الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الذي نساه الله

رشيد كرمه

2005 / 9 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إذا تجاوزنا كل الأحداث التـاريخيةالمهمة للعراقيين بما فيها سقوط بغداد بأيدي المغول ومرورا بما حصل لأهلها على يد كل زناة السلطة,أيا ًكانت هذه السلطة, ستجد دون أدنى شك أن الشعب واجه مصيره بمفرده في أحلك الظروف , معتمدا ً على قواه الذاتية , متسلحا ًبما ينتجه من أفكار ( موضوعية ) تنطلق من واقع الحال وتتعايش معه تلغي هذا الجانب بعد انتفاء الحاجة اليه وتضيف له مايؤمن مصلحته في الجانب الآخر , دون الوقوع في متاهات التخريف , او حقنه بمخدر الغيبيات ,وتربية الناس على الروح الإتـكاليةواللامبالاة والتي ستسفر عن انتاج أجيال ترفض تحمل المسؤولية , وسيولد حتما شعبا ً سلبيا ً, يترك مصيره بيد حفنة من البشر , تقرر له وتفكر بالنيابة عنه , وهذا جل مانخشاه, ولقد دفعنا ضرائب جمة ثمنا لهذا المنطق في التفكير ! ومن المعروف وكما يخبرنا التأريخ ان العراق سقط ومنذ عام 1258 اكثر من خمسة عشر ( مرة ) تحت السيطرة الأقليمية و الأجنبية عربية وكردية وإيرانية وتركمانية وغيرها إسلامية الطابع ونقيضها , وليس هذا وحسب فلقد تمت السيطرة بطرق همجية ودموية.وكاد الناس يموتون من عفن الأجساد ؟؟؟ وحتى نتقرب باالوقائع ا لـتأريخية بقصد التلخيص أكثر سنجد ان عام 1968 شهد(( سقوط العراق برمته أرضا, برا وبحرا وجوا شماله ووسطه وجنوبه, جبلا ً وسهلا ً وهورا ً. مسلمون ومسيحيون ويهود صابئةوإيزيدين وملاحدة ونحوهم , أكرادا وعربا وتركماناوغيرهم ,, وكل شئ ,وبعبارة أدق وأعم تأسـر الإنسان العراقي وتعرضت كرامته لأهانة قصوى , ولم يعد أحد خارج نطاق السيطرة, سيطرة الزمرة اللاأخلاقية والتي يرأسها أهوج تطابق اسمه مع اسم مرض يصيب رأس الثور )) ومرة أخرى يواجه الشعب وقواه وأحزابه ( قدره) بمفرده دون عون يذكر رغم دليل الجرم ورغم حجم المأساة وتعدد الإستغاثات , فلقد قضي أمر علماء الدين , بتوقيع أو إشارة من الجلاد بسحقهم وإعدامهم ولم يشفع تضرعهم الى الله قعودا وقياما ,وكأن باب السماء أغلقت بإحكام !! وسقي السم كما لو كان ماء زلالا لكوكبة من قراء المنبر الحسيني .وأحيا البعثيون ما قاله معاوية بن أبي سفيان حينما دس السم للحسن بن علي ( ان لله جنودا من عسل )!!! وقطعت أوصال الشبيبة من كل الأطياف , وارسلت الى ذويهم واصبح حديث النبي : ياتي يوم على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار واقعا معاشاً , ولم تغضب السماء !!!, واستخدمت الغازات السامة لتحصد أرواح الأبرياء , دون اعتراض ودونما حرج , رغم توجه الناس الى بارئها ,وهم يتمتمون : اينما تولون فثمة وجه الله ....!!!!!. ومثل الدكتاتور دور المؤمن في ضريح علي وأولاده ولم يصب بشارة ( العباس )!!!!! وأعاد التحدي وضرب الأضرحة في انتفاضة آذار ومنها قبة مزار الحسين بن على ولم تشل يديه!!!!! , وساق الناس الى مختلف المسالخ وتهالكت النفوس مولولة ورافعة يدها وقلبها الى الله ولكن !!!!!!؟
ومع هذا يحفظ الناس ويرددوا ..وإذا سألك عبادي عني فإني قريب , أجيب دعوة الداعي إذا دعاني . ولقد كثر الدعاء وينتظر الناس الإجابة .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
ولقد تكشفت مخازي العبد المؤمن والأحزاب القومية العربية ومن سار من ورائهم عبر هذا الكم الهائل من المقابر الجماعية التي إحتضنت شيب وشبيبة العراق ,ولا من ناصر ولا من معين ... وكثر وعاظ السلاطين , وتهافت المتفيقهون , وأدعياء الكلمة, على مائدة اللئام , وجاع الشعب الكريم , وتوجه الى الله , مرددا : من إستعان بغير الله ذل !!!!!!!!.ويجئ الموت ليحصد الأرواح الطاهرة البريئة هنا وهناك , والجميع يتضرع الى الله , بأن ينعم عليهم بألأمن والآمان ويحفظهم من المكروه , مبتدئين يومهم : والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين !!!!!!!!!!!!!!!!!!!, غير ان القذائف القاتلة لا تستثني أحدا ً في دور العبادة أو الأضرحة المقدسة أو جسر الأئمة وكانما لم يسمع دعواهم , ولم يترحم لمظلوميتهم ,ونعود لنقرأ وما الله بظلام للعبيد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ويعزف الأخوندية والملالي الجدد بعمائم أو سفور موال , أنه امتحان للعبد !!