الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإستثمار في الثروة البشرية

ضياء رحيم محسن

2014 / 12 / 26
الادارة و الاقتصاد


يعد الإنسان أهم شيء في الوجود، وحوله تدور الأشياء، ومن أجله سخر الباري عز وجل المخلوقات، وفي المجتمعات المتحضرة لا ترى إنسان بدون أن يكون له دور في بناء المجتمع؛ مع إستثناءات قليلة، كل هذا يأتي من خلال تطبيق معايير الكفاءة، في إختيار الأصلح والأنسب لهذا المنصب أو ذاك؛ ومن ثم عندما يتم ترشيح أي شخص لمنصب قيادي ومهم في الحكومة، يكون قد مر بسلسلة من الإختبارات؛ وخضع لما يشبه الفلترة ليكون أهلا لذلك المنصب أو ذاك.
في البلاد العربية ومنها العراق، لا تمنح هذه الثروة الاهتمام الذي نقرأ عنه في المجتمعات الأخرى، وهذا يعود الى جملة من الأسباب، التي سنتناول بعضها.
أول الأسباب التي تؤدي الى إهدار تلك الطاقات، هو المستوى السيء لمخرجات التعليم، ذلك لوجود ما يشبه القطع بين الجهة التي تخطط متمثلة بوزارة التخطيط، وبين الجهة التي تنشر التعليم العالي (وزارة التعليم)؛ حيث أننا نرى سنويا وزارة التعليم تقوم برد سوق العمل العراقي، بما يقرب من 14ألف متخرج؛ في مختلف العلوم والإختصاصات، لكن هل هذا ما يحتاجه سوق العمل العراقي فعلا.
أنا لست ضد أن يتعلم الجميع وينهل من العلم، لأن أحاديث الرسول الأكرم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) والكتاب العزيز؛ تحض على العلم والتعلم، لكن سوق العمل لا يحتاج الى خريج البكلوريوس في إختصاص معين فقط، فهو يحتاج الى المهنيين أكثر، من هنا فإن على وزارة التعليم العالي؛ إعادة النظر في مخرجاتها وقبول الطلبة في كلياتها الحكومية والأهلية، بما يضمن وجود نسبة أكبر في المعاهد، ليتخرج مهنيين قادرين على إدارة العمل.
السبب الثاني هو المشاريع الصغيرة، فلا نكاد عن وجود مشاريع صغيرة تقوم الدولة، عن طريق مصارفها (الرافدين والرشيد) أو المصارف الخاصة بتمويل تلك المشاريع، في الوقت الذي تتهافت فيه تلك المصارف على تمويل من يريد شراء سيارة خاصة، وهو الأمر الذي يضغط في أكثر من جانب، فهو يزيد من عدد السيارات التي تسير في الشارع ولا تؤدي عملا ذي بال؛ سوى إيصال راكبها الى عملها، ومع هذه الإزدحامات في الشارع؛ فإن هذه السيارة أو تلك التي تم شراؤها عن طريق القرض من المصرف، أدت الى زيادة الإزدحام، بالإضافة الى أن ذلك يعد هدر للعملة الصعبة من البلد، بالإضافة الى أنها ستكون عاملا مضاف لتلوث البيئة.
عودة الى المشاريع الصغيرة، التي تمثل وبحسب أرقام عالمية؛ الى أنها الموظِف الأكبر للعمالة، وبحساب الأرقام؛ فإن نسبة نجاح المشاريع الصغيرة (مع فرض إستمرارية تلك المشاريع) تقرب من 25%، فإذا كان لدينا 50 ألف مشروع يعمل في كل مشروع 15 عامل، سيكون قد سحب من البطالة الموجودة في السوق بما يقرب من 30%، وبإمكان المصارف الحكومية والخاصة، أن تدخل كشريك في هذه المشاريع، لتضمن من جهة أموال المودعين؛ بالإضافة الى ضمان حصولها على أرباح من تلك المشاريع.
في الجانب السياحي، لا يزال العراق مع إمتلاكه ثروة كبيرة؛ توازي الثروة النفطية، إن لن نقل أكبر منها؛ غير مستثمرة، تقريبا كل الأديان السماوية، لديها إرتباط بشكل أو بأخر بأماكن في العراق، فذاك مهبط إبراهيم الخليل في الناصرية، لم يتم إستثماره لغاية الساعة، مع أن الحبر الأعظم صرح أكثر من مرة أنه سيزور العراق لزيارة مهبط سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ ومع هذا فلا وزرة السياحة قامت بإستثمار هذا التصريح للترويج لهذا الأثر؛ وحكومة ذي قار من جهتها أيضا قامت بما يمليه عليه واجبها الأخلاقي في الترويج للمحافظة، من خلال إستثمار الطاقات الشابة في الترويج للآثار الموجود على أرضها، وكذلك المشاهد الدينية للديانة اليهودية المنتشرة في العراق؛ سواء في العزير أو في الكفل، أما الدين الإسلامي، فعلى كثرة المشاهد الدينية، فإني جعلت أخر كلامي، فالطائفتين الشيعية والسنية؛ لديها ما تعتز به لزيارة في العراق، ففي بغداد وحدها هناك مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان ومرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني، وقبر الغزالي وقبر أحمد بن حنبل، في حين أن الطائفة الشيعية، فإن المراقد التي تنتشر في أصقاع العراق أكثر من أن تحصى، لكن يكفي أن نعرج على النجف الأشرف، ومرقد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي يقصده الملايين من مختلف بقاع الأرض، وكذلك مسجد السهلة والجامع الكبير في الكوفة، بعدها نعرج على كربلاء، حيث مرقد الإمام الحسين بن علي عليه السلام، وأخيه العباس؛ اللذين إستشهدا في واقعة الطف، مع ثلة من أهل بيته وأصحابه، ونعود الى بغداد، حيث مرقد الإمام موسى الكاظم عليه السلام وحفيده الإمام الجواد عليه السلام، وأخير نصل الى سامراء، حيث الإمامين العسكريين عليهما السلام، فمع وجود مراكز تسوق رفيعة المستوى، تباع فيها المشغولات الشعبية، وبفرض ضريبة رمزية على الزوار؛ بما لا يثقل كاهلهم، يمكن أن يؤدي ذلك الى رفد ميزانية البلد؛ بإيرادات لا يستهان بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 9-5-2024 بالصاغة


.. فلسطين.. سطو مسلح على فرع أحد البنوك في بلدة نعلين غرب رام ا




.. الجزيرة ترصد أزمة نقص الأموال في شمال غزة بعد منع الاحتلال إ


.. فرنسا تعزز أسطولها النووي لإنتاج الطاقة الكهربائية




.. سيرين عبدالنور عن تعاونها مع قيس الشيخ: أحترمه وأخاف من المن