الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشمس تغرب باكية

سمير هزيم

2014 / 12 / 30
الادب والفن


الشمس تغرب باكية ...
----------
في السبعينات وقبل ثورة الاتصالات
جمع بين حسان و جهينة حب ابتدأ منذ سنتين ,
فقد تعرف حسان على جهينة بسبب ترددهما على مكتبة الجامعة ..
كان هو يحضر لإعداد رسالة الماجستير في الادب العربي .. ..
وهي كانت في السنة الثالثة بكلية الحقوق ..
كانت تتصل معه الى بيته مرة في الأسبوع , ويتفقان على اللقاءعند شجرة وارفة على جانب الحديقة العامة .. ثم يذهبان معا ويجلسان في الكافتيريا ...
وفي يوم من الايام الاخيرة من العام الدراسي وبعد انتهاءها من تقديم امتحانات الكلية التقيا في نفس مكانهما , وقالت له بحزن:
ابي مصمم على الذهاب بنا إلى قرية بعد بلودان ..... لقضاء إجازة الصيف وانت تعرف انه لا يوجد هواتف في تلك القرية ...
, ولا يمكنك مراسلتي فرسائلك ستصل إلى والدي أولا
أجاب وهو ممسك بيدها :
هوني عليك يا حبيبتي ستمضي هذه الأشهر الثلاثة ...
, وسنعود لنلتقي .....,
وسنكون قريبين جدا من اليوم الذي سأطلب يدك فيه.....
نظرت إليه وهي تشد على يده :
عدني الا تنظر خلال هذه الفترة الى فتاة اخرى .. إياك ان تحب غيري ..
اجابها مبتسما :
حبيبتي انتي .. ان حبي لك لا يمكن لأي فتاة اختراقه ..
في نفس تلك القرية التي ذهبت مع أهلها اليها .. كان الدكتور ابراهيم صديق طفولة حسان والطبيب المتخرج حديثا يقضي خدمة الريف ويعمل في المركز الصحي بالقرية ....
كانا يتراسلان اسبوعيا...
وفي كل رسائل ابراهيم كان شكواه لحسان تتكرر ان الحياة في هذه القرية هي جحيم ....
فبالرغم من جمال القرية إلا ان طبيعة اهلها المحافظين جدا ... حرمت عليه ان يحظى بابتسامة او لمسة يد من فتاة من فتيات القرية. ....
بعد اسبوع من سفر بثينة واهلها .... وصلت لحسان رسالة من صديقه ابراهيم ....
لم يكن فيها جديد سوى ملاحظة بأسفل الرسالة كتب فيها:
صديقي , اتت الى القرية عائلة من الشام ... لقضاء اجازة الصيف , ولمحت بينهم من بعيد فتاة تبدو بغاية الجمال .
وتوقف حسان متأملا ومشككا ..... هل يمكن ان تكون هي نفسها عائلة حبيبته جهينة ... ,
وخطر له ان يكتب لصديقه ان هذه الفتاة هي حبيبته التي سيخطبها قريبا...,
حسان يعرف ابراهيم انه من النوع الذي يحب الفتيات والتحرش بهن وهو سيسعى بكل ما يملك من اجل التعرف عليها .. . ولكنه سرعان ما استخف بالفكرة ولام نفسه على خوفه او شكه فهو يثق كل الثقة بـ جهينة ..
في الاسبوع الثاني وصلت رسالة جديدة من ابراهيم ..
هل تذكر يا صديقي العائلة التي اخبرتك عنها في الرسالة الماضية لقد عرفت أن الابنة الجميلة اسمها جهينة , و لقد لاحظت في اليومين الماضيين انها تتعمد الوقوف في الشرفة عند مروري و أنا في طريقي إلى المركز الصحي .
اصاب التوتر والاضطراب حسان بعد قراءة ذلك , وقرر ان يكتب الى صديقة فورا, ويشرح له الامر.
ومرت في باله فكرة , انه يثق ب جهينة وهو لا يخاف من اختراق علاقتهما .....
ولابد ان ما حدثة صديقة عن وقوفها بالشرفة محض صدفة ...
وعدل عن الكتابة مرة اخرى ...
ولكنه بدأ يعد الايام بانتظار رسالة قدوم الأخبار من ابراهيم .
فقد أرسل رسالة جديدة يقول فيها :
صديقي محمود اصبحت متأكد انني في طريقي الى السعادة , لقد تبادلنا الابتسامات انا و جهينة .. في كل مرة كنت امر فيها تحت شرفتهم, والبارحة اومأت اليها انني اريد ان التقيها.
أعقبها برسالة اخرى ..
صديقي حسان ..
جهينة بعثت لي مع أجير الدكان الذي يوصل اليهم الأغراض .. .. ورقة صغيرة اعطاني اياها عند مروره من امام منزلي ,
طلبت مني فيها ان نلتقي عصرا في غابة صغيرة ليست بعيدة عن المنزل ...
وبالفعل التقينا في الموعد , .
لقد فضيت لحظات رائعة يا صديقي .., كان الوقت يسرقنا لذلك تحدثنا قليلا, وتبادلنا الكثير من القبلات.
فحين قرأ رسالة صديقه الرابعة اصبحت الشكوك يقينا. قضى ليلته تلك يبكي , كانت دموعه الاولى كرجل . ومرت برأسه افكار وافكار , تخيل نفسه يذهب الى القرية ليبصق بوجه ابراهيم , ثم يذهب الى بيت جهينة في القرية التي يصطافون بها ليوسعها ضربا. وتخيل...وتخيل.
أنا و جهينة نعيش قصة حب عظيمة, رائعة هذه الفتاة, انها تملك شفاه نارية , وهي لم تبخل علي بشيء.
. . . . .
. . . . .
. . . . . بعد ايام أرسل يقول :
حدثت مشكلة بيني وبين جهينة فلقد طلبت مني التقدم لخطبتها, وكما تعلم يا صديقي انا لست مؤهلا لذلك ....
فانا امامي سفر إلى الخارج ... وسنوات اختصاص طويلة ... عدا ذلك بت ارى جوانب اخرى في جهينة صحيح انها تملك جسدا رائعا , ولكنها فتاة بسيطة وسطحية.
انتهت علاقتنا. لقد اعتذرت لـ جهينة عن التقدم لخطبتها, لقد انفعلت و بكت في البداية , و لكنها تقبلت الأمر
على كل حال الحمد لله انها واهلها سيعودون للمدينة الاسبوع القادم. لقد كانت قصة حب رائعة , ولن انسى طعم شفاهها ابدا.
اما حسان . . .
حين اشرقت شمس صباح اليوم التالي , كانت عيناه لاتزال مفتوحتان , خف بريقهما واختفت الدموع منهما , و بدت فيهما نظرة من يرى الحياة على حقيقتها للمرة الاولى
و لاحظ جميع من حول حسان أن تعابير وجهه أصبحت جامدة كتمثال , عدا ابتسامة خفيفة بدت و كأنها تسخر من كل فيم الكون
و في يوم . .
رن جرس الهاتف في بيت حسان ..
كانت جهينة . . .
قالت له : لقد عدت يا حبيبي , كنت أعد الأيام لأعود و ألقاك
و طلبت من حسان ان يلتقيا في في نفس مكانهما المعتاد بجانب تلك الشجرة الوارفة ..
أجابها بان يكون الموعد بعد خمسة ايام الذي صادف يوم الخميس .. لان ظروفه الصحية لا تسمح له حاليا ...
وعلى الفور أرسل برسالة بالبريد المستعجل الى ابراهيم .. وقال له اني أريدك ضروري جداً جداً .. وطلب اليه ان يأتِ ويلتقيا عند الشجرة الوارفة الساعة الرابعة بعد الظهر ...
من يوم الخميس ..
في الموعد .. ذهب حسان قبل الموعد وصعد احد المباني المطلة على الشجرة الوارفة ..
وصلت جهينة .. كان على وجهها ضحكة الفتاة العاشقة التي تسعد بلقاء حبيبها .. وبعد دقيقة وصل ابراهيم .. تفاجأ .. تجمدت الابتسامة على شفتيه .. وبدت على جهينة الارتباك والصدمة .. تلفت الاثنان يمنة وشمالا .. وكأنهما يبحثان حسان ..
فهم ابراهيم وجهينة القصة ..
بصق ابراهيم في وجه جهينة وذهب ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي