الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس تمد لسانها لشهداء سورية

خالد قنوت

2014 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


في لقاء إعلامي من أحد قادة حزب نداء تونس الذي يتزعمه الباجي قائد السبسي المنتصر في انتخابات الرئاسة التونسية يقول: (سنعيد علاقاتنا الدبلوماسية مع النظام السوري..)
في البدء لا بد من تهنئة الاشقاء التوانسة على نجاح الاستحقاق الرئاسي و البدء بطريق طويلة لبناء دولة الحرية و الديمقراطية التي ما تزال وهماً و ليست واقعاً.
وصول حزب نداء تونس البورقيبي إلى الحكم لن و لم يكن هدف ثوار تونس و ملهمهم الشهيد البوعزيزي و لكن التصحر السياسي النسبي الذي اصاب تونس نتيجة لحكم الدكتاتور الرخيص زين العابدين بن علي, كان من المنطقي وصول أحزاب عريقة في تجربتها للسلطة بينما تجربة الثوار متواضعة و جنينية, فوصل حزب النهضة الاخواني لحكم الفترة الانتقالية و من ثم بعد أول انتخابات يصل حزب نداء تونس المشكل حديثاً من شخصيات و رموز النظام السابق بعد أن استغل الباجي قائد السبسي الثمانيني حادثتي اغتيال السياسيين المعارضين اليساري شكري بلعيد و العروبي محمد البراهمي ليتزعم حملة احتجاجات شاركت بها قوى علمانية و يسارية و نقابية و ليبرالية صيف 2013 ضد حكومة الترويكا بقيادة حزب النهضة, أدت تلك الاحتجاجات إلى عقد جلسات الحوار الوطني فحقق السبسي بذلك حلم العودة للسلطة من باب ثورة الشباب التونسي.
حديث إعادة تموضع جديدة داخلية و خارجية لتونس بعد خسارة المرزوقي ليست مشكلة أو أزمة مستقبلية طالما هناك حراك و حيز سياسي تعمل به التنظيمات الثورية الصاعدة و قوى معارضة و نقابية لا تسمح بتطرف استبدادي جديد حسب المعلومات المتوافرة, كذلك العمل خارجياً على بناء شبكة علاقات دولية لصالح تونس.
المؤسف حقاً, أن تونس السبسي تضع إعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد ضمن أولوياتها مع أن تونس لا تربطها مع سورية حدود مشتركة أو مصالح اقتصادية أو سياسية كما هي مع ليبيا أو الجزائر أو مصر أو السعودية حيث من مصلحة تونس أن تحسن موقعها و تعمل لمصالحها المباشرة في التغلب على الوضع الأمني غير المستقل تماماً بها و على الوضع الاقتصادي المتدهور بعد تهريب أموال الخزينة العامة و ذهبها على متن طائرة زوجة الرئيس السابق إلى السعودية.
أن يكون هدف حزب نداء تونس إعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد المجرم بكل المقاييس الدولية و الاخلاقية و الانسانية فهذا مؤشر خطير و رسالة مباشرة سوداء نحو شهداء تونس و شهداء سورية و معتقليها و نازحيها, تمد لهم لسانها و تقول: راحت عليكم و المجرم انتصر على سمو أخلاقكم و وطنيتكم و انسانيتكم.
بنفس القدر, هي رسالة خطيرة للتونسيين أن من يريد الحرية و الديمقراطية عليه أن ينظر لسورية كدليل على الاستحالة و العبثية في تحقيق ذلك على ارض بلداننا العربية المثقلة بالدكتاتوريات المجرمة و بالتطرف و الاسلاموية المتصلبة و بإرث تشوهات التاريخ و خراب الأمم و الأوطان و خراب الشخصية العربية و تحولها لإحدى منقرضات العصر.
تونس السبسي تقول لنا جميعاً أنكم بعبوديتكم تحافظون على أرواحكم و بلادكم و إلا فلكم الدمار و القتل و الاجرام و النزوح لبلاد ستعاملكم كعبيد لديها و تتسول على أوجاعكم.
تونس السبسي عندما تعيد علاقات تونس مع الأسدية تخبرنا بوهم البوعزيزي و بثورة تونس و بالربيع العربي كله و تقول أن الحكم في بلادنا العربية هو للبسطار و للقتلة و للصوص و للاستبداد و ليس لكم سوى القبول أو الرحيل عبر المتوسط سباحةً و انسوا شهدائكم لأنهم ذهبوا بلا ثمن.
ليس بمستغرب أن يمد لنا الأشقاء ألسنتهم لنا قبل الأعداء طالما أننا أعداء انفسنا. تركنا ثورتنا للأفكار السلفية و الأصولية و التطرف و التطيف و صفقنا لكل من حمل السلاح دون فكر و عقل و اختصرنا أهداف الثورة من تحقيق الحرية و الكرامة و دولة المواطنة إلى اسقاط النظام و لو بتحالف مع الشياطين, و ما أكثرهم.
صحيح أننا نعيب على نداء تونس الحكم الجديد لتونس نكرانه لشهدائنا و تضحيات شعبنا البطل الطيب الصامد و لكن علينا أن نعيب على انفسنا استمرار قبولنا باحتكار الثورة من قبل اللصوص و الاقزام و امراء الحرب و سجناء حررهم النظام لقتل الثورة و أحلامها.
لن ينقذ الثورة سوى ابناءها الأحرار و علينا جميعاً إعادة حساباتنا و إسقاط أعداء الثورة من بين صفوفها و دعم المخلصين و الوطنيين و إلا ستكثر الألسنة الممدودة لنا و لسورية و للثورة و لشهدائنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا: حسابات روسيا في خاركيف؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يُبعد شويغو من وزارة الدفاع.. تأكيد للفتور بين الحليفي




.. كيف باتت رفح عقدة في العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية؟


.. النازحون من رفح يشكون من انعدام المواصلات أو الارتفاع الكبير




.. معلومات استخباراتية أميركية وإسرائيلية ترجح أن يحيى السنوار