الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتتسع بوحدتنا كوى الضوء والهواء

جاسم محمد الحافظ

2005 / 9 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يجد المتتبع لحركة نشوء الدولة المركزية في سياق تطور أشكال إدارة المجتمع الإنساني، ظهور هذه الدولة في أشكال متعددة بسيطة أو مركبة ، منفتحة أومركزية، إستبدادية أوديمقراطية، تبعاً للظروف الموضوعية ومستوى تطور علاقات الأنتاج في البلد المحدد. ولهذا فأن ربط بعض الجماعات الدولة المركزية بالدكتاتورية والأدعاء بأنها تؤسس للأستبداد أمر مردود عليه من أصله، لاسيما وإن هناك العديد من الشعوب اليوم قد إختارت دساتير علمانية وديمقراطية، تلعب فيها الدولة المركزية أدواراً سياسية واقتصادية هامة، وتحضى بأحترام المجتمع الدولي. فأساس الحرية يكمن في توازن القوى بين الديمقراطيين والشموليين، لا في شكل الدولة ولا حتى في علمانيتها رغم إن العلمانية خطوة هامة في مسار التحول الديمقراطي خاصة مع عدم وجود دولة دينية غير مستبدة، مركزية كانت أم فيدرالية.
إن مساعي بعض الأطراف لربط مطاليبهم بفيدرالية تضم جنوب ووسط العراق بتوق العراقيين لضمانات تمنع عودة الأستبداد، يبدو غريباً لاسيما وهم ينون تأسيس إقليم سيفوق مجموعة دول شرق أوسطية عدداً وموارداً، فمن يضمن أن لا يكون الأقليم هذا ذاته دولة مركزية مستبدة؟ ومن يضمن أن لا يكون "التجانس الطائفي" لهذا الأقليم ذريعة لفرض أيديولوجيات شمولية بحجاب مقدس؟
لقد تعرض سكان الجنوب بدون شك الى للأذى وأهملت الطغمة البعثية العنصرية الطائفية مدنهم، غير إن ذلك لا يشكل مدخلاً صحيحاً للأطمئنان الى دعوة بعض قيادات الإسلام السياسي والساعين الى السلطة عبر اليافطات الدينية المقدسة، خاصة حين رفض بعض من هؤلاء تمرير الفائض من كهرباء مدنهم في البصرة والناصرية الى مدن عراقية أخرى، وحين لم يتورع بعضهم من القتال تحت قباب العتبات المقدسة من أجل فرض النفوذ والسيطرة على الموارد.
إن خطورة الوضع في هذا المنعطف المعقد من تاريخ العراق الحديث، يلزم كل القوى الوطنية والديمقراطية ونخب شعبنا السياسية والعلمية والثقافية، أن تجمع قواها لمنع إقامة دولة مركزية مستبدة أو فيدراليتين، يسود كل منهما إستبداد بلون معين. ولا بد للقائمة الكردستانية ، التي كان لها شرف الدفاع عن المستقبل الديمقراطي للعراق، بدعم كل الخيرين من إسلاميين وعلمانيين، أن تحذر من مساومات البازار السياسي، وأن تدرك أن لا مستقبل للعراق بدون تواصل التآخى العربي الكردي المبني على ضمان حق الكرد، وإن لا مستقبل للكرد الا في عراق ديمقراطي، ولن تؤدي المساومات، مهما كانت ثمارها الآنية الاّ الى المزيد من الجوع والجهالة، والاّ الى المزيد من الخراب.
لتتوحد الكلمة وفاءً لشهداء الوطن الذين فتحوا بدمائهم الزكية، لنا كوى النور والهواء..
ولن يكون الوفاء بغفلتنا عن من يريد أن يغلق علينا هذه الكوى مرة أخرى،
وربما لأجيال !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشير شوشة: -من الضروري نشر المحتوى التاريخي على جميع المنصات


.. حماس تعلن وفاة أحد المحتجزين.. وإسرائيل توسع عملياتها باتجاه




.. في ظل الرفض العربي لسياسات رئيس الحكومة الإسرائيلية في غزة..


.. روسيا تكتسح الغرب في -معركة القذائف-.. المئات يفرّون من القت




.. جبهة لبنان على صفيح ساخن .. تدريبات عسكرية إسرائيلية وحزب ال