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وإذا كانت الذاكرة تحفزني الى الستينات , يوم عاشوراء , في كربلاء , ويوم ( ركضة عزاء طوريج )والذي يشترك فيه أعدادا ضخمة , قد تصل الى المليون , وبهتاف واحد وبايقاع واحد وبوتيرة واحدة في الركض يلهج الناس ((( أبداً والله لا ننسى الحسين ))) ولضرورة اللحن وسهولة للنطق يكتفي الإنسان بلفظ (( واحسين)) ويبشر المعممون( الروزخونية ) من على المنابر الناس من ان ابواب السماء تظل مفتوحة للدعاء ومن يردد (( ابد والله ما ننسه حسيناه )) في مثل هذه اللحظة فانه ولاشك من العائدين للمشاركة في العام القادم, غانما و سالما ً , والأجر على قدر المشقة !!؟؟ فلقد امتحن الله عباده أنصار الحسين ومحبيه ومواليه, ولم يكن آنذاك وهابيون وطالبان وكان حينها أسامة بن لادن صغيرا َ _ يلحس مخاطه متلذذا ً _ ولربما غير ذلك ,وحينها كان لازال الكثيرون في طور الأحلام , في ان يتزعموا الدين , ويبنوا عروشهم بقوته وكانت الحكومة تولي عنايتها بالشارع الذي يمر منه الموكب وتسوى الحفر ومدرجات الأبواب الرئيسية للأسواق و الروضة الحسينية بالتراب وغير ذلك من الإجراءات بما فيها ( الأسعافات الأولية ) وضبط الأمن من قبل وزارة الداخلية التي تستنفر قوتها في كل أنحاء العراق ,وخصوصا ً في أرض كرب ٌُ وبلاء , إضافة الى تضافر جهود شعبية طوعية لإدارة مواكب العزاء , وحدث ان سارعت إمرأة للعبور من جانب لآخر في حين كانت طلائع العزاء تصل الى مرقد الإمام الشهيد الحسين وفي مثل هذا الموج البشري لايمكن التوقف كما لايمكن تجنب الآخر والتي كانت إمرأة حامل حسب ما أشيع حينها والنتيجة ان سقط المتراكضون واحدا ًعلى الآخر وتلو الآخر وكان نهاية العزاء أي المتراكضين لازال في ( الهندية ) طوريج مما أسفر عن وفاة العشرات خنقا ًوركلا ً نتيجة الأكداس البشرية التي تراكمت فوق بعضها البعض , وكان إمتحانا غير مبررا وغير ضروريا وكان باستطاعتنا تجنب المزيد من الأيتام والأرامل لو أحسنا ان نكون حضاريين في إقامة الشعائر ولكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وماحدث في الكاظمية في الأسبوع المنصرم ليس مبرراً قطعا ًفاليوم ليس ستينات الأمس , فهنا جيش همجي من جند القاعدة وأزلام البعث و جيران سوء, فلم يكن ضروريا ً إشاعة الإتكال على الله وكفى , عملا بالقول : ولا تعرضوا أنفسكم الى التهلكة...وإستعراض العضلات ليست بهذه الطريقة كما ان الحكومة لاتمتلك مقومات الحفاظ على الأمن , رغم ما يشيع عن ان الداخلية العراقية لها جهازها ألأمني الخاص ؟؟؟ انها ومع الأسف تروع الناس ,و فيما يخص اللباس والأكل فقط ؟؟؟؟؟؟؟
ولو حدث في الدول المتمدنة جزء بسيط مما حدث في الكاظمية لأستقالت حكومة بكاملها ولكن أخذ المؤمنون ساسة العراق الجديد من النظام الديمقراطي ما يؤهلهم لتبؤا المناصب المهمة , وتركو تطبيقات الديمقراطية للديمقراطيين
مواساتنا للعراق والعراقيين , على هذه الحكومة ( الخردة )
ومهلا ياشعب العراق ,,,خففوا من غلوائكم ,,,وانظروا لما حولكم من أعداء ,,, فليس من الحكمة ان نتظاهر بحب آل البيت ونكره النظام والحضارة والمدنية ,,, أنظار العالم المتمدن تتجه لكم ,,, اللطم والتطبير بالسلاسل والحجاب المستورد والمغالى فيه , بدعة ليست عربية ولا عراقية........... اللباس الحالي لطالبان والوهابيين وأشكالهم باللحى الشعثة حليقي الشارب يثير السخرية في الغرب ولقد قال عنهم المتنبي ::
أمن المرؤة أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من أجلها الأمم
ولي عودة أخرى في موضوع ((((( بعثيون وان تابوا ....وفي حوار مع معتقل من قبل البدريين ...هكذا يسميهم الدكتور إبراهيم الجعفري )))))

رشيد كَرمة السويد 2 أيلول 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|