الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية سقوط الموصل

مؤيد عبد الستار

2014 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ليس غريبا أن يخسر أي جيش من جيوش العالم معركة من المعارك ، او تسقط مدينة في قبضة عدو يتمكن من مباغتة الموقع او المدينة لينقض عليها ويحتلها ، او يحاصرها فتسقط بعد حصار صعب لا تستطيع منه فكاكا مثلما حدث لسقوط مدينة الكوت التي تحصن فيها الجنرال تاوزند البريطاني وجيشه اثناء الحرب العالمية الاولى ، فاستسلم الجنرال البريطاني في نهاية المطاف للجيش التركي عام 1916 وسلم مفاتيح مدينة الكوت بعد حصار دامي استمر حوالي خمسة اشهر، ليصبح حصار الكوت اطول حصار في الحرب العالمية الاولى ، وصار درسا في الاكاديميات العسكرية. وهو بالاساس فكرة الجنرال الالماني غولدز الذي كان يقود الجيش السادس التركي في العراق .
كما استطاع الالمان احتلال شمال ليبيا في الحرب العالمية الثانية فحدثت معركة العلمين هناك بين الجنرال الالماني رومل والجنرال البريطاني مونتغومري الذي انتصر بسبب تمكن بريطانيا من قطع الامدادات النفطية والوقود عن جيش رومل والتي كانت ترده عبر البحر المتوسط من ايطاليا.
ومن أشهر أساطير المدن في التاريخ التي حوصرت واستطاع الاغريق احتلالها بخدعة هي طروادة التي ادخلوا فيها حصانا خشبيا مليئا بالمقاتلين المغاوير الذين خرجوا ليلا وفتحوا ابواب المدينة ليدخلها الجيش اليوناني ويحتلها بلا رحمة ، فذهب حصان طروادة مثلا في التاريخ العسكري.
اما سقوط مدينة الموصل برواية الفريق الركن مهدي الغراوي ، وحوار مقدم البرنامج في البغدادية السيد نجم ، فقد كشف لنا عن مسرحية امتزجت فيها التراجيديا بالكوميديا ، وهي مسرحية تقدم لاول مرة في العراق من على شاشة قناة فضائية لتكشف مدى فقر العقل السياسي والعسكري الذي يقود البلاد .
تصوروا مدينة تعداد نفوسها يزيد على المليونين ، وفيها قوات عسكرية جرارة ، و لديها من الشرطة ما تعداده 20 الف شرطي ، تسقط خلال يوم واحد ، ويرفع سكانها رايات الاستسلام لعصابات ظلامية قادمة من مجاهل الغابات والكهوف ومفازات الصحراء.
من الجدير بالذكر ان نروي من احداث التاريخ الغابر حين حوصرت بغداد ، ان احد الرجال وكان اعمى ، قام برصف مئات قطع الحجارة في داره ووقف فوق الجدار يرمي الغزاة بالحجارة فاصاب منهم عددا كبيرا قبل ان يقتل . بينما نجد قادة المدينة الميامين ، رغم ما يحملون من نجوم مرصعة بالذهب على اكتافهم يهربون بسرعة البرق من المدينة ويتركونها لقمة سائغة للعصابات الهمجية التي مهما بالغنا باعدادها لايمكن ان تزيد على ما لدى المحافظة من قوات وعتاد .
المحزن في الامر ، ان مايرويه الغراوي يكشف دون زيف سذاجة القادة السياسيين والعسكريين الذين تدرعوا بالدروع العسكرية زورا وبهتانا واحتلوا مناصب اكبر من حجمهم ، لابد انهم حصلوا عليها بالتزوير او بالمحاصصة او بالشراء ، وانهم لن يفلحوا في حرب او سلام مع الاعداء المدربين في مدارس القاعدة وطالبان وكهوف اليمن وتورا بورا .
ان الموصل لن تكون المدينة الوحيدة التي تسقط بيد داعش ما دام هؤلاء السياسيين والعسكريين وامثالهم يقودون البلاد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى قفص الاتهام ايها الفاسدون
صباح ابراهيم ( 2014 / 12 / 31 - 12:50 )
احسنت ايها الكاتب في تحليلك لسبب سقوط الموصل ولكن الحقيقة هي بيع الموصل لداعش وتسهيل دخولها من قبل القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي باعطاءه الضوء الاخضر لعدنان الاسدي لابلاغ قادة الموصل بالانسحاب تاركين اسلحتهم والذي اراد الانتقام من بيشمركة مسعود البرزاني اولا واخضاع سنة الموصل وكسر ارادتهم وكراهيتهم لجيش المالكي الطائفي الذي اذاق اهل الموصل الهوان والاحتقار .
لقد قالها المالكي صريحة : ( ليدخلوا الموصل حتى يتأدب البيشمركة واهل الموصل )
لابد من احالة المالكي للعدالة لأنه هو من دمر العراق وشجع الفاسدين من اعوانه ،وبذر ميزانية الدولة على عقود وهمية ولم يحاسب اي فاسد اتهم بعقود الفساد التي فاحت ريحتها من عقود الاسلحة الروسية والتشيكية وسرقات المليارات في وزارة المالية ومزادات البنك المركزي ، والصرار على عدم تقديم موازنة للعام 20014 حتى يتمكن من صرف المليارات وتقديم الهدايا للشيوخ لكسب ودهم وتوزيع المسدسات والاسلحة والكثير من الفضائح التي تزكم الانوف .
اما قادة الدمج الفاشلين عسكريا من عبود قنبر وعلي غيدان وسعدون الدليمي فهم من يجب ان يقدموا للعدالة مع المالكي لنيل جزاء فسادهم .

اخر الافلام

.. غالانت: لدينا مزيد من المفاجآت لحزب الله.. ماذا تجهز إسرائيل


.. مظاهرات عالمية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان




.. مروحية إسرائيلية تستهدف بصواريخ مواقع على الحدود مع لبنان


.. سعيد زياد: الحرب لن تنتهي عند حدود غزة أولبنان بل ستمتد إلى




.. قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية على شقة في بطرابلس شمال لبنان