الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعصب

جهاد علاونه

2014 / 12 / 21
العولمة وتطورات العالم المعاصر


قال ابن منظور:”التعصب:من العصبية.والعصبية:أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبته والتألب معهم على من يناوئهم ظالمين كانوا أو مظلومين.وقد تعصبوا عليهم إذا تجمعوا فإذا تجمعوا على فريق آخر قيل:تعصبوا,وهنا ندخل في مسألة تجمع أعداد كثيرة من الناس على رأي رجل قريب لهم في الدم يناصرونه ويساندونه ولو كان على خطأ ومن هنا تنبع مشاكل العصبيات والقتل والاضطهاد الديني والسياسي, والحكومات العربية بمجملها عبارة عن شِلة وفِرقة وعِصابة مُرخصة قانونيا يتعصبون لرأي رئيس الحكومة أو الدولة ويساندونه ضد من لهم رأيا مختلفا عن رأيه فيبدءون بالحملات الأمنية السرية والعلنية من ملاحقات أمنية علنية وأخرى مطاردات في الظلام ضد المثقفين وضد كل من له رأي آخر, فتبدو الدولة في نهاية المطاف عبارة عن مكان لا تنبت فيه لا الأفكار ولا الأحزاب وتصبح الدولة خالية جدا من التنوع الثقافي مقارنة بالتنوع البيئي والمحافظة عليه, في حين أننا ندعو كل الدول العربية للمساعدة في التنوع الثقافي وإظهار جماليات المدينة والدولة حين تزدهر فيها شتى الأفكار المتنوعة تماما لننظر إليها كما ننظر إلى حديقة عامة فيها من شتى أنواع الأزهار والأشجار والمخلوقات, وأي مدينة عصرية اليوم لا بُد أن نجد فيها بساتين وأزهار وأشجار مختلفة وحدائق تضم فيها شتى أنواع المخلوقات وبالنظر إلى هذا يجب أن يلمس الزائر لبلدنا في الدولة التنوع الديني والطائفي والثقافي والمذهبي, وهذا لن يتحقق لنا طالما كانت الدولة متعصبة تضع غطاء على عيونها لكي لا ترى تنوعا نوعيا ثقافيا وسياسيا ودينيا.

..التعصب في اللغة معناه أن تضع على عينيك غطاء من القماش, وعصب عينيه يعني أنه وضع شريطة وهي قطعة من الثوب على عينيه لكي لا يرى أحدا, والذي يضع على عينيه غطاء معناه أو لنقل أنها رسالة منه إلى الناس فحواها أنني لا أريد أن أراكم بينما أسمح لكم برؤيتي أما أنا –على حد تعبيره- أريد أن تروني ولا أريد أن أراكم, وأيضا الذي يضع العصاب على عينيه يضعه في نفس الوقت على أذنيه فيسد أذنيه لكي لا يسمع ما يقوله الآخرون, والإنسان المُتعصب لرأيه هو الإنسان الذي لا يريد أن يسمع الرأي الآخر ولا يريد للآخرين أيضا أن يستمعوا للرأي الآخر, بل يريد هو شخصيا أن تستمع الناس له في حِله وترحاله.

والتعصب كارثة تقضي على الحريات العامة وتحل عملية الاحتكار بدل المشاركة , والملاحقة بدل التعاون , وإنكار الآخر بدل الاعتراف الرسمي به , والتمييز بدل التعايش السلمي , ولأن الحياة العصرية تعتمد على التنوع فإن التعصب لا يمكن أن يكون مناسبا لطبيعة الحياة العصرية , فبدل أن يكون الإنسان مشاركا لغيره في الأفكار والرؤى يحتكر الفكر لوحده ويتعصب لرأيه, ويقتل غيره روحيا وجسديا كلما ازدادت حدة التعصب وارتفعت وتيرته في عقله, والمتعصبون لا يمكن أن يروا الواقع على أصوله أو لا يمكن أن يروا الحقيقة ماثلة أمامهم ولدى المتعصبون آراء وأحكاما عن غيرهم مسبقة مدعمة بالتربية والتعليم منذ الطفولة نشئوا عليها مما يجعلهم هذا النوع من التعصب غير قادرين على رؤية الآخرين يشاركونهم البيت والشارع والمدرسة والصحيفة, فالمتعصبون يريدوا أن يمتلكوا الشارع لوحدهم ويريدوا أن يمتلكوا المدرسة لوحدهم ويريدوا أن يمتلكوا الجامعة لوحدهم ويريدوا أن يمتلكوا الحكومة لوحدهم, فلا يريدوا أن يروا غيرهم في الشارع يمشي بملابس مختلفة عن التي يرتدونها هم ونساءهم ولا يريدوا أن يروا في القبة أو تحت القبة البرلمانية نوابا غيرهم, ولا يريدوا أن يروا في المدرسة والجامعة فكرا وثقافة مخالفة لأفكارهم وثقافتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام هو السبب
مروان سعيد ( 2014 / 12 / 21 - 19:17 )
تحيةللاستاذ الكبير جهاد علاونة وتحيتي للجميع
كلامك جميل وحقيقة لايمكن الاختلاف عليه وبتعصبنا نحن العرب اصبحنا اخر الامم وبدانا نطلب النجدة للدفاع عنا وحمايتنا من انفسنا
تصور دول بحالها تطلب من الغرب واميركا بان تحمينا ممن يرفعون القران ويقتلون بدم بارد مع ان القران منتج محلي ومعتنقيه محليين
تصور هذه المهازل باننا ندافع ونتعصب للقران ونقول عنه منزل من عند الله بالحبلة ونطلب من الاخرين ان يحمونا من افكار هذا القران واياته التي تحمل البغضة للاخر ولا تفرق بين مسلم ومسيحي ويهودي
ما هذا القران العجيب اليس به سحر وتلاصم من شيطان رجيم كيف لايوجد اثنين متفقين على تفسيره وهو يقول عن اياته لايعرف تاويلها الا الله اذا ما العمل
والمشكلة بدانا نخاف منه ومن سحره وبدانا نحن المسيحيين وايضا الملحدين والمفكرين وجميع البشر نتعصب لازالة هذا الكابوس الرهيب
انه نقمة على حامله وعلى المحيطين به جعل بلادنا التي بنيناها لقرون طويلة بالتعب والعرق والمال خراب وقتل اهلها وهجرهم وبيعت اخواتنا بسوق النخاسة
نعم اخي هذا هو التعصب لفكر شرير
ومودتي للجميع


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 21 - 23:33 )
مثال على التعصب في المسيحية :
لا يجوز للمسيحيين تهنئة المسلمين في أعيادهم (مراجع مسيحية مصورة) :
https://www.youtube.com/watch?v=3HTK3r4SYHs


3 - الاخ عبد الله خلف لاامثالك كتب هذا الموضوع
مروان سعيد ( 2014 / 12 / 22 - 17:19 )
تحيتي للجميع مجددا
الببغاء اكثر تفكيرا منك لم نرى تعليق واضح من رائيك ومن فكرك اجب دون روابط اين كتب بالانجيل لايجوز تهنئة المسلمين مع انه كتب بمتى 5
«سمعتم انه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك. 44 واما انا فاقول لكم: احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم 45 لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. 46 لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم؟ اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك؟ 47 وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون؟ اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا؟ 48 فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل.
ولعلمك ليس عندنا الناقد والمنقود ولا الناسخ والمنسوخ
واريد منك ان تعطيني ما يشابه هذا الكلام من القرءان اذا كان من عند الله يجب ان يكون موجود لاانه لايوجد الا الاه واحد حقيقي والاخر مزور
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. ا?كلات فلسطينية شهية تحضير الشيف عمر ???? دايركت عالمعدة


.. هل تعرضت ماريانا للا?ذى من إحدى صديقاتها ????




.. صراع بيل غيتس وإيلون ماسك، أنت مع من؟ | #الصباح


.. وفد بقيادة رئيس الموساد ديفيد برينغ يتوجه إلى قطر لبدء جولة




.. طائرة الرئيس الصيني ترافقها طائرات مقاتلة بعد اختتام زيارة إ