الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تصبح النميمة صنعة

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2014 / 12 / 24
الصحافة والاعلام


متى تصبح النميمة صنعة
قيل في النميمة احاديث ومقالات وقصص وروايات كثيرة وقبل ان تكون نميمة فهي صنعة مجتمعية قديمة الازل يتكسب منها فئات من الناس عن طريق نقل الكلام بين الناس لمقاصد متعددة المرام اغلبها للمتعة وقضاء الوقت ومن الطبيعي انها تروى مقابل المال والثروة واشتهر فلان وفلان من الرواة الممتعين في جلسات الاغنياء والسياسيين وذوي النفوذ وتطورت هذه الصنعة واخذت تتلون بمنحا مختلف بقصد التنافس بين الرواة والتغلب على امثاله من الرواة ليحقق افضل المكاسب ويجني افضل العطايا والمجتمع بشكل عام يحب الاستماع والاستمتاع لقتل الوقت وزيادة المعرفة والاطلاع على اخبار الاخرين لكنها وعند التنافس انحرف كثيرا منهم حين بدأ بعضهم بالمبالغة وتزويق الكلام وتحريف الحقائق ليمتع السامعين حتى اخذ بعضهم يضيف هنا وهناك عبارات تغير المعلومة والنص والموضوع برمته احيانا ، وكل ذلك بهدف امتاع المستمع واستمر الابداع وتطور اساليب الرواة وناقلي الاخبار حتى صبغت هذه الصنعة من البعض بصبغة خبيثة لقصد الإفساد وإيقاع العداوة والبغضاء ، او لحث المجتمع لفكر معين وبالتالي تحقيق اهداف وزرع معتقدات داخل المجتمع وبأسلوب ممتع ومرغوب وهنا كان للسياسيين واصحاب النفوذ الدور الكبير لناقلي الاخبار والرواة ليبثو فحوى افكار السياسيين وغيرهم لتحقيق مأربهم ، واستمر الحال الى يومنا هذا بنفس الجوهر مع اختلاف الاسلوب وتسخير الامكانات وتطوير الوسائل العلمية والهندسية والفنية وكلها تصب في نفس الصنعة والسؤال الان اذا مارس اصحاب هذه الصنعة نقل الخبر بما يخدم افكار مفسدة ومأرب خبيثة وزرع الفتنة في المجتمع فما هي الصفة الملائمة لهم وما هو حكمها شرعا (انها نميمة) ولن اتطرق الى الحكم الشرعي في الدين الاسلامي لمن يقوم بالنميمة لأن لها العلماء والفقهاء .
لذلك على المجتمع ان يكون متفتحا مستعدا للمنحرفين في هذه الصنعة وان يتمكن بقدر كاف من الثقافة ليتمكن من التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزوق ومحرف ، ولهذا نجد ان من بمتهن هذه الصنعة عليه ان يتعلم ويتسلح بدروس ترقى الى اعلى الشهادات ويدلي بقسم عدم اهانة هذه الصنعة والمهنة التي سيكسب منها لقمة عيشه وجوهر الفسم ان يصون الامانة في نقل الخبر وان يكون فعالا وايجابيا في ممارسة مهنته في المجتمع.
كل دعواتنا ان لا يقع الرواة وناقلي الخبر في دائرة الفساد لأن دورهم مهم وتأثيرهم كبير على المجتمع والاهم من هذا كله ان لا يدخل هذه الصنعة الا من تعلم اصولها وادى القسم بحق والا سيكون باعث للفتن وقاطع للصلات ويقف في صف واحد مع باعث النميمة وناقلها ، واقتطع من مصدر خارحي هذا الوصف لزيادة الفائدة ( الفاسد في هذه الصنعة سيعمل على زرع الفرقة و وزارع للحقد ومفرق للجماعات ، وسيجعل الصديقين عدوين والأخوين أجنبيين ، فالنمام يصير كالذباب ينقل الجراثيم ، والنميمة اسم يطلق على من ينم قول الغير إلى المقول فيه، كما تقول : فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا وليست النميمة مختصة به ، بل حدها كشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو كرهه ثالث، وسواء كان الكشف بالقول أو بالكتاب أو بالرمز أو بالإيماء ، فكل ما رآه الإنسان من أحوال الناس مما يكره فينبغي أن يسكت عنه إلا ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع لمعصية .
واخيرا وبأختصار لعدم الاطالة فأن المتفرج والمستمع للحديث النميم او الخوض في المنقول والباطل فأن هناك واجب على من نقلت إليه النميمة ومن نقلت إليه النميمة عليه ثلاثة أمور :
اولا- أن لا يصدق النمام.
ثانيا- ينهاه وينصحه.
ثالثا- يذكره ببغض هذا العمل عند الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طهران تزيد قدراتها على تخصيب اليورانيوم وفرنسا وألمانيا وبري


.. معركة رفح.. تقديرات بأن تنتهي العملية العسكرية خلال أسبوعين|




.. مظاهرة في تل أبيب تطالب بوقف إطلاق النار في غزة


.. حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى منى لرمي جمرة العقبة في يوم




.. أهالي قطاع غزة يحيون عيد الأضحى وسط قصف الاحتلال المستمر منذ