الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا هناك بعد الكشف عن الفصول الاخرى في الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد؟

اياد الجصاني

2014 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


شكرا على مساهمة الاخوة الكرام الخبراء العراقيين وكذلك بقية الكتاب العراقيين الذين كشفوا عن عورات الاتفاق النفطي بين اربيل وبغداد في مقالاتهم المنشورة في هذه الصحيفة وفي صحف اخرى . لقد نشرت مقالتي في 15 كانون الاول في الحوار المتمدن بعنوان : " الاتفاق النفطي بين بغداد واربيل مسرحية لم تكتمل فصولها بعد " ، وقبل ان اكمل الحديث عن بقية فصول المسرحية ارجو ان يسمح لي القارئ الكريم ان اوجز له ما جاء في مذكرة نشرها خبراء عراقيون في الصحف العراقية حول ما جاء في الاتفاق النفطي الموقع عليه بين اربيل وبغداد قالوا فيها :" تجاهل الاتفاق النفطي للخلافات الاساسية بين المركز والاقليم، مثل السيطرة على الاراضي التي احتلها جيش الاقليم في تموز الماضي، وادارة النفط فيها . كما خلا الاتفاق من الاشارة الى واردات النفط المتراكمة من التهريب وتجاهل الاتفاقية الاستراتيجية بين الاقليم وتركيا وغيرها ". وغيرها اي تركيا واسرائيل بالذات التي يصل اليها النفط المهرب من كردستان . " ولم يتطرق الاتفاق النفطي الى نفط الاقليم الذي يزيد عن المعدلات المُلتزم بها، وفيما اذا يُسّلم الى الحكومة الاتحادية ام يُصدره الاقليم لصالحه ؟. وماذا عن الدعاوى المقامة ضد الاقليم، هل تم السكوت عنها ام ماذا؟ ". كما اوجزت المذكرة " ان المعادلة في صالح الاقليم، على حساب المصلحة العامة. أي انها معادلة ربح- خسارة وليست معادلة ربح-ربح ". ومن هنا فان خلاصة آراء الخبراء تفيد " ان هذه الاتفاقية المحدودة لا تلّبي أهدافَها المعلنة. فهي لا تساعد على تحسين ميزانية الحكومة الاتحادية للعام القادم، لان الانتاج الاضافي من الاقليم ومن كركوك، سيعود للاقليم كليا، واكثر ".
وبعد هذا الموجزيحق لي ان اؤكد من جديد واكرر ما جاء في مقالتي من ان " الاتفاق النفطي ما هو الا مسرحية ذات فصول متعددة على مسرح الاحداث في عراق المخازي والفرهود تلك المسرحية التي لم يُعرض منها حتى الان سوى الفصل الاول وعلى العراقيين الانتظارعرض الفصول المذلة والخطيرة القادمة عندما تختمر الطبخة الامريكية الاسرائيلية المؤدية الى توحيد السنة ومدهم بالسلاح بعد انعقاد مؤتمرهم في اربيل مثلما طلب رئيس البرلمان سليم الجبوري وتحالفهم بالتالي مع داعش و مع الاكراد في رهانهم على الحصان القوي وهو داعش بالطبع ضد الشيعة واعلان استقلال اقليمهم في الانبار خلال الصراع والفوضى المستمرة للعقد القادم عقد المفاجآت المذهلة في العراق " . وبالفعل لقد استبقت الاحداث على ما يبدو فلقد انعقد مؤتمر ابناء السنة في اربيل وليس في بغداد في الاسبوع الماضي ولاحت لنا المؤشرات على بداية الفصل الثاني من مؤامرة الاتفاق النفطي المشار اليه ! ولقد نقلت صحف عربية ما يؤكد مسار هذا السيناريو الخطير من ان جون ماكين زعيم الأغلبية الجمهورية في الكونغرس الأميركي الغيور على سنة العراق سارع بالوصول الى بغداد وهو ابرز مسؤول يحمل مشروعا أميركيا للعشائر في المحافظات ذات الأغلبية السنية، يقول لهم كما نشرت صحيفة الجيران بتاريخ 29 كانون الاول 2014 تحت عنوان " ماكين من بغداد يبعث رسالة «نحن معكم» لعشائر الأنبار والموصل " ، رسالة تبدا من التسليح والدعم غير المشروط لهم لتجهيزهم تجهيزا كبيرا بحجة محاربة داعش في مناطقهم، و سيمتد المشروع الى مساعدتهم في انشاء اقليم الأنبار الذي سيجري الاعداد له وراء الكواليس وسيطبخ على نار هادئة بعد انعقاد مؤتمر أربيل للمشاركة في بناء عراق آخر يختلف عن صورته الممزقة التي تعمها الفوضى الحالية التي مضى عليها أكثر من عشر سنوات كما جاء في الصحيفة المذكورة .
اما الفصل الثالث ولربما الاخير فهو كما ارى واقرأ الاحداث ، وارجو ان اكون على خطأ، سيتمثل بعد اقامة الاقليم السني الذي وبالتعاون مع الاكراد الذين ستقوى شوكتهم اكثر بفضل اموال النفط التي اغتصبوها بموجب هذا الاتفاق وبعد الاعلان عن استقلال دولتهم ، ستُشن الحرب على ابناء الشيعة في العراق للقضاء على حكامهم الضعفاء الذين غرقوا في الفساد ، هذه الحرب المدعومة من قبل اسرائيل وامريكا ودول الاتحاد الاوروبي هذه الدول التي ستقدم كل انواع المساعدات للاكراد وبالاخص المانيا بحجة نصرتهم للعرق الآري محققين الهدف بعزل العراق عن ايران التي ستحاول عبثا تجنب الدخول في الحرب التي تنتظرها اسرائيل والمهددة باستمرار لتدمير منشآت ايران النويية . ومن هنا سينتشر الدمار بعد تشريد سكان العراق في بغداد و مدنه في الجنوب الذين قضوا السنوات الطويلة من حياتهم البائسة في الخوف المستمر سنوات حكم دكتاتور العراق صدام حسين اوفي سنوات ما بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 المملؤة بالمآسي والدموع والدماء والحرمان في مسلسل التفجيرات والاغتيالات اليومية المتواصلة في مدنهم و آخرها احتلال العديد من مدن العراق وعلى راسها الموصل . ومما لا شك فيه سيعم الدمار عموم المنطقة العربية امتدادا الى دول الخليج وحتى المملكة السعودية ايضا . كل ذلك من اجل تقسيم العراق حسب خطة نائب الرئيس الامريكي بايدن وتحقيق حلم ابناء السنة فيه الذين ما زالوا يرددون بان العراق كان يحكمه السنة منذ 1400 عام . لقد كاد السيناريو ان يتحقق وتعاد مشاهد حمامات الدم والمجازر التي وقعت في 8 شباط 1963 وعلى نحو اكثر عنفا وبشاعة في العراق بعد ان وصلت قوات داعش والبعثيين القدامى على بعد اميال قليلة من بغداد في الشهر الماضي لولا ان هب متطوعوا الجيش الشعبي للدفاع عنها ومواصلة تحرير بقية المدن . هذا ما اود ان اختتم به مقالاتي لهذا العام 2014 الاسوء في تاريخ العراق الحديث ! وستنجلي لنا الامور على نحو اكثر وضوحا خلال العام القادم 2015 داعيا المولى ان يفشل مخططات الاعداء وان ينصر العراقيين جميعا في عراق موحد لا منتصر فيه ولا خسران عراق الامن والسلام ينعم الجميع في خيراته بعدالة . فهل قرأ وسمع ابناء الشيعة في جنوب العراق المسحوقين والمظلومين ما ينتظرهم في السنوات القادمة ؟ وهل سيتدبرون الامر قبل فوات الاوان ؟ ولله ترجع الامور وكل عام وانتم بخير!
* عضو نادي الاكاديمية الدبلوماسية فيينا- النمسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -