الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهى -الانتقال الديمقراطي-

رضا شهاب المكي

2014 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


انتهى "الانتقال الديمقراطي" بسقوط مدوي لقادة الجبهة في مستنقع التيار الاشتراكي الديمقراطي المنتهي الصلوحية تاريخيا وعمليا وبدا تزامنا مع ذلك انفصال المناضلين الثوريين داخلها عن "قيادة" لم تعد قادرة على استعاب تطلعاتهم في تحقيق استحقاقات الثورة التونسية لما بدا جليا انحدار الخطاب الى فخاخ الإصلاح الاشتراكي الديمقراطي المستحيل وهذه بعض صوره:1. حلت في خطابهم مرحلة التحرر السياسي للدولة واكتمالها سياسيا ككائن معنوي يضع الحرية السياسية والحرية الفردية للأشخاص الماديين ضمن المقدمات النظرية والقانونية للمساوات في بعديها الاجتماعي والسياسي مكان مرحلة التحرر الإنساني من كافة مظاهر القهر والانسلاب. وبذلك تموقع الخطاب ضمن مقتضيات وشروط التحول الى المجتمع البورجوازي والى الدولة الدستورية او الدولة المكتملة سياسيا وهي مقتضيات وشروط تنطبق على استحقاقات مرت على تحقيقها كضرورة تاريخية قرون بالنسبة للبعض وعقود بالنسبة للبعض الاخر.2. استبدل خطابهم الضرورة التاريخية لنقد الدولة التي تعود عمليا الى مربعها الاول كجسم غريب عن المجتمع يصطف نهائيا وابديا في خدمة اقلية قاهرة ومستبدة, بخطاب هيبة الدولة وما شابه من النعوت والصفات.3. استبدل خطابهم نقد الاقتصاد الذي ليس هو الان الا الاقتصاد الراسمالي بنقد منوال للتنمية الذي ليس هو الان الا الصورة التي يتمظهر من خلالها الاقتصاد الراسمالي وله من الصور أنماط متعددة.4. تبنى خطابهم وبصفة نهائية مصطلحات انتجتها الجامعات ومراكز الدراسات لتصوير الحالة التي يكون عليها النظام الراسمالي في وقت ما وزمن ما وهي مصطلحات ومفردات تدرس في المدارس والجامعات لتامين استمرار النظام والقبول بابديته وبداهة وجوده واستمراره كمعطى غير قابل للدحض...ومن بين هذه المصطلحات نجد التنمية, النمو, كما نجد مؤشرات قيسها ووسائل تنفيذها...تتعدد هذه المفردات وتتشابك وتزداد تعقدا وتعقيدا ويسقط بسببها طلاب كثيرون وفي الأخير لا يستطيع احد فك روزها وفهم دلالاتها وبارادة قاهر يعلن هذا افلاسه (دول ورساميل..) ليعود في صورة أخرى معافى او هكذا اريد له ان يكون.5. انخرط خطابهم في منظومة فكرية وسياسية قديمة أسست للاستقطاب بين يمين ويسار مبشر ببداية تحول المجتمع الغربي الى مجتمع بورجوازي و بداية تحول الدولة غير المكتملة سياسيا الى دولة سياسية مكتملة وهي دعوة مرت عليها الانقرون عند البعض وعقود عند البعض الاخر. واذا كان لا بد لليسار كفكرة وكعمل ان يستمر فما عليه الا ان يصطف في مقدمة القوى الداعية الى التحرر الإنساني الذي هو ليس الا التحرر من قيود وغطرسة واستبداد النظام الرأسمالي. لا يمكن لليسار ان يكون الان يسارا الا اذا تحول الى يسار مناهض للنظام الرأسمالي والا اذا تحول الى يسار ناقد للاقتصاد السياسي وناقد للدولة. للحديث بقية....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار


.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: اجتياح رفح سيتم قريبا سواء تم التوصل لاتفاق أم لا


.. بلينكن يعلن موعد جاهزية -الرصيف العائم- في غزة




.. بن غفير: نتنياهو وعدني بأن إسرائيل ستدخل رفح وأن الحرب لن تن