الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام الأمل .... عام الرجاء

راغب الركابي

2014 / 12 / 30
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بعيداً عما مضى من إنكسارات وخيبات وهزائم ساهمت فيها وشجعت فيها قوى الرجعية من العهد البائد وإدعياء الدين المسخ - من الدواعش وامثالهم - ، بعيداً عن كل هذا دعونا ننظر بتفاؤل وأمل ورجاء لنجعل من عامنا القادم خيراً من الذي مضى ، ونجعل منه البداية الصحيحة لتجديد الثقة بإنساننا العراقي من أجل بناء المجتمع والدولة على أسس من الليبرالية والديمقراطية الحقة ، ولكي يكون ذلك الرجاء ممكناً علينا إتباع نوع من الحميه شديدة التماسك شديدة الخصوصية في تناول قضايانا الوطنية بتؤدة وتدبر وعدم الإخلال بموازين الوجود الطبيعي للعراق كما هو ، ولن يكون ذلك ممكناً من غير نضج وإلتزام وحيطة وحذر مما يدبر بالخفاء لتفتييت العراق وتقسيمه ، وكلما كنا بقدر المسؤولية كلما فوتنا على المتصيدين الفرص من أن ينالوا منا ومن وجودنا ، ولقد أثبتت التجربة التاريخية : - إن الحديث عن الإنقسام في جسد الوطن سوف يؤدي إلى الإندثار والموت - ، وفي ذلك لا يجب أن تأخذنا العزة بالأثم ولا يجوز أن نظل ننفخ فيما يؤدي إلى إنكسارنا ومحونا ، وكلنا يعلم إن العالم المتمدن ينحو ليكون واحداً غير مجزء ولا مبعض ، وكلنا يعلم إن في وحدتنا قوتنا وتلك حقيقة لا يجب نكرانها .
في العام الجديد علينا واجبات وعلينا إلتزامات تجاه الوطن وتجاه المواطن ، وهذه الإلتزامات وتلك الواجبات تقودنا لتذليل بعض الصعوبات التي ينفذ من خلالها أعداء الوطن ، إن واجبنا اليوم ينصب لإزالة هذا الغثيان الذي زحف وتسلل عبر النوافذ المعتمة ليدمر روح المحبة بين أبناء الشعب الواحد ، في العام القادم يلزمنا إصرار أكيد على طرد الإرهاب خارجاً ، وذلك يكون بفتح صفحات التسامح للجميع معترفين بأننا جميعاً خطاؤون ، وإن خير الخطائين التوابين ، وإن باب التوبة مفتوح للجميع ولمن لم يقترف ذنباً أو جريمة كبيرة يعاقب عليها ، وروح التسامح يجب ان تسود كثقافة وكخطاب وكإلتزام مجتمعي ومن هنا يجب توضيح فقرات قانونية ملزمة فيما يصب في هذا الإتجاه ، كما لا يجوز بعد الآن إصطناع الفتن وتوتير الأجواء أو تتبع العثرات في حساب النقاط أعني يجب أن نوجه الأنظار ونشد الناس للعمل والإنتاج وتقليص الفجوة التي خلفتنا كثيراً ، ومهم ونحن نستقبل العام الجديد أن نشد على أيد قواتنا المسلحة وقوى الشعب المسلحة وهي تخوض حرباً مقدسة ضد عصابات الجريمة والإرهاب ، ففي إنتصارهم يكون الأمل ببناء الدولة المنشودة ، إن قواتنا المسلحة تقدم تضحيات كبيرة وتتحاشى في حربها كي لا يصاب بريء أو مدني ، وتلك هي رسالة مقدسة في حد ذاتها إن أمعنا النظر إليها بتجرد ، ولقد حدثني من أثق به عن عزيمة وحماسة قواتنا وحشدنا الشعبي ، وبأنها كبيرة بالحدود التي أقنعت معها دول العالم وقوى التحالف الدولي في قدرتها على تحقيق النصر وحسم المعركة ، ولهذا كنت من المبشرين الأوائل في أن تكون سنة 2015 هي سنة الحسم ، وهذا التبشير ليس تنجيماً ولا هو قراءة في الأبراج بل هو الواقع الذي تغيره طبيعة الأستعدادات للمرحلة المقبلة .
وسوف لن أنسى دور المرجعيات الفكرية التي خففت كثيراً من حدة التدافع الذي أريد له ليكون البديل عن المجتمع المدني ، وعلينا وعلى الجميع الثقة بحكومة الدكتور العبادي على تجاوز مرحلة الإنتقال نحو الديمقراطية العادلة ، وأظن إنه من الحكمة بمكان ان نجمع قوانا في خدمة العراق وشعبه في مرحلة التنازع الطائفي المفروض ، والتنازع الطائفي هو مُغالبة التعساء الذي فيه دائماً الخسران والضياع والتمزق ، ومن هنا يجب البحث عن الأمن وعن الحياة المستقرة وعن المستقبل الممكن ، وهذه تكون حين نلتزم بخارطة طريق يكون فيها الإنسان العراقي حراً غير مهظوم ولا مبخوس الحق ، وسأعيد إلتزاماتي الأكيدة بأن مفتاح سعادة العراقيين وأمنهم يكون بتغيير بعض بنود فقرات الدستور العقيمة ، وكذا يكون بالتركيز على مدنية الدولة وعلى الحرية وعلى العدالة وعلى السلام ، وهنا تجدر الإشارة إلى دور الليبرالية الديمقراطية في ترطيب الأجواء وبناء الثقة وحسر دوافع التأجيج وإن تطلب ذلك بعض التنازلات في خدمة الوطن .
إن عام الأمل ليس العام الذي نحلم به وحسب بل هو العام الذي نتيقن حدوث الإنفراجات فيه بعد سنوات من الظلم والتفكك وسوء السيرة ، إن عام الأمل هو عام الرجاء لتخفيف الخطاب الديني المتعجرف الفضفاض الذي يبخس الحقوق ويؤدي إلى قطع الرؤؤس وسبي الذراري ، إن عامنا الموعود يعني إنتصار الإنسان في سعيه نحو عالمه الحر ، وفي هذه المناسبة يجرني الكلام للتهنئة بهذا العام الجديد في صيغتي البشرى والثقة بالمستقبل ، هي تهنئة لعموم من يصله خطابي هذا حاملاً معه كل التحايا والدعاء ليغير الحال إلى أحسن الحال ، وكل عام والجميع بخير ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: احتجاجات في فرنسا بعد تحقيق اليمين المتطرف صعودا مدويا


.. إعلان تأسيس -الجبهة المغربية من أجل إطلاق سراح المعتقلين الس




.. بعد فوز اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي.. الرئي


.. شرطة كندا تصادر علم فلسطين وتعتدي على متظاهرين داعمين لغزة




.. ما هي أسباب تزايد دعم الشباب لأحزاب اليمين المتطرف في فرنسا