الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزيرة مباشر إلى الجحيم

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


البعض شكر الجزيرة على مساندتها للحراك الثوري ومجابهة الإنقلاب ونقل أصوات ومظاهرات قبيلة الإخوان، ومن حقنا أن نسأل هؤلاء الذين شكروا هذه القناة التى تخصصت وتدخلت فى شئون الدولة المصرية ومواطنيها بكل صفاقة: أى مساندة قامت بها القناة ومحرريها وصحفييها ومذيعيها؟ بأى أساليب جابهوا الإنقلاب حتى نشكرهم؟ وأى إنقلاب يتكلمون عنه هؤلاء الذين يعيشون فى أحلامهم السوداوية؟ هل ملايين المصريين الذين فرضوا إرادتهم الشرعية على إدارات العالم السياسية والآن كل دول العالم يعترفون بإدارة الرئيس السيسى نظاماً شرعياً للدولة المصرية؟ كل مصرى ينتقد النظام لكنه لا يستطيع أن يطلق عليه إنقلاباً لأنه نظام سياسى خارج من رحم الإرادة الشعبية المصرية.

لقد أستغلت قطر وتركيا وتنظيم الإخوان حالة الفوضى التى أعقبت الإطاحة بنظام مبارك، وقاموا بتأسيس قناة الجزيرة مباشر مصر فى مارس 2011 لخدمة مصالحهم فى بث الفتنة وتصوير الواقع اليومى وتزويره وفقاً لخططهم فى إعلاء صوت الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية والسلفية، كانت برامجهم ومظاهراتهم التى يبثوها عبر كاميراتهم مسلطة فقط على أفراد القبيلية الإخوانية، التى تبث شتائمها إلى أجهزة الأمن والشرطة والجيش وكل مؤسسة مصرية وطنية قد نختلف مع من يديرونها، لكنها فى النهاية مؤسسات مصرية تحتاج إلى التطهير وليس بالشتائم والإهانات البذيئة تكون الحوارات التلفزيونية، لكنها للأسف أساليب وفلسفة الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة التى يهدف من وراءها الإخوان وحلفاءها إلى إحداث إنقلاب دموى على شعبهم ووطنهم المصرى الأصيل سواء بالكلمة أو بالفعل.

كانت القناة من بدايتها عميلة وخائنة لإرادة الشعب المصرى وغرضها الإستحواذ على الثورة المصرية بتقديم الإخوان المسلمين على أنهم الثوريين الذين قاموا بالثورة ويعملون على الحفاظ عليها، بطعن ظهور وعقول المصريين والتشكيك فى الإرادة الشعبية وإيهام المشاهدين بأنهم يمثلون شعب مصر وأن الشعب كله ضد ثورته فى 30 يونيو، صوروا للمشاهدين أن إرادة الملايين التى خرجت فى ميادين وشوارع مصر كلها وكانت تعترض على نظام مرسى الفاشل وقبيلته الفاشية، أنها كانت تنادى بعدم الإطاحة بالنظام الفاشل وما زالوا ينادون بذلك حتى الآن وكأن ملايين الشعب المصرى أصابها الجنون لتخرج فى الشوارع لتنادى ببقاء نظام مرسى وإخوانه وقبيلته الفاشلة، ألم يسمع هؤلاء العملاء المصريين الذين أغراهم الدولار ليعملوا فى قناة الجزيرة مباشر مصر بهتافات الملايين الوطنية؟ يبيعون وطنهم الكبير من أجل تنظيمات إسلامية تعلن شعاراتها بالشرع والدين لتصل إلى كراسى الحكم لتعلنها خلافة إخوانية داعشية.

واضح أن النظام القطرى كان مرغماً على تقديم هذا التنازل ويعنى هذا أنهم ليسوا مؤمنين بما يفعلونه، لأن عقلهم وقلبهم مع التنظيم الإخوانى الذى يجعلهم يشعرون بأن فى أيديهم سيفاً يمكنهم فى أى وقت توجيهه إلى رقاب بقية الأنظمة العربية، والواقع يقول بأن تصالح القبيلة القطرية مع مصر لا يكتسب أى شرعية فى نفوس الشعب المصرى الوطنى الذى يرى الإستماتة القطرية فى التمسك بأعضاء فى جماعة إرهابية يستخدمونها لتخريب مصرى وبقية البلاد العربية الأخرى، وهى إستماتة تذكرنا بحياتنا الطفولية عندما نتشبث ونستميت فى الدفاع عن لعبتنا المفضلة وعدم التنازل عنها لأى طفل آخر أو لوالدينا، لقد أصابتهم أموال النفظ والغاز بالعمى والهوس بأن يصبحوا عمالقة ليقفوا ضد دولة مثل مصر يحتضنوا أعدائها الذين طردهم الشعب المصرى.

قناة الجزيرة مباشر كانت قناة عميلة لم تكن منبراً إعلامياً إلا لأسيادها فى قطر، كانت تستغل مجموعة من الصحفيين الحاقدين على مصر الوطن لتقدم حصرياً تزييف الحقائق وتقديم الأخبار الكاذبة عن مظاهرات مضادة للشعب ولنظام ثورة 30 يونيو والتى كانت تسميه بالإنقلاب، لأنهم يريدون الإنتقام من الشعب وإرادته وتشويه قراره التاريخى بإيقاف مسيرة الفشل الإخوانى، حتى هذه اللحظة نجدهم غير قادرون على تصديق أن الشعب المصرى أكتشف زيف شعاراتهم الإسلامية التى أستخدموها ليصنعوا من الشعب عبيداً للجماعة وللمرشد،
الغوغائية فلسفة من لا يملك مبادئ وقيم تمثل القاعدة الأساسية للشخصية النفعية التى تفتقر للأخلاق الإنسانية، إنها قناة تضم مجموعة من الإخوان هدفهم وغرضهم الوحيد تغذية الفتن والكراهية بين أفراد الشعب المصرى ضد نظامه السياسى الذى أنقذه من فشل الإخوان.

يخطئ من يعتقد أن هناك صراع بين مصر وقطر لأن مكانة وموقع مصر الحضارى والعالمى ، يجعلها تنأى عن الدخول فى صراع مع بلدة يعرف الجميع أهدافها الهزلية، لأن القبيلة الحاكمة هى التى أدخلت نفسها فى صراع مع دولة كبيرة بحجم مصر لكن الذى شجعها على ذلك هو النظام الفاسد والضعيف أيام مبارك، وأستعداد الكثيرين من تنظيم الإخوان لخيانة وبيع وطنهم فى سبيل الدولارات القطرية وتنفيذ ما يريدون، إن المصالحة مع بلدة قطر لن تقدم ولن تؤخر كثيراً لمصر لأنها مجرد مسمار جحا الأمريكى لتفتيت الأنظمة العربية معتدلة أو متطرفة، إن لغة التطاول العمدى من المذيعين والضيوف المختارين بعناية لا أعتقد أن هناك إنسان عاقل سيقول: أنها لغة المديح والتبجيل للرئيس عبد الفتاح السيسى!!

قناة قائمة على إهانة مصر ورئيسها وشعبها هو أكبر دليل على فقدانهم للهوية والإنتماء للواقع العربى الذى يعترف بصدارة مصر، وكل عربى صادق وأمين مع نفسه يعرف ذلك لكن الخونة أعداء السلام الإجتماعى ينكرون ذلك لأنهم مجرد أقزام تحلم بتدمير مصر الوطن الكبير لكل عربى ويظهرون المصريين بلا كرامة، لكن تنظيم الإخوان هو الفرقة الناجية والحانية ذات الكرامة والشهامة التى تسعى للدفاع عن بلدها وإنقاذه مما إرتكبته أيديهم الملطخة بدماء المظاهرات والإعتصامات والإعتداءات وقتل أبناء الوطن، وكأنهم يجهلون ان أستغلال إعلام مريض بالهوس هو أخس وأقذر أنواع الهيمنة الإعلامية الإجرامية التى تعمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة!!

الآن هو دور الحكومة المصرية فى عدم التفريط فى حقها وحقوقها فى آلا تسمح لدولاً عربية أو أجنبية أن تستغل وتستخدم أخبار مصر وشئونها الداخلية لتكون قناة أو منبر إعلامى ضد المجتمع المصرى ومدى خطورته على النظام الوطنى لمصر، فأكبر خطأ أرتكبته الثورة فى الفترة الأنتقالية فى عهد الرئيس عدلى منصور بعد أن كشفت قناة الجزيرة مباشر مصر عن وجهها الإرهابى القبيح هو ترك هذه القناة تعمل على أرض مصر ولم يتجرأ أحد على طردها فوراً ومطالبة نظام قطر بإيقاف هذه القناة ومسح أسم مصر من أسم قناة عميلة وخائنة وموجهة ضد مصر وشعبها، تتدخل فى شئون مصر وهو الشئ الذى لا يحق لأى دولة القيام به بأسم الإعلام الحر.

حرية الإعلام لا يعنى أن تنشئ قناة متخصصة فى تشويه الشئون المصرية وهى عبارة عن بؤرة إرهابية أعضاءها يريدون الأنتقام من النظام السياسى وإرادة الملايين من الوطنيين المصريين الذى تجرأوا ورفضوا الفشل والدكتاتورية الإخوانية أن تستمر على أرضهم، أخطأت الحكومة فى عهد عدلى منصور بعدم الترحيل الفورى لكل صحفى أو عامل فى شبكة الجزيرة بدلاً من السجن وتعالى صرخات الجمعيات الحقوقية العالمية العميلة التى أتهمت مصر بأنتهاك قوانين حقوق الإنسان وحرية الصحافة، إن العاملين فى تلك القناة قامت بأنتهاك حقوق كل مصرى فى ممارسة حريته فى طرد والإطاحة بنظام مرسى الفاشل وإحباط عملية التمكين الإخوانى.

أكرر .. على الحكومة المصرية أن تضع فى إعتبارها أن غلق قناة الجزيرة مباشر مصر سواء من القاهرة أو من قطر أو أى مكان آخر فى العالم يجب أن يكون نهائياً وليس من حق أى دولة فى العالم أن تستغل وتستثمر الشئون الداخلية المصرية ليقيموا عليها قناة يربحون من وراءها فى تدمير مصر الكبيرة والتى ستبقى كبيرة رغم أنف القطريين وشرذمة الحاقدين وإلى الجحيم يا قناة الجزيرة مباشر مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش