الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كمال داود والهوية الجزائرية .

الطيب آيت حمودة

2014 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كمال داود ، الشاب الجزائري الهاديء ، ذو النظرة الثاقبة، صدرت له رواية بعنوان فيه رمزية [ ميرسو الهجوم المضاد] ، قد تكون شبيهة ب(رواية ادريس ) لعلي الحمامي في فحواها العام ، فهي رواية متمردة على واقعنا السياسي والإجتماعي والثقافي.

***يبدوا وأن محتوى الرواية لم يهضمه طيف من أطياف مجتمعنا ، لدوافع قومية و دينية
وسياسية ، فقد شنَّ (عثمان سعدي) هجوما صاعقا على صاحب الرواية منشور في جريدة رأي اليوم ، وأعقبه السلفي حمداش زراوي السلفي بتصريح خطير على موقعه في الفايسبوك ضد كمال دواود متهما أياه بالزندقة ، مطالبا بإقامة حد الردة في حق ما قال أو فسر بأنه تجاوز في حق الإسلام.

***استوقفتني بعض الآراء الصادمة التي ذُكرت في رواية كمال داود منها على سبيل المثال لا الحصر قوله :

اللغة العربية مفخخة بالمقدس ،( وأننا نحن الجزائريين لسنا عربا، وأن اللغة العربية المقدسة جدا لغة ميتة جدا ، إن الإستعمار الأفقي العربي خلق منا مُستعمًرين ( بضم الميم الأولى وفتح الثانية ) إنني جزائري ولغتي هي الجزائرية وليست العربية .

***ما صرح به داود لم يأت من فراغ ، فقد قاله عن وعي وإدراك ، فبالنظرة الموضوعية فقط يمكن القول بأن اللغة العربية استمددت قدسيتها من الإسلام باعتبارها لسانه، ولولا ذلك لما وجدت لنفسها مكانا رياديا عند الأعاجم ، فالفقه المالكي عندنا مثلا يُجبر الإمام قراءة خطبتي الجمعة بالعربية، وكان المفروض مخاطبة الناس بما يفهمون ، وأنها لغة آدم ، وأنها أم اللغات وأنها لغة أهل الجنة ..... أو ليس ذلك كله من التقديس المفخخ الذي لا سند له ؟! .
***حياة اللغة وموتها مرهون بمدى الإبداع والإنتاج بها ، فالأمة التي تنظر في مرآة تعكس مجدها الماضوي فقط لا شك وأن لغتها ميتة ، فمن الخليج إلى المحيط تظهر أطياف من الفلكور اللساني يتقارب ويتباعد نسميه اللسان الدارج ، أما اللغة العربية الفصيحة فهي ليست لغة العوام بقدر ما هي لغة النخب السياسية والأدبية ورجال الدين .

***أما قوله بأننا لسنا عربا، فذاك ما أقره علم الجينات ، وأشارت إليه الطوبونيميا ، والتاريخ والأركولوجيا ، فنحن في غالبيتنا أمازيغ العرق ، ناطقون بالعربية ، فالواقع اللغوي لا يعبر حقيقة عن ذاتيتنا ، فاحتماء العروبيين بالإسلام بقولهم نحن أمازيغ عربنا الإسلام فذلكة ولعب على الذقون ، فالإسلام لا يعرب الأقوام الداخلة فيه وإنما يُصحح معتقدها و بلغتهم الأصلية .

*** أما قوله بأن الإستعمار الأفقي العربي قد خلق منا مُستعمَرين ، فذاك حقيقة أخرى لم يهضمها المهيمن ، ففجر الإستقلال في الجزائر هيمن عليه التيار القومي العربي الزاحف علينا من وجدة ، المشحون بتيار البعث العربي الناصري، فما أن عاد بن بلة من القاهرة حتى صرح وهو في المطار ثلاثا ، ( نحن عرب ، نحن عرب ، نحن عرب) .

مفصل القول، نحن هنا في هذا الوطن مثلنا مثل النعامة التي تخفي رأسها في الرمل وتترك جسدها معرضا لبنادق الصيادين ، أو مثل الغراب الذي يريد تقليد مشي الحمام ، فلا هو سار سير الحمام ، ولا هو بقي بمشي الغراب ، فقد ضيع الأثنين معا .
ثنميرث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال