوسطى، وفرغَ الساحة العراقية من الليبراليين والديمقراطيين واليساريين، هذه الأسباب وغيرها قتلت روح الانتماء لدى العراقيين فضلاً عن الدور الخطير الذي لعبته الأحزاب المتأسلمة، والتنظيمات المسلحة في تأجيج المشاعر والانتماء الطائفي، فجعلت من العراقيين يتحصنون بطوائفهم ويقدمون الطائفة على الوطن، ومنهم من يهب إلى تقديم العشيرة على المذهب والوطن ... وهذا ما يفسر الصمت الإعلامي لما تعرضت له السبايا العراقيات الأيزيديات، ومناصرة سكان القرى العربية لداعش ضد الآيزيديين والمسيحيين، وهو عين ما حدث مع طرد اليهود ونهب دورهم، وكذلك ما حصل للكرد الفيلية...وتلاشي وجود الصابئة المندائيين بعد أن كان وجودهم يمتد من ميسان حتى المحمرة، وبعض المحافظات الأخرى، وانخفاض اعداد المسيحيين، ما يعني أن هناك بيئة طاردة، أو الشعور بالآخرية على الرغم مما يسوق في وسائل الإعلام، وإلا كيف نفسر الهجرة المستمرة من الخمسينيات وحتى الآن؟ إننا بحاجة ملحة لتغيير مناهجنا التربوية من الابتدائية إلى الدراسات العليا، فليس من المعقول أن يكون طالب جامعي ولم يقرأ عن ملحمة كلكامش، ويتباهى بانتمائه إلى رمال الجزيرة على الرغم من أنه من مدينة تنتمي إلى أولى الحضارات في العالم....المشكلة بالاساس هو الخروج عن النص الفقه الجزري واجتراح قراءة فقهية جديدة عراقية. عموما نحن بحاجة لذاكرة عراقية ترتبط بسردياته الرافدينية الكبرى والانفلات من مهيمنات المعنى الصحراوية والماقبليات التي تفرض على من يتناول الخطاب الديني فضلاً عن محاصرتنا بمساحة كبيرة من التابوات التي تحجم الوعي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا