الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا الثّلج غريمي

كمال العيادي

2005 / 9 / 4
الادب والفن


جنود, لا حصر لها
تعسكر بين مخدّتي والمنام
أرفع غطاء الصّوف القديم
لعلّ النّوم منشغل بفتيل الشّمعة
هناك, عند كوّة الجدار
أنهض.
لا شيىء, غير زوج حذائي المقلوب
وقصاصة من الورق الأصفر
ربّما كنت كتبتها منذ عام :
” لا تنس …
لا تنس الشّمعة قبل أن تنام
اطفىء جذوتها
حتّى لا تحرق أشياءك و الجيران .”

عضوا… عضوا
أسلّم قفص جسدي للمنام.
شجر اللّوز ينحني بأظافره على قلبي
جثث الأحبّة
والأبطال.
أغسل دماءها
كي تموت أخيرا بسلام.
قلبي أتبيّنه بوضوح من بين كلّ القلوب
مصلوبا عند سور مدينة غائرة في التّراب
أهيّ طروادة ؟
ام خيّل لي طيف المنام.
وجهي مرسوم بقلم من الحبر الأسود
وتحت ذقني المحرّف
إعلان عن جائزة ما, لا أتبيّن فيها الأصفار
من يدلّ عليه
حيّا أو ميّتا؟

جثث الأهل والأحبّة والأبطال
تتكوّر تحت لحاف السّرير
تصطكّ أسنانها من البرد
وفي رئتي يضوع بخور القيروان.

كلّ الحجارة وجهها
كلّ الثّمار شفتيها
وصدرها,
صدرها المنمّش بألف خال وخال
يرتجف هاهنا
بين المخدّة والمنام.

أهرب لحين منها
منشغل بهمومي عنها.
أقاتل كلّ أساطين جسدها
وأجندل جنودا وأبطالا
مفتولة من جدائل ظفائرها
ولكنني, كعادتي
أنتهي مثخنا بالجراح
أسيرا لديها.
أشرب جرار الوليد
أسبح مثله في النبيذ المعتّق
وأخلع لنديم لا أراه
معطف الخزّ والصدف الملوّن ونادر الجلمان
أحرن كوحيد القرن,
ثمّ أخبأ رأسي
كمالك حزين تسوطه الرّيح.

هذا الثلج غريمي
والقيروان التي تقايض أسواها بغبار الغرباء.
أعدّل كيس الريش
أسوّي أغطية السرير
أشرب حليبا باردا له طعم الحليب
أراجع حسابات الشهر القادم
أخطّ بيتين من الشعر
سمكة لا تسبح في جداول القافية
للسمكة زعانف وأربعة حركات.
أقايض سمكتي بحوت موقّع.
لا تسرع. هذا خبب.
لا تتمهّل. هذا لهب.
والنّصف القاتل في صدري
يتهجّأ حشرجة نصفه المقتول.

هل نام أبي بما يكفي ليموت؟
هل تطرح ثمارها هناك, شجرة التوت؟

تسعل زوجتي من بعيد
إنّها السادسة صباحا إذن.
أدفن رأسي تحت الوسادة
وأعدّ مبتدءا من الألف, تجاه صفر بعيد.
لا صوت من بعيد
لا صياح ديك ينبعث من بيت الجيران
أخطأت في العدّ من جديد
أسمع السعال الخافت من بعيد
هي السّابعة إذن
ستقبّلني ابنتي بعد عشرة دقائق من الآن
كما تفعل كلّ فجر
وربّما حدّثتني عن حلم غريب
عن سمكة صغيرة تأكل حوتا من حديد
وعن قمر صغير, يتساقط منه
مثل قشور البرتقال.
كما تفعل صباح كلّ عيد .

——————————————————–
كمال العيادي – ميونيخ
www.kamal-ayadi.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد