الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام حسين : داعش صناعة عربية ايرانية مشتركة –الجزء الثاني

كاظم الحناوي

2014 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تسائلنا في الجزء الاول من هذه المقالة : لماذا انطفأت نار الثورة في ايران وما زال العرب يضيئون للحركات الدينية الاف الشموع؟ واليوم نستكمل معكم الجزء الثاني ...
ان خواء الواقع الثقافي العراقي المؤدلج في حرب الخليج الاولى والثانية مع عجز النخبة الثقافية الموجودة المؤمنة بالفكر القومي التي لم تستطع ان تقدم الصراع الموجود على حقيقته نتيجة الظروف السياسية الخاصة التي كان يعيشها العراق فيما كان المثقفون العراقيين في الخارج ينتمون الى تيارين الاول الاشتراكي الذي تحتل فيه الشيوعية مكانا خاصا والثاني المغترب الذي كان لايمكن ان يسمع الا اذا كان يتناغم مع افكار الطرف الاخر المعادي للشيوعية...
نعود لمقال الرئيس الاسبق صدام حسين وتحالف العرب على اسقاطه مفسرا ذلك قائلا اي صدام ( علينا ان لانغفل ان الاحباط غالبا ما يقود أما الى القنوط والانعزال واما الى رد فعل غير متوازن .وان اختيار البدائل والنظريات القادرة على الاستيعاب والاستمرار ليست مهمة سهلة...وعلى هذا الاساس فحيثما فشلت الحالة الفكرية او السياسية المحددة اهدافا ووسائل فان جانبا من المعنيين غالبا مايرتدون الى التعلق بقيم ترتفع عن ارض الواقع الذي هو سبب الاحباط حتى عندما لاتكون هي السبيل للخلاص والانقاذ من الناحية الواقعية).
ثم استدرك صدام قائلا في نفس المقال(تهيأ لهم في المنازلة انهم هزموا(اي العرب) واهتزت الصورة .فبعضهم قد انكفأ الى داخله يشاغل النفس بالقنوط والتخلي عن المواجهة مع العدو منتظرا الانقاذ من الخارج عن طريق تغيير الظرف والصورة من خلال الغير وبعظهم راح يفتش عن طريق آخر..) انتهى.
هذه الاحداث كانت خالقة الاساس المادي لتطور الحركات الدينية حتى الوصول الى مرحلة داعش وكل حركة دينية تعتمد على تقاليد المحيط وتتطور للوصول بها الى تقاليد وطرائق تخدم القائمين عليها...
تزايدت الشموع التي تضاء للحركات الدينية لانها كانت قضيتها الاولى في البداية قضية وجود الامة والعراق وشعاراتها ووعودها بغد افضل لكن المثقف كان ينظر الى القضية دون ان يوجد مخارج لها ... فمن المثقفين من ركب الموجة ومنهم من وقف مع طائفته واخر يطالب بشعارات سلفية ونقصد بالسلفية احزابا وافراد وليس السلفية الدينية ...
وعن عالم مابعد الهزيمة ودور الحركات الدينية اعتبر صدام (ان الدين الاسلامي هو مايخص العلاقة بين الانسان والله موضحا انه نتيجة الهزيمة سوف يتحول المذهب الى مذاهب او فرق ويتحول الدين الى ما يحشر العام في الخاص والخاص في العام حتى تعدوا الممارسة والسلوك وكأنهما أقرب الى مجرد دين سماوي جديد غير سماوي يعج بمرتكبي الكبائر والمعاصي ولاسيما منهم من تغطى بغطاء الدين ممن لا تتعدى صلتهم بالدين الصلة الشكلية الانية المؤقته للعبور الى هدف سياسي هو قلب نظام الحكم...) انتهى.
فيما العامل الخارجي يحدد حركة الاحداث واسبابها التاريخية والاجتماعية ويغذيها لخدمته امام عجز المواطن الخاضع لحكم ورعب ولدته الحركات الدينية نتيجة السقوط والهزيمة والاحتلال دافعا الى المقدمة مثقفي الطائفة او العرق الذين وجدوا طريقهم بعدما كانوا يشعرون بالنقص والوحدة ويبحثوا عن حليف خارجي للوصول للسلطة ...فيما كانت جموع الشعب تؤيد ذلك معتقدة انه طريق الخلاص والكرامة باشعال شمعة وهم بذلك كان اختيارهم حرا لعبودية جديدة...
وحمل الرئيس الاسبق ظهور هذه الحركات الانظمة العربية قائلا ( ان الانظمة العربية هي سبب الهزيمة لانها لاتستطيع الموازنة بين ما يقتظي من مفاهيم وقيم او جوانب اساسية منها ضرورة عدم غياب وحضور التفاعل الحي مع البساطة المباشرة لاتجاهات الجماهير الواسعة وتطلعاتها موضحا ان ذلك ترك فجوة واسعة بين اهل الحكم والجماهير مما اوجد مناخا صالحا للرفض العنيف وان من دون اقتناع بالبديل المطروح...). انتهى.
ان اعادة قراءة المقالة بجزئيها من القاريء لن يجد سوى اشارة واحدة الى ايران من قبل الرئيس الاسبق ولكنها كانت كافية كما قلنا في الجزء الاول لتولد الفعل حسب نظرية ارخميدس لكل فعل رد... وفيما كان الفعل الايراني منظم تحت غطاء الثورة فان رد الفعل العربي كان عشوائيا تحت مسميات مختلفة حتى الوصول الى داعش...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد كاظم الحناوي
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 22 - 05:09 )
تحية طيبة
ختمتم هذا الجزء بقولكم
حسب نظرية ارخميدس لكل فعل رد
اعتقد ان قانون الفعل و رد الفعل هو من قوانين نيوتن
اما ارخميدس فاعتقد انه قاعدته المشهورة هي عن السائل المزاح
اكرر التحية


2 - اكرر التحية
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 22 - 05:15 )
و هذا من الجزء الاول
كل ذلك ادى الى وجود يشابه نظرية ارخميدس لكل فعل رد ..الخ
اعتقد انك اخطأت في هذا الاستشهاد

اخر الافلام

.. الجورجيون يتحدون موسكو.. مظاهرات حاشدة في تبليسي ضد -القانون


.. مسيرة في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تطالب بوقف الحرب على غز




.. مضايقات من إسرائيليين لمتضامنين مع غزة بجامعة جنيف السويسرية


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. ديوكوفيتش يتعرض لضربة بقارورة مياه على الرأس