الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمات3

ياسين لمقدم

2014 / 12 / 22
الادب والفن


كلمات3





اقتحم رجل سلطة برفقة أعوانه خزانة عمومية بعد وشاية تفيد بأن بعض المشبوهين يتجمعون فيها. ولكنه اندهش بعد أن رأى رواد الخزانة منهمكين في التهام الكتب بأعينهم وعلى انفراد. فلما عاد في المساء إلى منزله أزاح الديكورات التي تزين رفوف صالوناته الواسعة وعوَّضها بمجموعات من الكتب والمجلدات.

********************

فراشة خارجة للتَّو من شرنقتها التقتْ بدرويش جوَّال، فسألته عن أقرب نبع ماءٍ. ودون أن تتوقف شفتاه عن التمتمة بالتسبيح أومأ بحاجبيه مشيرا إلى غمامة سريعة تعبُر السماء الربيعية الصافية.

***************

سُئل شاعرٌ كفيف معروف بهجاء الناس عمَّا يوَدُّ رأيته لو فُتِّح بصره لمرةٍ واحدة، فأجاب: هذا اللعين... مخرجا لسانه لمحدِّثيه.

*****************

في غابر الزمان، دخل عريس على عروسه في خدرهما، وتحت ضوء الشمعة الخافت حاول أن يتبين تقاسيم وجهها، فكانت صدمته كبيرة حين وجدها متجهمةً متشحة بالسواد، ففرَّ من هول ما اعتقده فأل سوء. وبعد عشر سنين عاد خلسة إلى بلدته متنكرا في لحية كثيفة وشعر أشعت. وعلى مدخل القرية لمح شابة سمراء، غاية في الحسن والجمال، ذات قوام رفيع، تبسط راحتها على جبهتها اتقاء لأشعة الشمس وتتطلع إلى الآفاق البعيدة. ولما بحث في مصير عروسه دون أن يطلع أحدا على هويته، أكدوا له أنها تقف منذ عقد من الزمن على مختلف مداخل القرية تنتظر عريسها الذي يجهل الجميع مصيره.

***************

في عمق الليل، تسلل لصٌّ إلى مسجد باذخٍ فهَمَّ بجمعِ الزرابي الوثيرة ونقلها بحذرٍ إلى عربته المركونة بين أشجار الحديقة التي يتوسطها المسجد. وبعد لحظات استشعر بوجود حركة مريبة، فقرر أن يفر بجلده، ولكنه تجمد في مكانه بعد أن سمع أحدا يناديه باسمه. فلما اقترب من صاحب النداء، تعرف عليه بيسر تحت ضوء المصباح اليدوي الخافت، وكان هو الآخر واحدا من لصوص المدينة، ووجده منهمكا في فكِّ ثريا نفيسة.
قال اللص الثاني لسارق الزرابي الوثيرة : ألا تستحيي من سرقة سجاجيد الصلاة وترك الأرضية عارية إلا من الحصائر الخشنة التي تحمي زرابي المسجد من البرودة والرطوبة؟.
فأجابه سارق الزرابي : إنما بفعلي هذا أدفع المصلين إلى تعلم التزهد، فلا يُعقل أن يُصلوا على الزرابي الباذخة والناس في كل مكان حفات عراة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
ثم أردفَ مستنكراً : وأنت، ألا تستحيي من سرقة الثريات والمصابيح فتترك المسجد غارقا في حلكة الظلام وقد أزف موعد صلاة الفجر؟.
فأجابه الثاني : المؤمنون الذين يشعُّون نورا ليسوا في حاجة إلى الأضواء والمصابيح!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان