الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يتغلب عليك الشيطان؟

جهاد علاونه

2014 / 12 / 25
كتابات ساخرة


روى لي صديقي الحاج أبو أحمد قصة تعلمها قبل خمسين عاما، حين كان طالبا في الابتدائية. والقصة تحكي عن ناسك متعبد ترك الحياة الدنيا واختار العيش في مغارة يتعبد فيها. وكان في كل صباح يمر عليه الشيطان بهيئة رجل بلباس أبيض، فيخرج ليتعارك معه ويتغلب عليه... حتى طلب الشيطان من الناسك أن يعيشا بسلام دائم دون أن يقترب واحدٌ منهم من الآخر أو يعتدي عليه سواء أكان ذلك بطريقة مباشرة أم بطريقة غير مباشرة، وعرض الشيطان على الرجل الناسك عرضا مغريا وهو بأن يضع له ديناران تحت وسادته بشكل يومي، على أن لا يتعارك معه الناسك... واستمر الشيخ بجمع الدنانير في كل صباح حتى أصبح من أصحاب المصاري الكثيرة ومع مرور الزمن انشغل الرجل الصالح واكتقي بجمع المال وترك التعبد وتراجعت نسبة التقوى في دمه وروحه, وكان يظن بأن الشيطان سيستمر طوال العمر بوضع دينارين تحت وسادته خوفا منه ومن بطشه به, لقد كان الشيطان يخشى الفضيحة بين زملائه الشياطين لأن الرجل الصالح والعابد والزاهد والتقي كان يغلبه كل يوم ويبطحه أرضا, ولكن الشيطان كان يعد ويرتب بخطة يتغلبُ فيها على الرجل الصالح، وفي صباح أحد الأيام قام الرجل الصالح والزاهد من نومه فزعا غاضبا حين مدّ يده تحت وسادته ولم يجد الدينارين تحت الوسادة، فخرج الناسك يصرخ على الشيطان بأعلى صوته:

-أين أنت يا ابن اللعينة؟ تعال ونازلني إن كنت تظن نفسك قويا وشجاعا!.

فخرج الشيطان وقال باستهزاء:

- ماذا تريد أيها الرجل؟ ولماذا كل هذا الصراخ؟

- أين الدينارين؟

- وأيُ دينارين!

- اممممم تتظاهر بالنسيان؟ أتظن بأنك ستفلتُ من قبضتي؟

- قبضتك أنت؟ ومن تكون أنت حتى أخاف منه وأعطيه دينارين؟

(يتقدم الرجل الصالح ويقف أمام الشيطان ويطلب منه النزال, وبعد أن تعاركا, غلبَ الشيطانُ الرجل الصالح, فصاح الرجل الصالح وقال:

-كيف غلبتني؟ كُنتُ طوال الوقت أستقوي عليك وأغلبك؟ ما الذي جرى لي؟ أنا آكل اللحوم وأشرب اللبن والعسل وجسمي ما زال قويا, فكيف غلبتني؟ لا بد أنها صدف ة, تعال ونازلني مرة أخرى, فعاد الشيطان ونازله ولكن كانت النتيجة واحدة وهو أن الشيطان غلب الرجل الصالح)
الرجل لم يصدق وجثا على ركبتيه باكيا.

وحين سأله الشيخ كيف ذلك وأنا أتغلب عليك كل الوقت في المعركة بين الخير والشر، أجابه الشيطان: "كنت تعارك من أجل العقيدة فكان الله معك، كنت يا رجل تقاتلني من أجل أن ينتصر الخير على قوى الشر والظلام, ولكنك بسبب الديناران تغيرت كُليا وغيرتك النقود, واليوم تعاركني من أجل الدينارين فقط"...
يبدو لي أن صراع العقيدة والدينار يلاءم وضعنا في كافة العصور, الذين يقاتلون من أجل النقود, الذين يتعبون ليل نهار من أجل جمع المال, من أجل السُلطة, من السُلطان, من أجل الجاه والوجاه والشيخة,من أجل الثراء, كل هؤلاء يغلبهم الشيطان والدليل على ذلك تهافتهم على الدنيا وسيرهم السريع نحو الثراء السريع فيرتكبون الجرائم ويحرقون المدن ويقتلون ويسرقون ويزنون ويظلموا الضعفاء, هؤلاء هم الرموز الشيطانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -شد طلوع-... لوحة راقصة تعيدنا إلى الزمن الجميل والذكريات مع


.. بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر تنظم مهرجانا دوليا للموسيقى ت




.. الكاتب في التاريخ نايف الجعويني يوضح أسباب اختلاف الروايات ا


.. محامية ومحبة للثقافة والدين.. زوجة ستارمر تخرج للضوء بعد انت




.. الكينج والهضبة والقيصر أبرز نجوم الغناء.. 8 أسابيع من البهجة