الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إن مشيئة العبد تتناسق تناسقا كليا مع مشيئة الرب

هاشم عبد الرحمن تكروري

2014 / 12 / 28
أوراق كتبت في وعن السجن


إن مشيئة العبد تتناسق تناسقا كليا مع مشيئة الرب
وتفسيرنا لذلك أن الله عزوجل خلق الإنسان ووهب له ذلك المخلوق الجميل الذي يفكر ويتدبر ويحفظ ويفهم واهداه إلى الإنسان ليرفعه به من سائر أصناف المخلوقات إلى رتبة سيد الخلق أجمعين، وجعل أداة عمله العلم الذي خصه به عن سائر المخلوقات "وعلم آدم الأسماء كلها "البقرة 30"، ونشره في الأرض لإعمارها وعبادة الله عز وجل من قبل " وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون"الذاريات 56"هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها "هود 61"، ومن ثم سخر له سائر تلك المخلوقات لخدمته ورفعته، من شمس وقمر وليل ونهار وماء وبحار وسائر تلك المخلوقات " البقرة 29هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم ، ومن ثم دعاه إلى التفكير في نفسه وفي سائر أرجاء الكون ليريه عظمة الخالق وليهتدي إليه ومن ثم أرسل إليهم المرسلين المهتدين بالتوجيه الرباني ليدعوا ويهدوا ويذكروا "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وأن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " آل عمران 64 وقد حث القرآن العظيم الإنسان على التفكير في هذا الكون وفي تلك المشيئة التي أبدعته"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق"فصلت 53"، وقد بين لعباده في كتبه السماوية المتلاحقة سبل الرشاد "وهديناه النجدين "البلد10" إنا هديناه السبيل اما شاكراً وإما شكورا" الإنسان 3
والى التفريق بين الخير والشر وفي امتحانهم الحياة "ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " الأنبياء 35 وبعد ذلك يترك للعبد حرية الاختيار ، اختيار طريق الخير والشر " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ،قد افلح من زكاها وقد غاب من دساها " الشمس 7-10
"إن هو الا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم "التكوير27-28
حيث أن علم الله المحيط القديم وما كتبه في لوحه المحفوظ وإرادته المطلقة لا تمنع الحق في الاختيار ، فعلمنا لكل هذا خطأ أن يظن به أننا بلا مشيئة وإرادة ، فعلمنا بان الله يعلم ما سيحدث لا يسلبنا اختيارنا ،فالعلم كاشف لا مجبر "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب "الرعد 39 وعلى هذه القاعدة تكون كذلك إرادتنا وقدرتنا ، فالقدرة تبرز ما خصصته الإرادة والإرادة تخصص ماسبق به العلم وعلى هذا يكون خيار العبد خياراً مطلق الحرية ،وذلك بعد أن مده الله ما يميز به بين الخير والشر، بين طريق الحق وطريق الضلال وعند ذلك يقع عليه واجب الاختيار وتحمل مسؤولياته أمام نفسه ومن ثم أمام الله وبذلك يكون الخالق تبارك وعلا قد يسر له السبل وبين له ما يؤدي به إلى مصيره الذي يتطابق مع مشيئة الرحمن ومن ثم مع مشيئته "إن هذه تذكره فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا * وماتشاؤون الا أن يشاء الله أنه كان عليماً حكيماً يدخل من يشاء في رحمته والظالمين اعد لهم عذاباً أليما "الإنسان 28-31
سجن النقب الصحراوي السبت 15- 9- 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي -جاء بعد محادثات


.. شاهد: الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بعقد صفقة تبادل فور




.. مبادرة في يوم عرفة لحلق شعر ا?طفال غزة النازحين من الحرب الا


.. مع استمرار الحرب.. مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي يحذر م




.. الأونروا تحذر من ارتفاع مستويات الجوع في ظل استمرار إغلاق مع