الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عيوني

سمير هزيم

2014 / 12 / 28
الادب والفن


وقفت امام الباب المغلق ساعات في تلك الردهة الخضراء الهادئة .. الا من دقات قلبي .. التي اسمعها بوضوح ..
عشرات الصور والمشاهد مرت من امام عيني وتداخلت في راسي ..
لكن صرير الباب الذي فتح فجأة انتشلني من كابوس الأفكار التي كانت تراودني .. جحظت عيناي وانا اتفحص ذلك الجسد المسجى على طاولة العمليات .. وتدفعه أيدي الممرض الذي كان عابساً الى غرفة العناية المركزة .. ركضت خلف السرير المتحرك أتأمل ذلك الوجه المغطى بلفائف الشاش .. وصرت اسأل .. كيف كانت العملية ..؟ جاءني الجواب من خلفي .. التفت اليه انه الدكتور الجراح .. قال والابتسامة تعلو وجهه : اهنئك يا سمير لقد كتب لحبيبة قلبك ان ترى الدنيا لأول مرة ..
أشرق وجهي أخفيت تفاصيل فرحي .. التقطت كفها واحتضنتها بينما كانت دموعي تغسل أحزاني ..
انصرف الجميع وبقيت وحيدا معها .. وبقيت أتأمل وجهها المعصوب .. وصرت أفكر كيف سيكون ردة فعلها عندما تراني لأول مرة .. وكيف سترى الأشياء بعيونها وليس بعيوني .. نظرت الى كفها الذي كان يمسك بيدي لا تفارقها .. وكيف كانت تتشبث بها كطفل يخاف الضياع .. تذكرت لمساتها الاستكشافية وهي تتجول على تفاصيل وجهي .. .. تذكرت تلك اللايام الشتوية عندما كنّا نتقاسم المقعد الأزرق في احدى الحانات المطلة على الوادي في الأيام الممطرة .. وعندما كنت ألقي قصائد نزار قباني وارنم أغاني عبد الحليم حافظ ... .
دخل الطبيب .. وجاءت لحظة الحسم والحقيقة .. تقدم الطبيب ليرفع عن وجهها العصبات والقطن .. .. اطفيء النور ولم يبق الا ضوء خافت .. رفعت العصبات .. قال لها الطبيب ان تفتح عيونها ببطء .. فاجأتني تنظر الي وتنادي . أعطني يدك .. هرعت اليها مسكت يدها .. دقات قلبها كانت مرتفعة اكثر من دقات قلبي .. احسست بقلبي يكاد يفر من بين ضلوعي .. بدأت ترفع جفنيها لاعلى ببطء شديد .. لكنها ارتدت بسرعة مغمضة .. قال الطبيب لها حاولي ان تشيحي بنظرك على شيء واحد فذاكرة العين عندك تحتاج للتدريب ..
فتحت مرة اخرى ووجهت نظرها الي لأكون اول شخص تراه ..
في اليوم التالي .. كان موعد مغادرة المشفى .. وان نذهب الى المنزل .. .. نزلنا الدرج وهي تنظر باستغراب الى كل شيء .. وتتذكر كيف كنت آصف لها الأشياء .. وكانت تسمي بعضها بناءا على وصفي .. ركبنا السيارة وقطعنا شارعاً اثر شارع .. الى ان وصلنا الى البيت ..
امام الباب الخارجي كان الكلب بانتظارنا .. فرح لنا وقفز عليها لتعانقه وتمرر يدها على فروته .. دخلنا البيت ... كانت زوجتي وباقي أولادي بانتظار حبيبة قلبي ابنتي ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض