الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنة برسم البيع

طوني سماحة

2014 / 12 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


يُظهر مقطع الفيديو داعية في شارع من شوارع سوريا على ما أظن، يوزع بطاقات تعد الشباب بدخول الجنة مقابل التطوع لتفجير النفس. لا أخفي أحدا انه خالجني شعور بالتطوع للدخول الى الجنة. لما لا فالحوريات كثيرات هناك بالاضافة الى انهر الخمر! لكن عدت وفكرت قائلا ولماذا يا ترى أفجر نفسي أشلاء كيما أدخل الجنة؟ أليس من الاجدى دخول الجنة بجسد كامل بدل الدخول اليها مقطوع اليد او الرجل او حتى بلا عينين؟ كيف لي عندها أن أرى الحوريات واعانقهن؟ ثم لماذا افجر نفسي اشلاء للحصول على النساء؟ فهن في هذه الارض اكثر من الهم على القلب؟ يمكنني أن أمتع نفسي باكبر عدد من النساء هنا على الارض ومن ثم فالجنة بعد ذلك مضمونة بحورياتها و انهار خمرها. ولماذا اقتل غيري كيما اشرب الخمر هناك؟ فبلاد الكفر يكثر فيها الخمر وهو من اجود الانواع! فمن النبيذ والويسكي الى الشمبانيا والفودكا. لكن عدت وتذكرت انني اصلا لست من محبي الخمور ولا من شاربيها. اذا ليس لدي رغبة في قتل الناس كيما اذهب الى الجنة واشرب الخمر.

اعرف ان ثمة غبي سوف يعترض قائلا وها هي الكنيسة في القرون الوسطى كانت تبيع صكوك الغفران للناس. أذا لماذا تنتقد الفكر التكفيري؟ أقول، أيها الغبي، بيع صكوك الغفران أصبح تاريخا مضى عليه ما يزيد على ستمائة عاما. والشعوب الاوروبية ثارت على الكنيسة كيما توقفها عن ضلالها ونجحت. أما أنت فتريد الاستمرار في بيع الجنة وتفجير الناس وتبرره هذه التصرفات الهمجية بحدث تخطاه الزمن. أنت تشرع للتكفيري ضلاله لان ثمة من قام بالعمل ذاته في القرون الوسطى. نعم بيع صكوك الغفران تم في القرون الوسطى، زمن الكتابة بالريشة على الرقوق. أما أنت ايها الغبي فتعيش في القرن الواحد والعشرين، قرن الانترنت وحقوق الانسان والحرية والعلم. إلا إذا كنت أللهم تعيش في الجسد في القرن الواحد والعشرين وفي الروح في القرون المظلمة.

أيها الشاب،
هل غرروك بتفجير نفسك كيما تدخل الجنة؟ هل قالوا لك ان الحوريات بانتظارك على ابواب الجنة؟ هل وعدوك بانهار الخمر؟ ارجوك، فكر! لماذا لا يفجر الدعاة انفسهم؟ لماذا لا يرسلون أولادهم؟ لماذا لا يذهبون هم للتمتع بالحريات؟

أيها الشاب،
إن أنت فجرت نفسك وقتلت آخرين، لن تدخل الجنة، بل سوف تفتح عينيك في لهيب جهنم. لن تجد هناك حوريات بل شياطينا. لن تشرب خمرا بل عذابا ابديا. لو انت فجرت نفسك، سوف تبقى قاتلا للأبد. سوف تلاحقك دعاوى الامهات اللواتي خطفت حياة أبنائهن. سوف تلاحقك لعنات الآباء. سوف تلاحقك دموع اليتامى. سوف تلاحقك أنات الازواج والزوجات. سوف يبقى الدم يلطخ يديك للأبد. لم يفت الآوان ايها الشاب. إخلع عن صدرك الحزام الناسف. إرم القنابل ودس على الاسلحة التي اعطوك إياها. عد أيها الشاب الى بيتك واهلك. تمتع بالحياة مع من تحب. خذ لك زوجة و أحبها واعطف عليها. تمتع بالأبناء الذين يعطيك الله إياهم. كن سبب بركة لأهلك وجيرانك ومجتمعك.

عد أيها الشاب الى مجتمعك. بدل ان تخطف الحياة من جسد إنسان، بشّر بثقافة الحياة. بشّر بثقافة المحبة. أنهض طفلا وقع. أسند رجلا هوى. إرحم امرأة طغى عليها الزمن. عد أيها الشاب وكن رسول المحبة بدل ان تكون رسول الموت. كن رمز العطاء بدل ان تكون رمز الهمجية. يكفينا أيها الشاب دماء. يكفينا دموعا. يكفينا أنات وأحزانا. يكفينا موتا. إن أنت أيها الشاب كنت رسول محبة ومبشرا بثقافة الحياة، لسوف تكتشف انك ساهمت بصنع الجنة على الارض، جنة ليس الجنس والخمر محورها، بل حب الناس كل الناس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 25 - 08:13 )
الرد :
1- قال تعالى : {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} .
2- (صكوك الغفران) لا توجد إلا في المسيحية , تابع :
http://alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=230

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة