الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضاء الحدث والقناع الشعري في قصيدة الجواهري يا (( أُمَّ عوفٍ ))

علاء هاشم مناف

2014 / 12 / 30
الادب والفن




تحتل الصيغ المقتضبة ، للبنية الشعرية ، عند الشاعر الكبير ((الجواهري)) وما تحركه ، من مستويات ، متفاعلة … ومتجددة ، في العمود الكلاسيكي بمعناه الاجتماعي .. والسيكولوجي ، والفكري .. وما يولده هذا المعنى المعاصر .. من انطباع جدلي ، متطور ، يشكل في دلالاته .. منعطفاً في حركة الواقع الاجتماعي ، العراقي ، والعربي ، والعالمي ، والواقع الانساني بخصائصه المتحضرة .. وهي تحتوي على شبكة ، من العلاقات ، بادلتها ، ودلالاتها الفكرية ، الحية .. لتؤكد المضمون الانساني الخاص بكل ، مرحلة تاريخية ، حققها ، الفضاء الشعري لعمود الجواهري ، وحصيلة الانتماء ، وتشكيل ، الانساق الشعرية ، من خلال المدارات الدقيقة ، في البنية الايقاعية .. وبشكل واضح .. وما يشكله من بنية ، في الدلالة ، بشكل موضوعي .. تكون المنعطفات ، فيه اسطورة في عمليات التقاطع ، تكون على شكل ، حلقات من التصور للموجودات داخل البنية الشعرية ، المتشابكة ، والمتصاعدة ، والمتضادة وهي تعزز ، التصورات ، وتضيء الاماكن المعتمة ، لتفتح مجالات واسعة في فضاء القصيدة العمودية ، والمعاصرة ، وقصيدة (( يا أمّ عوفٍ )) هي المنعطف ، في المنظور الشعري ((للجواهري)) .
ان مفهوم ، الفضاء الشعري عند ، الجواهري .. من ناحية الدلالة اللّغوية هو تحقيق لانطباع ، متداخل بمحاور واقطاب .. وتنوع في المداخل ، في النص الشعري .. والكشف .. عن المنهج الشعري ، وخصائصه التراثية والاجتماعية ، والتاريخية . يقول الجواهري :
يا (( أُم عوفٍ )) عجيباتُ ليالينا
في كل يوم ، بلا وعي ولا سببٍ
يَدْفن شهدَ ابتسامٍ في مراشفنا
ويَقترِحْنَ علينا أنْ تُجرَّعَهُ
يُدنينَ أهواءَنا القصوى ويُقصينا
يُنزلنَ ناسا على حُكمٍ ويُعلينا
عَذْباً بعلقم دمعٍ في مآقينا
كالسمِّ يجرعُه سقراط توطينا

هناك منعطف من التصورات ، الاجتماعية ، في فضاء القصيدة ، يخلقه الشاعر داخل كينونيته ، الاشياء ، وبالرؤية الصوفية المتحركة اعتبارياً وعبر ، توترات حادة ، ودقيقة ونسبية بالنسبة لنسيج اللغة ، لتمتين المنطق الحسي عند الشاعر (( والشكوى قطب : ورؤيا .. ورؤيا الشاعر القطب ، الثاني .. فالقناع عند (( الجواهري )) جاء يستعين .. بمداخلات اللغة والرؤية ، الشمولية ، لمنطق الاشياء ، وهو (( تصعيد )) (( لزمكان )) قياسي .. بترك ، خواصه داخل فضاء القصيدة – وتدور اسطورة )) القطب .. الثانية .. داخل مساحة ، القصيدة حتى تطغي عليها بشكل كامل وتدور الموازنة ، في رؤية ، منطقية ، تعبر عن سياق ضروري – والتحليل الدقيق .. في البرهنة ، على تصاعد الانساق .. لان الرؤية الدقيقة .. ومنطق الدلالة ، اللغوية ، هي التي تتحدد بالنظام ، المركزي ، للفضاء الشعري ، بصفته الدقيقة والثابتة .
يا (( أمَّ عوفٍ )) وما يدريك ما خَبَأتْ
انَّي وكيف سيُرخي من أعنتنا
أزرى بأبيات اشعارٍ تقاذَفُنا
عشنا لها حِقباً جلَّى تدلِّلُها
يا (( أمَّ عوفٍ )) حُرمنا كل جارحةٍ
لم يدر أَنَّا دُفنا تحت جامِحها
لنا المقاديرُ من عَقبى ويُدرينا
تطوافُنا … ومتى تُلقي مراسينا ؟
بيتُ من الشعر المفتول يؤوينا
فتجتوينا .. ونُعليها فتدنينا
فينا لتسرجَ هاتيكَ الدواوينا
مطالعُ يتملاَّها براكينا

ان الدلالة الصوفية عند (( الجواهري .. في الغيب .. والموعد والاطياف .. هي زمكان فكري .. يتمحور ، حول جماليات الوعي ، ودلالاته .. والزمن عن الجواهري هو حضور مستمر .. والتاريخ تراكيب ، متفاعلة ، من خلاصات التجربة ، الواقعية للشاعر وبالمقابل .. يعني ما يعني للاختيارات المتفاعلة مع منطق الحدث الشعري .. في العلم .. في خضم الوعي ، بالزمن المتعاقب .. فالاختيارات ، في نسيج القصيدة ، تؤكد النفي ، الكامل ، للغرابة والغريب من الألفاظ ، حدث تأني اللغة ، بفعل التذكير ، والذكرى لتنمي الحدث الشعري ، وتقومه .. في عمليات .. للنزول ، والساح .. والضحى .. والندى .. والرمل والطين .. فهي اجترار ، لعوالم دون زمكانية ، تظهر كانها مفقودة احتفظ بها الشاعر ، واعتبرها من المرويات لنسيج الواقع الاجتماعي ... وتأتي الشمس والنجم والصبا ، والماضي والمن والسلوى .. واذيال المرح .. وهي تؤكد المفهوم ، والوعي المنداح والخواص التركيبية للشاعر من الناحية الموضوعية والذاتية والمن والسلوى ، والقوادم ، والخوافي ، والسحر كلها تظهر المفهوم الرومانطيقي لنسيج الدلالة اللغوية الجاهزة ، في عوالم الشاعر .. فهي مفردات اشبه ما تكون مفردات ... وتصورات ثنائية متغيرة في انسجة الحياة ... فالانتقال يتم داخل فضاءات متعددة زمكانياً... والتحرك ، للمفردة ، وهي تأخذ خواصها ، المنطقية في مجال التراكيب اللغوية .. فالابيات ، هي وجود كامل من التصورات عن الحس الانساني برؤيا ، وكينونة الشاعر ، في سياق التغير في هذه التوترات .. ومن اعماق .. الحس .. والانفعال المدرك الدقيق للشاعر .. وهي الرؤيا المأساوية ، الذاتية .. والمرارة والتكدر الذي ماانفك ، يعي المأساة الرؤيوية .
فالقصيدة تصور .. للزمن الغائب ، ونداء بقناع حاضر لزمان ومكان معينين في فضاء القصيدة ... من خلال لحظة تاريخية حاضرة .. منها فهي العملية الجدلية ، التي تنسج اللحظات ، من الصمت الفردي للشاعر مرهونة بلحظات ، صمت اجتماعية ، ولحظات من الحزن والاسى على الهزيمة التي تحصل للانسان .." وام عوف " هي مسيرة حياة .. الشاعر .. وهي الشكوى ، الى الشكوى ، وهي الحزن .. في صورة وتطور من الدهشة المدركة .
فالقطب ، الاول .. في مدخلات القصيدة ، هو الشاعر ، والرؤيا الاحادية ثم تمتد هذه الرؤية الاحادية لتشكل القطب الثاني وهي القضية المعلقة ، داخل هذا الشقاء الحياتي المتكدر .. فنقطة الدلالة هي المحور الرئيسي ، لدى الشاعر .. وكانت اللغة هي الرابط القوي والخزين الشهي .. لدى الشاعر حين يحدد لحظات ، الحسم داخل فضاء القصيدة .. فالضربات ، متكررة ، وسريعة ، تنتقي فيها الهواجس .. ويبرز الحس ، الانساني بشكل كامل .. ومركب في كل بيت .. فالاستجابة في المحور الثاني من القطب الثاني ، هو خط مستقيم .. مع المحور الاول في قضية .. فالاستجابتين تؤكدان تجربة الشاعر الفردية ، والاجتماعية ، بمنطقها ومنعطفاتها رغم الفضاء المزدوج ، لقناع الشاعر بام عوف / والشاعر والقصيدة يحتويان .. على فضائين / فضاء الرؤيا / وفضاء الحدث في :
ام عوف .. فالتقارب .. يأخذ ابعاد متعددة :
1 البعد الفكري عند الشاعر .
2 البعد الانساني في فضاء الرؤيا " قناع الشاعر " في رؤيا ام عوف
3 البعد الاسطوري في تراكيب القصيدة .
4 البعد السيكولوجي .. وما يشكيله من شد دقيق لحالات الوعي ، الجمعي .
5 البعد الخفي المكبوت في فضاء القصيدة بشكل عام .
6 بروز الانقسام الذي يحدث داخل الابيات .
7 جاءت القصيدة ، لتعمق المستوى الفكري ، الناضج ، والتصورات في المحور الثاني من القطب الثاني .. والرؤية الشعرية ، مثلث الفعل المستمر ، لخصائص المحور ، الاول في القطب الثاني .. والسياقات اللغوية .. وكانت قد حددت ماهية الاشياء في المحور الثاني ، وفي القطب الاول .. فالماهية ، اكدت الجانب المتين لهذه العلاقة .. وهو التماثل المفعم بالخصوصية وبالفعل الجمعي ، لخصوصية المواقف ، داخل الفضاء الرئيسي للقصيدة من خلال القطبين المتجاورين .
وجاء السياق في القصيدة .. وهو حالة تثير الدهشة بين المعروف والمألوف من الخواص في الرؤية الشعرية .. فالزخم الذي حدده الشاعر بشكله المدهش والمأساوي ، لمجتمعات الازمنة الحديثة .. هذه الازمنة ، تختبر الصيغ المنطقية ، لتراكيب الدلالة في اللغة .
يا " ام عوف " وكاد الحلم يسلبنا
خمسون زمت مليئات حقائقها
اذ نحن من هذه الدنيا ظراوتها
يا " ام عوف " بريئات جرائرنا
تستليهم الامر عفواً لا نخرجه
ولا نعاني من طويات معقدة
تأتي المآسي من تلقاء انفسنا
ان تندفع فعفو من نوازعنا
ما ان يرين علينا خوف منقلب
لا الارض كانت مغواة تلقفنا
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
*** خير الطباع وكان العقل يردينا
من التجارب بعناها بعشيرنا
واذ معاني الصبا فيها مغانينا
كانت وامنية العقبى مهاوينا
من الفحاوى ولا ندري المضامينا
كلما يحل تلايذ تمارينا
فما تصرفنا منها وتثنينا
او تردع فبمحض من نواهينا
ولا نراقب ما تجري من جوازينا
غدراً ... ولا خاتل فيها يداجينا

فالحلم والعقل ، والصبا ، والعقبى والمضامين ، والمعاناة وتثنينا ونواهينا .. كانت دلالات ، وتراتيب مركزية في اللغة انتقلت من جانبها الحسي ، الى منطقها ، المعنوي .. دون ان يحدث أي تغيير في خواصها .. فهي اصبحت .. اسطلاحاً ، دلالياً ، يؤكد خواصه .. التعبيرية ، الدقيقة .. فالتصور ، الذي احدثه .. الشاعر .. في اروقة القصيدة وفضاءها .. عبر القطبين ، والمحورين .. هي الصورة والقناع لدى الشاعر .. في المحور الثاني .. فالقناع ، جاء يتدهدج بشكل عفوي .. على لسان الشاعر .. فهو قناع .. يرمز الى الدلالة اللغوية وهي دلالة اسمية جديدة في .. مفاهيم اللغة وبلاغتها وفي القصائد العمودية المعاصرة .. فهي دلالة مخصصة . لتأكيد الحقل الاجتماعي ، لدائرة حركتها ، العودة وبشكل مباشر الى الوعي الاجتماعي .. وقصيدة الجواهري .. هي القناع الذي يتمحور ، بين ايقاع الاصوات ، المختفية تحت العباءات الدلالية في اللغة والظاهرة ، وبشكل واضح ، في فضاء القصيدة .
يا " ام عوف " وقد طال العناء بنا
آه على ايمن من ربيع صبوتنا
كانت تجد لنا الاحلام ماشيةٌ
***
***
***
اه على حقبةٍ كانت تعانينا
كنا يحول به غراً ميامينا
مذهوبة كلما قصت حواشينا

فالقصيدة هي .. تأكيد للعملية التجريدية ، للواقع المتغير نحو الحضيض ينهض ، ثم يجثوا .. ثم ينهض ، باصوات مفزعة .. ومخيفة .. هناك .. الدلالات ، التي تؤكد ان واقعاً يهلك ، ويضمحل ، حتى في كل جزء من الخراب العام بخصائصه ، فصحة المنطق التاريخي الفريدة هي التي ، تشكل بخصائصها الفريدة ، والغريبة ، خراب الواقع الانساني وكذلك فضيحة المنطق التاريخي في سبيل تحقيق صيغ من العامة الغيبية ، والتقصي الذي حصل جراء بروز :
1 محور واقطاب .. في فضاءات القصيدة ، وهذا حدده منطق الشاعر .
2 الوعي المتكرر ... والغائب في زوايا واروقة وفضاءات القصيدة .
3 وجود الوعي الذي تم تأجيله ، حتى اتسعت دلالته ونتائجه المرهونة برؤية الشاعر وكبتها الحركات المفقودة ، الى اطراف الوعي الضدي والنسبي ، داخل نسيج القصيدة .
4 الرؤية العلمية لحركة الاطراف المتصلة بشكل عفوي في الدلالة والجدل الصادر .. عن الرؤية الدقيقة ، والمتولدة داخل الاشياء التي تحوم في اروقة القصيدة .
5 والدلالات الدقيقة .. التي تضمنتها ، هذه اللغة ودلالات صقلها المتشعبة .. في اطار المنطق التاريخي .. فالشاهد .. هو التاريخ نفسه .. وهذه هي تخوم التجربة الشعرية للشاعر الكبير " محمد مهدي الجواهري" بلغته المعاصرة والمتقاربة والمختلفة والمتشابكة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل