الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقلام تحت الطلب

منعم وحتي

2014 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لا زلت أتذكر و معركة حركة 20 فبراير حامية الوطيس، ما اضطر طرفا في المقاربة الأمنية إلى تجييش و تجنيد أصحاب خدمات مُؤدى عليها، لممارسة العنف المباشر على نشطاء الحراك، حتى داخل الجموع العامة لكبح جِماح الحركة، و كم من كراسي و أبواب كُسِّرت لمقرات إطارات ديمقراطية في هذا المنحى التصعيدي، و كم من جمجمة أدْمِيت، إلا أن نقطة التحول حين دخلنا في معركة توضيح فكري لأهداف و سلمية الحراك، و في تَحدٍ للأطر المخزنية لكي تخرج أيضا ما في جُعبتها، في هذا السياق تحرك طرف آخر من المعادلة الأمنية لتجييش مجموعة من الكَتَبة تحت الطلب، و هواة التسلق السريع، لمواجهة تحت الحزام للقوة الكامنة في الحراك.

هذا التدقيق حقيقة ثابتة بغض النظر على التسريبات و الأسماء، فتاريخ حركة 20 فبراير الحقيقي لم يُكْتب بَعْدُ، و هو مجيد بكل المقاييس.

حتى تتضح الرؤية في الأهداف الكبرى لدار المخزن في اشتراء الذِّمَمِ، وتوجيه بعض أشباه المثقفين لخدمة مشروع مخزني حتى في حدوده التدميرية، و هم أحيانا طائعون، لا مدفوعون، أورد الحكاية التالية من تاريخ أكياس الدنانير في حضرة الخلفاء :

في مجلس الخليفة عبد الملك، اجتمع الشعراء الثلاثة الأكثر شهرة في العصر الأموي؛ الأخطل، الفرذدق، وجرير، فانتهز الخليفة اجتماعهم، وقال: ليمتدح كل منكم نفسه بما يحب، فلمن كانت الغلبة له مافي هذا الكيس من دنانير.. وهز الكيس، فهز رنينها قرائح الشعراء الثلاثة.
- قال الفرذدق:
أنا القطران والشعراء جربى .....
وفي القطران للجربى شفاء
- وقال الأخطل:
فـإن تـك زق زاملة* فإني .....
أنا الطاعون ليس له دواء
- فقـال جرير:
أنا الموت الذي آتي عليكم ..... فليس لهـارب مني نجـاء ....
فأعجب الخليفة عبد الملك ببيت جرير واستحسنه، وكان كيس الدنانير من نصيبه..

* والزق في اللغة هو الوعاء الذي توضع به السوائل وهي هنا القطران. والزاملة هي الدابة (لسان العرب).

مثل هاته المواضيع تأخذ منا أحيانا حيزا أكثر مما تستحق، فأحرى أن نوجه اهتمامنا لمجال الفِعل البنائي، أكثر من تلميع من تساقط طواعية.

منعم وحتي / المغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف