الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2015 سنة للمواطن ام للثالوث المقدس؟

كاظم الحناوي

2014 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



تتضح الغربة أشد وأقسى على المواطن في وطنه عندما يرى الأولوية تعطى للمطبلون واصحاب الشعارات الفارغة التي تنادي برفع الحيف وحمل هم الوطن والمواطن ...
ما أصعب أن يشعر الإنسان بالغربة في وطنه وأن حقوقه تستباح تتجسد هذه الغربة في الكثير من مناحي الحياة المختلفة خاصة التي يتعامل فيها المواطن بصورة مباشرة او غير مباشرة مع اجهزة الحكومة وإن اختلفت من مكان إلى آخر ومع هذا الإحساس يأتي الشعور بالخوف والقلق نتيجة المد الكردي والهيمنة البعثية المتواصلة وتنامي سلطة الميليشيات وإن اختلفت من حيث الارتفاع أوالانخفاض حسب المحافظات والسلطة الحاكمة لكن يبقى القاسم المشترك هي الآثار السلبية التي تلحق بالمواطن ويدفع ضريبتها يوميا.
في السنوات الأخيرة احتلت الحكومات العراقية المتعاقبة مراكز متقدمة عالمياً في مستوى الفساد نتيجة الكشف عن التزوير والرشاوى اثناء إقامة المشاريع وإعادة البنى التحتية بالإضافة إلى الأعمال الأخرى التي تفتقر إلى وجود الاسس القانونية للعمل بها وفي ضوء هذا الارتفاع بنسب الفساد أصبح المواطن النزيه يشكل أقلية وعقبة ومعها زاد الفساد وارتفعت وتيرة الإحساس بالغربة.
أثر ذلك على الكثير من الخدمات الحياتية والمعاملات اليومية فأصبحت قاسماً مشتركاً بينه وبين المراهنون على تفتيت وطنه ولن يجد المواطن له موقعاً بسهولة ويسر وكأنه غريب في وطنه.
فالمواطن يرى يوميا حقوقه تنتهك وتستباح منذ خروجه من منزله في طريقه إلى عمله إلى حين عودته من فقدان الامن في الطريق ومايرى من معاملة من قبل حمايات المسؤولين تسبه وتهينه بدلاً من أن يتواضع هؤلاء امام من ركبوا على اكتافه...
وهناك حالات كثيرة يمر بها المواطن يصيبه الإحباط من جرائها في كل المجالات من التدرج في انهاء المعاملات ( مسؤول, عضو , سيد . شيخ , بيشمركة , صحوة ...........) مروراً بالوظائف المهمة في الدولة التي يسيطر عليها البيشمركة و ذيول البعث وقادة الميليشيات حتى تدنت النسبة من خارج هذه التشكيلة إلى أقل من 5% بالنسبة للوظائف المهمة وان العاطلين عن العمل من المواطنين يزداد عددهم سنة بعد أخرى بينما (البيشمركة وذيول البعث وقادة الميليشيات) يعملون حتى وصل متوسط دخل الأسرة الواحدة المكونة من 5 أفراد من هؤلاء إلى أكثر من 20 مليون دينار في الشهر..
في الأماكن التي ياتي المواطن مبكرا لانجاز معاملته تقدم معاملة (البيشمركة وذيول البعث وقادة الميليشيات) ويتم إنجازها في دقائق وأحيانا يقوم مدير الدائرة او القسم او الشعبة بانجازها بنفسه وتبقى معاملة المواطن متأخرة أو معطلة ليأتي في يوم آخر.
ومما يزيد الطين بلة ( يتم استغلال عذابات الكرد ايام النظام السابق والحيف الذي لحق ببعض البعثيين وحب العراقيين للآل البيت النبوي الشريف ) لكي يتسلط هؤلاء ويتجبروا على المواطن حتى أصبحت باقي فئات المواطنين تتدرج ضاربة حقوق الانسان التي نادى بها القرآن واحاديث الرسول(ص) بالحائط...
هناك في الحقيقة مشكلة لا يعاني منها الثالوث المقدس (البيشمركة وذيول البعث وقادة الميليشيات ) في العراق لأن جميع الأبواب تفتح أمام معاملاتهم وتلقى الاهتمام والسرعة في الإنجاز بينما يقاسي المواطن ويتكبد المعاناة من الزحام والطوابيرالأمر الذي بدأ يولد شعوراً ينتشر وينمو يوما بعد آخر بين العراقيين إن هذا الوطن لم يعد لهم ولكن لغيرهم الذين باتوا يسيطرون على كافة مناحي الحياة من وزارات ومؤسسات وسفارات بل حتى القطاع الخاص بحيث أصبحت منافسة المواطن شيء من التاريخ...
ان حق المواطن ليس من باب التفضيل إنما جزء من حقوقه في وطنه ان يشعر بالاحترام والتقدير والتفضيل وتقدير قيمة المواطنة اذا لابد من العمل لرفع الحيف عن المواطن من قبل الثالوث المقدس في دوائر الدولة العراقية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يلقي مناشير في معسكر جباليا تطالب السكان بالإخلاء ا


.. مظاهرة في العاصمة الإسبانية مدريد تطالب الدول الأوروبية بالا




.. لحظة استهداف إسرائيلي بمنطقة جباليا في غزة أثناء تغطية صحفيي


.. مظاهرة لعشرات الإسرائيليين بالجليل تطالب بتنحي الحكومة لتخلي




.. أمريكا تعرض على إسرائيل معلومات استخباراتية لتحديد موقع قادة