الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي الرغم من الالم نحتفل

ديفيد ج. كوج

2014 / 12 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


علي الرغم من الألم نحتفل

يحل الكريسماس علينا هذا العام ليس كالاعوام الماضية التي كنا نتمتع فيها بالسلام (النسبي). ولكن هذا العام نستقبل المسيح والالم يعتصر قلوبنا من هول الحرب والمعاناة, نستقبل المسيح في زمن فقدنا فيها اعزاءنا. اناسُ عنوا لنا الكثير فقدوا حياتهم نتيجة للحرب اللعينة, الحرب الذي اكل كل يابس واخضر. لقد دمر هذا الحرب مشروع دام اكثر من نصف قرن وعلي الرغم من انه مشروع هش في اسسه الا انه في النهاية اتي ثماره!
ان المشروع الذي اتحدث عنه ليس مشروعا زارعيا او برنامج انمائي؛ وانما مشروع دولة تحقق علي ارض الواقع بعد سنين طويلة, الا وهي دولة جنوب السودان. الذي كافح ابنائه بكل تفاني ووحدة كاخوة من اجل هدف واحد.
ولكن بعد ان تحقق الهدف انقلب الاخوة (كرامازوف) ضد بعضهم البعض واكل القوي الضعيف, تمرد من اراد الخروج علي النظام وتم تخوينه, وبقي من اراد البقاء وتعرض للباقين بالقتل والتشريد والاغتصاب. لقد اخذ الصراع علي الكرسي (السلطة) بعدا اثنيا وقبليا ووجد من يدق لهم - من كلا الطرفين – الطبول وبدلا من ان يرفضوا ارتكاب جرائم ضد الشعب والبلد. الا انهم رقصوا علي انغام هذه الطبول العنصرية المدمرة وكانت النتيجة وفاة اكثر من خمسين الف ولجوء مئات الالاف الي دول الجوار, تراجع الاقتصاد الوطني (المتهالك اصلا بسبب الفساد وسوء التخطيط)!
لم نستفد من الاختلاف (التنوع) فعلي الرغم من ان هذا الاختلاف كان من الممكن ان يكون سببا لقوتنا الا انه اصبح افة بسببه نموت. مع ان الاختلاف اساس الوجود, كما ان الذات لا يمكن تحديده دون الاخر. كل هذا سبب لنا الم وجرح لن يندمل قريبا.
ياتي الكريسماس هذا العام والعالم يعاني من مشاكل عدة, منها تنظيم الدولة الاسلامية, بوكو حرام, طالبان, حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة, الشباب المجاهدين ...الخ
شعوب ما يعرف بالعالم الثالث تحلم بالسلام, الحرية, التنمية!
شرق اوكرانيا ما زال فيه توتر بين الانفصاليين والحكومة الاوكرانية, غرب اوروبا تكفيها مشاكلها, امريكا وعودة العنصرية الي الواجهة, امريكا اللاتينية ومشكلة المخدرات, افريقيا والثلاثي المميت (الجهل, المرض والجوع) واضف الي بوكو حرام, الشباب المجاهدين وفساد الساسة والحكام, جنوب شرق اسيا والكوارث الطبيعة, الشرق الاوسط وداعش بالاضافة الي الطاغية اسد.
فعلي الرغم من كل الالم الا اننا نحتفل. علي الرغم من الاوجاع نحتفل. نعم نحتفل ليس لاننا نتجاهل المشاكل التي نمر بها او نهرب منها. بل من اجل الاستمتاع ولو بلحظات, نحتفل مع كل الالم للاستمتاع باللحظات التي تمر علينا وتنتهي بسرعة.
يجب ان نستغل هذه الفرصة لنتضرع الي الله طالبين من اياه ان يمنحنا السلام, ان يرفع عننا الظلم, ان يعد الاستقرار الي كل مكان تعاني من عدم الاستقرار...الخ
في النهاية God will make a way when there seems to be no way.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك