الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(عام 2014!)

ضرغام عادل

2014 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


كنت في ثالثة من عمري حين قرر نظام صدام احتلال الكويت ولم اتذكر اي لحظة او صوت من الضربات الامريكة لنا والتي عقبت تنفيذ هذا القرار، لم أعي لسنوات الاولى لسنين الحصار، لكني لازلت اتذكر سنين عودة جدتي بطحين (نصة حجار) من مطحنة بعيدة عن منزلنا، ولازالت عالقة في ذهني بدلت ابي الخاصة للعمل ولونها الخافت بسبب لهيب الشمس الحارقة وهو يعود مرتديها في المساء، كنت صبياً حين قررت امريكا احتلالنا، وشاهت عن قرب الجيش الامريكي ودخوله من جنوب بغداد، كنت شاباً مرحلة اولى في الجامعةً حين تفاقمت الحرب الطائفية في عام 2006- 2007، وجاء احتلال داعش لمدينة الموصل تزامناً مع بداية دخول الشيب رأسي، لم اشاهد ولا سمعت ولا حزنت بقدر ما سمعت وشاهدت وحزنت من الاحداث المروعة التي انهالت علينا في هذا العام.
فلم اسمع بتلك السنوات مقتل 1700 جندي بيوم واحد لا بقاعدة اسبايكر ولا بغيرها ولم اسمع بمقتل 500 جندي في الصقلاوية، ولم اشاهد الاف النازحين بدون مأوى ماكثين في الخيام، ولم اشاهد سياسيين انتهازين خانوا ناخبيهم كما شاهدت سياسينا في عام 2014.
مرت على العراقين هذا العام احداث حزينة، مقرفة ومؤلمة بالمرة ابتداءً من فيضان الامطار وغرق ممتلكات الناس شتائاً مرروراً بحتلال الموصل وأجزاء من صلاح الدين والانبار وديالى صيفاً تزامناً مع استمرار انقطاع الكهرباء وفق البرمجة الحكومية الخجولة لكلا الفصلين، وانتهائاً بمعانات الاف المهجرين وهم يتوزعون في مختلف المدن داخل وخارج العراق اغلبهم بدون مأوى ما كثين تحت الخيام بأطفالهم وشيخوهم ونسائهم، يا لا تعاسة عام 2014.
مع بداية هذا العام كان جل اهتمام السياسيين وافكارهم يتجه نحو الانتخابات البرلمانية التي اجريت في 30 نيسان الماضي، فأتجهوا للتنافس على المقاعد البرلمانية فسارعوا لاقامة جولات تفقدية للمرضى في المستشفيات، عفواً جولات للعشائر وبعض الاحياء السكنية وتوزيع الهداية على الناس لكسب اكثر عدد من الاصوات في الانتخابات، وحجزوا بعض مكاتب الطباعة من اجل طباعة الاف الملصقات والبوسترات من اجل الدعاية الانتخابية لهم، بل ومنهم من تعاقد بألاف الدولارات مع شركات متخصصة بهذا المجال، لم يشعر احدهم بمعانات الناس من الفيضانات المتكررة في كل عام ففاضت بغداد واغلب المحافظات، بعد نهاية الانتخابات انشغلوا بنتائج الانتخابات وكيفية تقاسم المناصب، وبعدها لم ينتبه احداً منهم لخطورة الوضع الامني فسلموا الموصل في العاشر من حزيران الماضي من طبق من ذهب مرصع بالالماس والزئبق الى تنظيم داعش، تنامت خلافاتهم فمكنوا داعش من احتلال مدن وبلدات اخرى.


في حقيقة الامر ان جميع السياسيين سواء بالحكومة او البرلمان كانوا سبب رئيسي في كل ما حصل لنا هذا العام من تفاقم وباء الارهاب لدينا والذي ادى الى خسائر مادية وبشرية كبيرة الى نقصان الخدمات وتنامي الظواهر السلبية.
ان على السياسيين اين ما كانت مواقعهم ان يعملوا في العام المقبل على نبذ الصرعات السياسية في ما بينهم والابتعاد عن المصالح الشخصية ورفض كل المظاهر الطائفية المقيتة خاصة ونحن نرى هناك اصلاحات ايجابية تقوم بها الحكومة، من اجل ان ندخل عاماً جديد مملوء بالامل في تحقيق الامن والخدمات، ولكي نعيش كما تعيش دول العالم نعيش عاماً بعيداً عن الحقد والكراهية وسفك الدماء، عام للرفاهية والازدهار والتقدم، هذا ما نتمنى في عام 2015 ، وتباً لعام 2014.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح