الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العثمانى الجديد

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


المسلم الذى يؤمن بأوامر ربه ويقدم المساعدة للفقراء وما أكثرهم فى عالم المسلمين، كان على أردو جان بدلاً من بناء قصر من ألف ومئة وخمسين غرفة ليعيش فيه بمفرده وزوجته، كان عليه أن يسأل نفسه: لماذ كل هذا البذخ والألف غرفة لمن وما حاجته إليها؟ هل سيملئها فى المستقبل بالجوارى والحريم وملكات اليمين؟ هل يسير فى كل ليلة بين الألف غرفة يحلم بالكبرياء والعظمة والسلطان والصولاجان وغزواته للعالم العربى الذى أصبح قاب قوسين ليتم تجليسه على عرشه لأن كل عربى مسلم يحلم بالخلافة الإسلامية الأردوجانية ليتركوا البغدادى الداعشى ويقدمون ولائهم للسلطان المعظم الفاتح التركى لبلاد العرب وإسرائيل والمحرر لبلاد فلسطين، قصراً بهذه الفخامة والتكاليف الباهظة التى لا معنى لها والوحيد فى العالم بهذه المواصفات، تدل على إنسان أصابه الهوس وجنون العظمة والغطرسة يحاول قمع المعارضة وتقليص الحريات، ويعتبر أن كل من ينتقده كأنه يهدد الأمن القومى لتركيا الجديدة بعد نسيان الشعوب العربية للأيام السوداء لحكم الخلافة العثمانية!!

دعا أردوغان إلى ولاية رئاسية "مختلفة عن سابقاتها" مع صلاحيات أكبر بعد أن كان المنصب الرئاسي شرفيا حتى الآن وفقا للدستور.
وأنتقدت المعارضة القصر الذي تم تشييده على 200 ألف متر مربع في ضاحية أنقرة التي ترى فيه دليلا جديدا على "جنون العظمة" الذي يعاني منه أردوجان، وفي خطاب ألقاه أمام رجال أعمال في إسطنبول قال: "تنتقد المعارضة المقر الرئاسي الجديد. لكن اسمحوا لي أن أقول لكم أنه يضم ما لا يقل عن 1150 وليس ألف غرفة كما يزعمون."، ودافع أردوغان بشدة عن القصر الجديد "أك سراي" والذي يعني باللغة التركية "القصر الأبيض" والذي بلغت كلفته1,3 مليار ليرة تركية (490 مليون يورو) ويثير جدلا في تركيا، فقال أردوجان "لا يجب التوفير عندما يتعلق الأمر بهيبة" أمة مشيرا إلى أن "القصر ليس ملكا له ولا هو ملكيته الخاصة أنه للشعب وملك للشعب".، وأضاف " أردنا بناء قصر لتقول الأجيال الصاعدة من هنا تم حكم تركيا الجديدة التى تستعيد نفوذها أمام العالم فى أوروبا والعالم العربى وآسيا بحيث ترتفع أعلامها فوق هذه المناطق كما كانت يوماً" وهي العبارة التي يستخدمها أردوغان للإشارة إلى ولايته وواضح فى كلام هذا الشخص مقدار الصلافة والصفاقة، التى تجعله يعلل إهدار كل هذه الأموال فى بناء قصره ليقول أنه ملك للشعب فى الوقت الذى توجد مئات الآلاف بل والملايين الذين يعانون من الفقر والمشاكل الأقتصادية وكانوا فى أشد الحاجة إلى تلك الأموال.

إلا أن أحلام اردوغان فى استعادة الإمبراطورية العثمانية ولياليها الخضراء والحمراء جعلته يقيم هذا القصر ليكون قصر الخلافة، كم من الجرائم التى يرتكبها حزب التنمية والعدالة الإسلامى من قمع للمعارضة والإستحواذ على العطاءات والمناقصات التجارية والإقتصادية لأبناء أردوجان وأصحابه، وعندما أكتشف الشعب جرائم الفساد تخلص أردوجان من رجال القضاء الذين بدأوا فى تفعيل القانون ضده وضد أبنه والفاسدين الآخرين، ولم يكتفى بذلك بل تم القبض على كل من وقف يعارض هذا الفساد لأنه يريد تحجيم سلطة القضاء والإستيلاء عليها لصالح الإمبراطور والدكتاتور الجديد الذى يحتمى خلف الإسلام، وفى الوقت الذى سحب أردوجان سفير تركيا إحتجاجاً على ضرب إسرائيل لغزة، كانت العلاقات التجارية بين البلدين طبيعية جداً والشركة الخاصة الملاحية بأبن أردوجان كانت سفنها ذهاباً وأياباً بين تركيا وإسرائيل كأن تركيا تتعامل مع بلد مسلم آخر.

ومن العلامات المرضية لجنون العظمة الذى يعانى منه وأن دكتاتوريته تزداد يوماً بعد يوم، أنه أطلق تصريحات يؤكد فيها أن المرأة ليست مساوية للرجل وهى تصريحات ليست غريبة على الإختلال الفكرى الذى أصابه فى قصره الجديد للخلافة التركية، حينما قال في كلمته خلال قمة "المرأة والعدالة" في إسطنبول أن المرأة ليست مساوية للرجل، ولا يمكن للمرأة أن تقوم وتعمل مثل الرجل".، الأمر الذي أثار حفيظة العديد من ناشطات تركيا السياسيين، وأعربوا عن ضيقهم وسخطهم بتلك الإهانات التي تلاحق المرأة من قبل الرئيس التركي من حين إلى آخر، وسيظل الشعب العربى المسلم منقسماً حول أردوجان بين معجب بشخصيته الدكتاتورية الكارزمية وبين رافض لأفعاله التى يحاول أن يكسب من وراءها إعجاب المسلمين العرب وخاصةً قضية فلسطين، تلك القضية التى سرقها جميع الرؤساء والملوك ليحققوا نفعاً ومكسباً سياسياً من وراء الخداع والنفاق بأسمها، لأن أسم فلسطين أصبح تجارة رابحة للذين حولوها لقضية دينية ويطلقوا التصريحات خدمة لسياساتهم التى قد تكون فى الحضيض فيرتفع رصيدهم فى سوق الشعوب بل ويطلقون عليه لقب المدافع عن الإسلام صلاح الدين الجديد.

قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن إردوجان هاجم الإتحاد الأوروبي وقال لهم: إهتموا بشؤونكم، لأن الإتحاد أنتقد القمع وقيام سلطات أنقرة بحملة إعتقالات جماعية في تركيا، نفذتها الحكومة أستهدفت إعلاميين معارضين لنظامه، وواضح أن أردوجان يعطى لنفسه الحق فى إنتقاد سياسات النظام المصرى والتدخل فى الشؤون الخاصة بكل المصريين وإرادتهم الشعبية، لكنه يرفض نفس الحق والنقد القادم من الإتحاد الأوربى، وهذه الإزدواجية العبثية بين الدكتاتورية والديموقراطية تبعث على الرثاء لرئيس مريض يحلم بالشهرة وبخلافة العالم ويخشى من خيالاته المرضية التى تصور له مؤامرات تسعى للإطاحة به لذلك يحتمى بأكثر من ألف غرفة فى قصره الأمبريالى العنصرى!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح


.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير




.. النشيد الوطني الفلسطيني مع إقامة أول صف تعليمي منذ بدء الحرب


.. بوتين يؤدي اليمين الدستورية ويؤكد أن الحوار مع الغرب ممكن في




.. لماذا| ما الأهداف العسكرية والسياسية التي يريد نتنياهو تحقيق