الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهادة روائية لسعيد نوح ..روائي مصري

سعيد نوح

2014 / 12 / 30
الادب والفن


في زمن بلا بداية وفي فضاء لا يعرف حدوده أكتب.

المبدع الحقيقي هو رد فعل لمبدعين رائعين سابقين عليه في الحياة .فما الذي يمكن لاي مبدع مثلي أن يقدمه في ظل وجود ذاكرة معرفية تضم أسماء كثيرة بداية من سرفانتس مرور بالأدب الروسي العظيم والأدب العالمي الرائع وطه حسين ويحيي حقي وعمنا نجيب محفوظ وسعد مكاوي ويوسف إدريس وجيل الستينيات العظيم خيري وأصلان وبهاء والغيطاني والبساطي وصنع الله وعبد الحكيم قاسم والكفراوي ويحيي الطاهر ومحمد ناجي وإميل حبيبي والتكرلي والطاهر وطار وبن جلون وشكري والطيب صالح ومنيف.أسماء كثيرة لو ظللت أرددها لانتهت سويعات قبل أن أنتهي من بعضها.ولقد حققت الرواية أو ماعرف بالفن الروائي إنجازات هائلة خلال العقود الماضية..ولقد كان الانجاز علي كافة المستويات من سرد ولغة ووصف وحبكة واضمار وتصريح ومستوي وعي بالذات وابطن . ولقد استطاعت خلال وجودها الذي لا يزيد عن خمس قرون ان تضم اليها كل الاجناس الادبية التي تم التعرف عليها خلال التاريخ سوا التي استقرت كالشعر أو الحديثة كالتحليل والتعليق ..
إن الشكل الروائي هو الشيء الوحيد في مختلف الفنون المتعارف عليها القادر علي الابتكار والتجديد والإدهاش من داخله.ولأنني أعرف أن أهم ما يميز الكتابة الجديدة والجيدة أيضا هو البعد عن تنقيب واقع سبق تعريفه وتحديده من قبل، فأظن أن الكتاب الجدد في موقف لا يحسدون عليه. ماذا يصنعون ومادتهم الخام تم تدوينها منذ خمس قرون بلغة معروفة؟ ماذا يفعل المبدع الجديد ليخرج من مأزق الفن الحقيقي عند المبدعين السابقين؟.الإيجاز في عالم مليء بالتعقيدات، والإيجاز الذي أعنيه هو الدخول في قلب الأشياء مباشرة دون تورية أو إضمار.أما عن المشهد السردي الجديد فحدث ولا حرج،فلقد استطتاعت الكتابة التي يطلقون عليها جديدة أن تكتشف اشياء كثيرة حقيقية يمكن اضافتها للنص الروائي،كما استطاعت بشكل اكبر ان تميت الرواية الحقيقية،رواية المعرفة،ولا اعني بتلك المعرفة الاخلاقية أو السياسية أو الاجتماعية،ولكني اعني بالمعرفة هو تقديم انسان كامل في محيط معروف ،وزمن طويل اعي ما يقوله،هذه هي المعرفة التي أبحث عنها داخل الرواية.في لحظة ما يتكشف للمبدع وجوده كحدث فريد له خصوصياته .ولكن المبدع الحقيقي حين يكتشف ذاته تتعدي حدوده حدود الأفراد والجماعات.فبينه وبين العالم الخارجي يمتد حاجز شفاف. إنه الحاجز الخاص بالوعي الإبداعي.البعض منا يري ذلك الحاجز والبعض الآخر يعتمد علي حواجز أنجزها الآخرون وعلي المتلقي وحده في ظل عدم وجود الناقد المبدع أن يكتشف ذلك.وفي النهاية أسأل هؤلاء الذين يصممون علي دخول الأدب من الأبواب الخلفية ومعهم هؤلاء أصحاب الدكاكين الصحفية تحت الطلب ،إذا أضاعت قيمة ما مضمونها ماذا يتبقى؟ أظن شكل فارغ ومع الأسف تعددت هذه الأيام الأشكال الفارغة التي تعيش بفضل الدكاكين الصحفية والنقاد محبي اللمس والشرب علي الموائد حتي بدت للقاصي والداني هي الصفة المميزة للأدب الجديد. أما عن التميز في جيلي فأظن إن بعد جيل الستينيات لم يتميز إلا جيل التسعينات فمما لا شك فيه إن رواية زهور سامة لصقر لأحمد زغلول الشيطي رواية مميزة والحال مع أعمال مصطفي ذكري بداية من متاهة قوطية انتهاء بمرآة 2002 ورواية الصقار لسمير غريب وتصريح بالغياب لمنتصر القفاش وفوق الحياة لسيد الوكيل والخباء لميرال الطحاوي ودرب النصاري لخالد اسماعيل ودكة خشبية تسع اثنين بالكاد لشحاتة العريان وسيرة التراب والنمل لحسين عبد العليم وولد شقي اسمه عنتر وحكاية عبد التواب توتو لمحمد توفيق وأبناء الخطأ الرومانسي لياسر شعبان وكل أبناء الرب للمرحوم سيد عبد الخالق وعمارة يعقوبيان لعلاء الأسواني ولصوص متقاعدون لحمدي أبو جليل وقانون الوراثة لياسر عبد اللطيف وتمارين الورد لهناء عطية وملاعب مفتوحة لمحمد هاشم وأن تكون عباس العبد لأحمد العايدي و عمرة الدار لهويدا صالح .كل هذه روايات فيها قدر عال من التميز وأعذرني إن كنت طرحت الأسماء بهذا الشكل ولكني أؤكد علي ذلك الترتيب لأنه ترتيب زمني أريد منه أن أوضع الخريطة الزمانية للروايات المميزة خلال هذه الحقبة التي بدأت عام 90 برواية زهور سامة وانتهت بآخر رواية مكتوبة واظن ان الروائيين الشباب اللذين ظهرو في الالفية الثالثة سوف يكون لهم الفضل الاكبر في موت الرواية بما يقدموه من غس .
وفي النهاية أظن وان كان بعض الظن أثم كما قال الله عز وجل في محكم آياته ان الرواية هي الفن الوحيد القادر علي تغير نفسه والتأقلم مع الواقع المرعب الذي يفوق الخيال الذي نعيشه.أريد أن أقول من وراء ذلك أن روح الرواية هي روح الاستمرار.ولكن الاستمرار الذي أعنيه هو استمرار الاستثمار.استثمار ما سبق إنجازه وإلا فلن يبقي إلا ثرثرة لا طائل من ورائها ولا نهاية لها أيضا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور