الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس : تونس العلمانية هي التي فازت و ليس السبسي

التهامي صفاح

2014 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


""كما كان متوقعا جاء الحزب الليبرالي التونسي بزعامة الباجي قايد السبسي في المركز الأول في إنتخابات 2014 التشريعية متقدما على حزب النهضة الإسلامي بأكثر من عشرين نقطة .وهو ما يشكل مفاجأة بالنسبة لحزب "نداء تونس" الذي لم يتأسس إلا منذ سنتين وعلى رأسه رجل صقلته التجارب و المناصب التي تولاها طيلة حياته لحد الآن بحكم سنه المتقدم 88 سنة وهو المحامي الباجي قائد السبسي .وليس مستبعدا أن يتقدم هذا الأخير للإنتخابات الرئاسية أيضا في نوفمبر القادم ويفوز بها"".
لم تكن هذه السطور التي وردت في مقال لي بعنوان ""الشعب التونسي يقول لا للإسلام السياسي"" نشر هنا بالحوار المتمدن بتاريخ 28/10/2014 بمناسبة فوز الحزب الليبرالي التونسي على حزب النهضة الإسلامي الذي يتخذ من الفكر الديني مرجعا له ، مجرد تخمين و إنما توقع مبني على ملاحظة للإكتساح الذي حققه حزب نداء تونس في الإنتخابات و قبل ذلك في حواره السياسي داخل تونس وخارجها لفرض وجهات نظره كحلول مقنعة ومرغوب فيها لحل مشاكل تونس وخاصة المشاكل الإجتماعية و الإقتصادية والملف الأمني على وجه السرعة . و هكذا كان اليوم بعد إعلان فوز السبسي في إنتخايات الرئاسة . وكانت تلك السطور مبنية آنذاك وفقا لتسريب معلومات لتاريخ إجراء الإنتخابات الرئاسية في نوفمبر لكن تم الإتفاق بتأخيرها حتى 21 ديسمبر 2014.
و قبل دقائق سمعت في التلفزة التونسية الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي الذي إعترف بفوز منافسه و هنأه ، يوجه خطابا قصيرا للشعب التونسي شعاره "التهدئة التهدئة ثم التهدئة " و خاصة للجنوب الذي عرف أعمال عنف بعد إعلان فوز السبسي.وقال أنه يتفهم مشاعر أهل الجنوب الذين هم أنصاره أصلا لكن تونس تحتاج للإستقرار والتهدئة لإستكمال مسيرتها .
مهما يكن وكما صرح راشد ا لغنوشي زعيم النهضة التاريخي بعد نجاح الإنتخابات الرئاسية التونسية و إكتملت آخر حلقات الفترة الإنتقالية قائلا "اليوم تونس أقبرت الأصنام إلى الأبد" في إشارة لزوال الدكتاتورية و فرحه بالإنتخابات الديموقراطية ، فإن الذي فاز ليس آخر غير الشعب التونسي و ديموقراطيته الفتية التي تحتاج للرعاية و النمو والتجذرفي الفكر السياسي التونسي للتأسيس لسيادة الشعب في إختيار حكامه و التحاور بالكلام المسؤول وبكل شفافية عوض العنف و الحوار بالسلاح مثل ما يحدث الآن في كل من ليبيا واليمن وسوريا والعراق وغيرهم .
ما حصل اليوم هوتحصيل حاصل لمسيرة بدأت بمجلس تأسيسي بعد الثورة وحكومة مؤقتة و رئيس مؤقت و كتابة دستور متفق عليه بالأغلبية ثم إنتخابات برلمانية وغيرها .لم تتعطل دواليب الدولة التونسية ولا إداراتها في كل هذا .و هذا هو المهم .أما في سوريا اليوم و للأسف ، لا يستطيع مواطنون كثيرون خارج المناطق الغربية التي يسيطر عليها النظام السوري الحصول على جواز السفر أو أي أوراق إدارية و لا حتى على الأمن والإستقرار.مهددين بكل أطياف المتطرفين .لقد تعطلت دوليب الدولة السورية و ضاعت مصالح المواطنين دون تحقيق أي هدف من الأهداف التي من أجلها قامت الثورة ...
هذا لم يحصل في تونس التي تم تهديدها مؤخرا من طرف المتطرفين نظرا ليقظة و وعي سياسييها و أجهزتها الأمنية .
لذلك فإن المطلوب هو تفهم الطبقة السياسية لدقة المرحلة و حساسيتها التي تتطلب صبرا و نكران ذات عوض التمترس وراء الطموحات الشخصية .فالبلاد لابد أن تهزم أعداء الديموقراطية المتربصين بالشعب التونسي لإفساد عرسه الإنتخابي و الديموقراطي .فالخروقات الإنتخابية و إستعمال المال الإنتخابي وغيره لن تردم بسهولة في ظل وجود واقع مزري و فقر و مشاكل لا حصر لها خصوصا في الجنوب .لكن الذي يمكن أن يحصل هو تعطيل القطار السائر الآن نحوتأصيل الفكر الديموقرطي الذي سيساعد حتما في الإقلاح الإقتصادي .هذا ليس صعبا على شعب تونس إذا تذكرنا ثورة جانفي و لا على أي شعب يريد الحياة في كل شمال إفريقيا و الشرق الأوسط كما قال الشابي و إستجاب القدر حسب تعبيره إذا توفر التعقل والحكمة التي إتصف بها التونسيون .
فهنيئا للشعب التونسي على هذا الدرس الذي يلقنه للشعوب الأخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السبب
عوين ( 2014 / 12 / 23 - 17:14 )
الفضل كل الفضل يرجع الى قوة المجتمع المدني بحركاته العلمانية والنقابة دات التوجه اليساري الصرف لنجاح التجربة الدمقراطية في تونس


2 - هنيئا للشعب التونسي-وتجربته درس لشعوبنا-لاللعنف لا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2014 / 12 / 23 - 22:42 )
شكرا للأستاذ التهامي على هذه المقالة الحكيمه
لاللدين السياسي لاللعنف نعم لحكمة الشعب نعم للحوار نعم لسيادة القانون
وشكرا لشعب تونس لدرسه التاريخي ودعوه للاستيعاب


3 - تونس العلمانية أوتونس النظام السابق وبنسبة كم؟
عبد الله اغونان ( 2014 / 12 / 24 - 12:30 )

لافوز الا بعد تلبية مطالب الشعب
الادعاء بأن تونس فازت
فمانعد من لم يصوتوا للسبسي وهم الغالبية ممن صوتوا للمرزوقي ومن امتنعوا؟


4 - تونس فازت فعلا سيد اغونان
رويدة سالم ( 2014 / 12 / 24 - 13:18 )
تونس فازت فعلا فهي اول بلد عربي يتم فيه انتخاب الرئيس بكل حرية دون اي تاثيرات
المرزوقي لولا الاسلاميين الذين يدعمونه رغم انه لا علاقة له بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد لم يكن ليحصل على ما حصل عليه من اصوات والتي ليست اغلبية مهما ادعيتم ذلك
من امتنع لم يكن مقتنعا بالاثنين وهذا لا يعني انه يساند المرزوقي بل هو رفض لكلا الطرفين وهذا يعبر عن موقف جدير بالاحترام فكما نقول نعم ونقول لا يمكن ان نحتفض بحق عدم التصويت لاي من المترشحين
انها الديمقراطية التي لا يعترف بها الاسلاميون في كل بلد في العالم على كل حال لكن في تونس كانوا مضطرين للخضوع لها وما مساندتهم للمرزوقي الا عن خوف من المحاسبة على جرائمهم التي ارتكبوها اثناء ثلاث سنوات من افسادهم للبلاد
خلينا ننظر بقليل من الحياد ولا ننساق وراء عمانا الايديولوجي
مودتي


5 - لايستحق السيسي هذا الفوز لأن تجربة النهضة أجهضت
عبد الله اغونان ( 2014 / 12 / 25 - 09:51 )

الفرق بين الانقلاب العسكري على محمد مرسي والتجربة التونسية أن الأول تم بالدبابات
بينما تم الانقلاب في تونس بتضحية النهضة الاسلامية بموقعها كي لاتقع الفتن في المجتمع
النهضة ضحت بموقعها وأعيدت اللعبةوقد عانت جراء ذلك من فقدان مركزها جزء من شعبيتها
اذ استغل الخصوم قميص بلعيد وتاجروا بالدماء والجراح
السبسي يصطاد في الماء العكر راجعوا تاريخه السياسي انه من أزلام بنعلي هو أشبه بتبرئة مبارك
وعودة نظامه ستتبث الأيام أن هذه الانتخابات غير ذات جدوىوما أقيم على باطل فهو با

ولاعزاء لورة ياسمين بدون رائحة
الواقع لايرتفع سيتبين عجز هذا النظام وخديعته

اخر الافلام

.. بودكاست تك كاست | شريحة دماغ NeuroPace تفوق نيورالينك و Sync


.. عبر الخريطة التفاعلية.. كتائب القسام تنفذ عملا عسكريا مركبا




.. القناة الـ14 الإسرائيلية: الهجمات الصاروخية على بئر السبع تع


.. برلمانية بريطانية تعارض تسليح بلادها إسرائيل




.. سقوط صواريخ على مستوطنة كريات شمونة أطلقت من جنوب لبنان