الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استفتاء دنيا الوطن: وطني الحمار

عطا مناع

2014 / 12 / 29
القضية الفلسطينية


بقلم _ عطا مناع
بداية لا بد أن نثمن عالياً الدور الريادي لموقع دنيا الوطن الفلسطيني الذي رمى الحجر في الماء الغير راكد بإطلاق استفتاء عام 2014 .
ما يعنيني في هذا المقال ليس دنيا الوطن الذي رسخ المساحة الأوسع للرأي والرأي الآخر وواجه بكل حزم مقص الرقيب نابذاَ فن الرقص على الحبال.
بالطبع لا تشكيك في علمية الاستفتاء، لكن السؤال هل النخبة الفلسطينية ارتقت لمستوى الفهم العلمي للاستفتاء؟؟؟؟ وهل الاستفتاء أي استفتاء يتعلق بالمشهد النخبوي الفلسطيني يعكس الممارسة الميدانية؟؟؟؟
هل القيادي الفلسطيني بصرف النظر عن المربع الذي يقف فيه جاء إلى المشهد بولادة طبيعيه تعبر عن المزاج الشعبي؟؟؟؟ هل الاصطفافات والصراعات التي يراها الاعمي تلعب تضرب الوعي الجمعي والفردي لتأتي النتائج كسكين في الخاصره وتعميق لحالة الهذيان السياسي والوطني التي استفحلت في الوطن؟
بما أن العالم تحول لقرية صغيره فالوطن مجرد عجينه تتحكم فيها القوى التي تمسك بزمام الاقتصاد والسياسة، وليس سهلاً استكمال عملية التفاعل المجتمعي لإنتاج الشخصية الوطنية المستقلة التي تعتمد الخطوط الحمر أساسا في تعاطيها مع القضايا المصيرية التي تختصر بالقادة.
جردة حساب سريعه: هناك إجماع شعبي ونخبوي يقول أن الأداء الفلسطيني وصل إلى الحضيض، وان معسكر أعداء الشعب الفلسطيني نجح في حمله الاخصاء التي خطط لها على مدار أكثر من عقدين من الزمن، هذا الاخصاء ضرب البنية الفلسطينية في كل الاتجاهات، ودفع بالشعب الفلسطيني عقود إلى الوراء مما رسخ مفهوم انعدام الوزن ونحن نعيش النتائج الكارثيه لنجاحات معسكر الأعداء التي ضربت النخبة الفلسطينية في مقتل.
القصة بالنسبة للشعب والوطن لا تختصر بالجعجعه بدون طحين، وقد نتفق أن المشهد الفلسطيني الذي يحظى برضى النخب أتقن فن الجعجعة، ذهبوا إلى أوسلو ولم نسمع سوى الجعجعة وغاب الطحين،أكثر من سبع سنوات من الانقسام وشعبنا ضحية شعارات الجعحعه التي تتحدث عن ضرورة وحدة الوطن؟؟؟؟ اغرقوا غزه في الحصار وشردوا مئات الآلاف من العائلات التي تعيش في العراء ولا زالوا يجعجعوا تحت وقع طبول الجوع التي تنهش شعبنا في غزه.
بالعودة إلى الاستفتاء، ما هي المقومات التي يعتمدها المستفتى لاختيار شخصية العام؟؟؟؟ مثلاً له عيون زرق؟؟؟؟ كلمنجي؟؟؟ يفرق شعره على اليمين أو الشمال؟؟؟؟ يمتلك السلطة والمال؟؟؟؟؟؟
أقول وبكل تواضع أن مقياس النهوض والهبوط هو الوطن، والوطن تنميه وانجازات وحقوق إنسان وامن غذائي ومجتمعي وثوابت وطنيه حتى "بحدها الأدنى" ، لكننا نجمع أن الشرائح التي تمسك بزمام البلد دفعت بنا إلى الحضيض لتغيب الخطوط الواضحة ولتسود ثقافة الاخصاء ليكون حصادنا الاقتصاد المخصي الذي ينتج مواطناً مخصياً يقف في طابور المنتفعين وبالتالي جيش من الشعب يقف أمام صندوق الانتخابات وتفكيره منحصر في رطل لحمه وكرت جوال وساندويشة شاورما.
قد يقسو الفلسطيني على نفسه، ولكن ضحايا غزه ومئات الآلاف من الفلسطينيين الذين دفعوا الثمن يفرضوا علينا أن نقول لا وألف لا ، لا لان يختصر الاقتصاد الفلسطيني في يد مجموعه لا هم لها سوى تكديس الربح وطز في الوطن والمواطن، لا ان يربض على صدورنا مفاوض يحتقر عقل المواطن ولا يخجل أن يعيد الكره الآلاف المرات.
في خضم الحالة المستعصيه التي ترفع شعار فرعون يغيب الوطن والمواطن، والانخراط في أللعبه اعتراف بالهزيمة الشاملة والبديل أن يستحضر الواحد فينا الحمار الذي في داخله ليتعود على فن الصبر وإشاحة النظر عن اله التمر الذي صنعناه وأكلنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى لمنطقة عازلة في جنوب لبنان


.. مسؤولون عسكريون إسرائيليون: العمليات في غزة محبطة وقدرة حماس




.. ما أبعاد قرارات المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر الخاصة بالضف


.. صحيفة إسرائيلية: نتنياهو فقد السيطرة ما يدفعه إلى الجنون وسق




.. ما أبرز العوامل التي تؤثر على نتائج الإنتخابات الرئاسية الإي