الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرار 1441: تراجع ا مريكي! - لجنة محاربة الامبريالية

البيان الثوري

2002 / 12 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

صوت مجلس الأمن بالاجماع على القرار الأنجلو – أمريكي القاضي بعودة المفتشين الدوليين الى العراق وبشروط أكثر حزماً وصرامةً من كل القرارات السابقة. لقد اعتبرت جهات عديدة أن هذا القرار يمثل نصراً للارادة الامريكية. الا أن هدف الولايات المتحدة لم يكن اعادة المفتشين الى العراق, وانما ضرب العراق وقتل شعبه وتحطيم ما تبقى من بنيته التحتية بحجة تغيير نظام الحكم فيه. ولم يكن لهذا الهدف علاقة بوجود اسلحة الدمار الشامل في البلاد, وجاء كل ذلك في تصريحات ديك تشيني ورونالد رامسفيلد. الا أن الولايات المتحدة واجهت حملة احتجاج لشعوب العالم وطليعتها التقدمية حتى وصلت الى قلب الولايات المتحدة. فوقفت الدولة العظمى, والى جانبها بريطانيا واسرائيل, تواجه سائر شعوب العالم التي اتحدت ضد جورج بوش وصقوره. هكذا اُجبرت على الاسراع الى مجلس الامن حيث سعت الى تلقي الدعم واضفاء الشرعية على حملتها ذات الاهداف التوسعية. إذن جاء القرار 1441 كغطاء مهلهل لستر عورة فشلها من جهة ولإستخدامه كوسيلة جديدة للإستمرار في سياستها العدوانية على شعبنا. لم يأت تراجع أمريكا كشئ جديد أو غريب. فلقد أثبتت التجارب النضالية لشعوب عديدة أن الإمبريالية الأمريكية بجبروتها معرضة للهزيمة والإذلال, فقد هُزمت في فيتنام وكوبا وايران والصومال ولبنان وغيرها, واليوم فهمت شعوب العالم أجمع كلمات جورج بوش حين الح على الوقوف ((إما معه أو ضده!)) فاختارت أن تتوحد ضد الهيمنة والتفرد الأمريكيين.
أما على الجانب العراقي فلقد أظهر القرار الدكتاتور صدام حسين بمظهر المهزوم الذليل. فقبوله لهذا القرار يحمله وزبانيته مسؤولية فقدان السيادة الوطنية وجعل البلاد رهناً بيد الإمبرياليين ومخططاتهم الإجرامية, والتي طالما نتجت عن دعم موقف الدكتاتورية وتثبيتها في الحكم. فالزمرة هي نفسها التي اُستخدمت في العام 1963 لإسقاط عبدالكريم قاسم وقتل الشيوعيين, وهي التي جئ بها في العام 1968 لتحل محل النظام الضعيف لعبد الرحمن عارف. إن هذه الزمرة هي صنيعة أمريكية اُستخدمت, ولا تزال, لتنفيذ المشاريع الإمبريالية في المنطقة, ففي 1980 أثبتت الولاء المطلق لأسيادها حين هاجمت ايران بغية تدمير البلدين وقتل أبناء الشعبين وتحطيم اقتصادهما. ولهذا زودها اسيادها بالأسلحة التقليدية والكيمياوية والبايولوجية وبكافة المعلومات عن التحركات الايرانية لتدعيم موقفها وتثبيتها في الحكم. كما فتحوا لها الخزائن النفطية في الخليج لإنقاذها من الإفلاس والهزيمة. في العام 1990 أثبتت الطبقة الحاكمة العراقية ولاءها لأمريكا حين نفذت مشروعها, المخطط مسبقاً من قبل كولن باول وشوارزكوف, وذلك باحتلال الكويت وادخال الشعب العراقي في حرب مدمرة لا يزال يدفع ثمنها. وبالمقابل, فعندما إندلعت إنتفاضة الشعب في 1991, ساند الأمريكيون السلطة العراقية في القضاء على الانتفاضة بالصورة الوحشية التي إعتادت عليها. بل دفع الامبرياليون عملائهم البارزانيين والطالبانيين للذهاب الى بغداد لطمأنة الدكتاتور والتنسيق معه لتصفية الانتفاضة وكأن مجازر حلبجة والأنفال لم يكن لها وجود. هكذا تم تثبيت الحكم الفاشي مرةً اخرى على شعبنا المبتلى!
تعلق المعارضة العراقية المأجورة اّمالاً كبيرة على القرار 1441 وعلى أمريكا في أن تُسقط النظام العراقي وتُسلمها سدة الحكم, حتى وصل بها الأمر الى حد القبول بالجنرال توم فرانكس كحاكم عسكري للعراق, إلا أن اّمالها تلك تذهب في مهب ريح الفشل الأمريكي. إن هذه المعارضة التي فشلت في إسقاط النظام لأكثر من 25 عاماً ليست سوى دكاكين سياسية منشّقة ومتنافسة تحاول تسويق نفسها بأكثر الأساليب رخصاً وابتذالاً سعياً منها لكسب رضا اسيادها الإمبرياليين. إنها لا تلعب دوراً في عملية إسقاط النظام او الدفاع عن الشعب, فكل ما يمكن لها هو الإنتظار والتمني من اسيادها الأنجلو - أمريكان بتنصيبها في الحكم بعد قتل مئات الالوف من ابناء شعبنا. إن هذه المعارضة فقدت ثقة الشعب العراقي واحترامه وما عاد العراقيون يعلقون عليها أية اّمال في الإنعتاق من الفاشية والتحرر من التبعية الأمريكية.
إن الفشل الذريع الذي منيت به المعارضة قد جعل الشعب العراقي يدرك أن مسؤولية الثورة التحررية تقع على كاهله وإنه بحاجة الى معارضة ثورية جديدة تكافح بشتى الطرق من اجل تحريره من الدكتاتورية والاستعمار. إن الحرب ضد الامبريالية والفاشية لن تكون, بأي حال من الأحوال, حرباً قصيرة الأمد, إنها بحاجة الى منظمة ثورية تستخدم الطرق العلمية الحديثة وتعمل كهيئة أركانها وتستطيع تعبئة الجماهير الغفيرة في صراعها اليومي ضد الاستعمار والفاشية. فالثورات الناجحة التي إندلعت في أماكن مختلفة من العالم, في فيتنام وايران وكوبا وعدن وغيرها, لم تعيل على العمل العفوي للجماهير, بل كانت النتيجة الطبيعية للنضال الدؤوب لمنظمات ثورية كفوءة, فرضت نفسها كالبديل الحقيقي عبر نضال طويل الأمد تخللته الإنتصارات والإنتكاسات. إن حاجة العراقيين لمنظمتهم الثورية الجديرة لا تتحمل التأخير, فالتأخير يدفع ثمنه العراقيون من أرواحهم وكرامتهم وحريتهم ومستقبل أبنائهم, إن التأخير يؤثر على إعداد العمل النضالي للجماهير, مما يطيل أمد الفاشية والهيمنة الأمريكية. إننا نعمل بكل جهد لتأسيس مثل هذه المنظمة ونمد يدنا للتعاون مع كافة الذين رفضوا العمل مع الاستعمار ولم يشتركوا في مؤتمره "الوطني", مؤتمر صلاح الدين, ومع الذين رفضوا التعاون مع البعث الفاشي ولم يشتركوا في حكومته وجرائمه, وذلك لتوحيد كافة القوى المجرّبة التي تناضل لتحرير شعبنا من الظلم والإستعمار. على العراقيين الشرفاء بكافة معتقداتهم أن يتحدوا معنا لنسير مع بقية الشعوب التواقة للتحرر وذلك لدحر الامبريالية ومن ثم تشكيل الحكومات التي تمثلنا,  والى الأمام!
لجنة محاربة الامبريالية
BM BOX LEO, LONDON, WC1 N 3XX , ENGLAND. Email:
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا