الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا صدام جديد في العراق

كهلان القيسي

2005 / 9 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ترجمة كهلان القيسي

الأخبار الأكثر أهميةً الآتية مِنْ العراق في الأسبوع الماضي لم تكن الضجة المفتعلة للحلفَ الدستوريَ بين الشيعة والأكراد، ولا وفيّاتُ الذُعْرِ المأساويةِ التي راح ضحيتها تقريباً 1,000 زائر في بغداد.لكن ذلك التصريح للجنرال جون جمبر الضابط الكبير في سلاح الجو الأمريكي الذي ذكر فيه إن الطائرات الحربية الأمريكية سوف تبقى في العراق لمحاربة قوات المقاومة وتحمي النظام العراقي المنصب من قبل أمريكا. إن قنبلة هذا الجنرال الأمريكي مرت دون صدى بسبب إعصار كاترينا وفاجعة العراق.
وكما يقال تَركَ الجنرالُ Jumper القطّة تقفز من الحقيبةِ. بينما الرّئيس جورج بوش يُلمّحُ بانسحابات معينه، ووزارة الدفاع الأمريكية مشغولةُ ببناء أربع قواعد جويةَ رئيسيةَ دائمةَ في العراق التي سَتتطلّبُ حمايةَ ثقيلةِ. من جنود المشاةِ !!
إن هذاُ الإيحاءُ من جمبر يؤكد: بان وزارة الدفاع الأمريكيةُ تُخطّطُ لنَسْخ طريقةِ الإمبراطورية البريطانية لحكم العراق الغني بالنفط، ففي العشريناتِ شكل البريطانيون العراق من الولايات العثمانية الثلاث للسَيْطَرَة على حقولِ النفط المكتشفة حديثاً في كردستان وعلى طول الحدودِ الإيرانيةِ.
لندن نصبت ملكا كدميةِ وبَنتْ جيشَ وطني لحفظ النظام وقمع التمردات الصغيرة. وقد خوّلَ وينستن تَشِرشِل إستعمال غازِ الخردل السامِّ ضدّ رجالِ القبائل من الأكرادِ في العراق والبشتون في أفغانستان (طالبان اليومِ). لكن سلاح الجو البريطاني هو الذي كان بسَحقَ كُلّ الثورات.
يَبْدو هذا الذي كان في عقلية Jumper. وهو إن القوات الأمريكية المحمولة جوا ِ سَتَبْقى في الأربعة قواعد وهي "الحصون الرئيسية للاباتشي"وهذه القواعد هي التي تَحْرسُ حقولَ نفط العراق
هذه القواعدِ "ستعطى"تمنح إلى الولايات المتّحدةِ مِن قِبل نظام عراقي طيّع. وان القوة الجوية الأمريكية سَتُراقبُ السلام الأمريكي بذخيرتِها الموجّهة بدقّةِ وطائراتها المُسلَّحةِ.بدون طيّارِ.
إن القوات الجوية الأمريكية طوّرت َ تقنية جديدة فعّالة جداً للسيطرةِ على مناطق واسعة من خلال الأعداد الصغيرة للطائرة الهجوميةِ التي تَظْلُّ طائرة في السماء على مدار السّاعة. وعندما تتعرض القوّات أمريكية لهجومِ أَو تواجه عدو،تقوم هذه الطائرةِ بتوجيه قنابلَ موجّهة بدقّةَ ضد المهاجمين . وقد قادتْ هذه الوسيلةِ مقاتلي المقاومةِ العراقيينِ لتَفْضيل قنابلِ الطرقات( الألغام) على الكمائنِ ضدّ القوافلِ الأمريكيةِ.
القوات الجوية الأمريكية تَستعملُ نفس الوسيلةِ أي الدوريةِ الجويةِ المقاتلةِ في أفغانستان،.و إنّ الولايات المتّحدةَ تُطوّرُ ثلاث قواعد جويةِ رئيسيةِ أيضاً في باكستان، وأخرى في آسِيَا الوسطي، لدَعْم خططِها للسَيْطَرَة على احتياطيات النفطِ والغاز في المنطقةَ
بينما توطد القوات الأمريكية مراكزها في غرب آسيا، فان الفوضى العارمة في العراق تُواصلُ ففي الأسبوع الماضي "ما يسمّى بالصفقةِ الدستوريةِ" التي انتظرت طويلا، صَنعتْ بها الولايات المتّحدةَ حلفاً بين الشيعة والأكراد، تعطيهم بموجبها نظريا نفطَ العراق وجوهرياً استقلال افتراضي. لكي يُظمنُ الدستورُ المُقتَرَحُ وصولُ الشركات الأمريكية الكبرى إلى ثرواتِ نفط العراق وأسواقِه.

السُنّة الغاضبون تُرِكوا بدون أي أمل أو قوة سوى. فرصةُ وحيدة وهي على الأقل للتَصويت بلا للدستور في إستفتاء 15 أكتوبر/، لكن الكثيرينَ يَخَافونَ بأنّه سيتم التزوير في قبوله.وقد عَرضتْ الولايات المتّحدةُ على المندوبين السنّةَ الـ15 على ما لا يقل 5$ مليون لكُلّ مفاوض للتَصويت لصالح الدستورِ -- لكنهم رُفِضَوا. ولم يذكر أحدا إن التدخل الأمريكي في صياغة الدستور العراقي هو خرق واضح لاتفاقيات جنيفَ.
المثل الصيني يقول: سوف تفعل ما كنت تَكْرهُه." أو تدعي بأنك تكرهه"" ففي سخرية مثيرة، الولايات المتّحدة تَجِدُ نفسها الآن في موقع مكروه مماثل لصدام حسين, صدام كان لا بُدَّ أنْ يَستعملَ جيشَه ذو الغالبية السنيَّة للسيطرةَ على العراق بقتال الأكرادِ والشيعة وسَجنتْ شرطته عشراتُ الآلاف عذبتهم وألان نفس الشيء مستعمل من قبل أمريكا بالاعتماد على الطرف الأخر.
اليوم، حاكم العراق الأمريكي الجديد، يُحاربُ المسلحين السنةَ، ويدعون بأنهم ("إرهابيو القاعدةِ، "حسب ادعاءات وزارة الدفاع الأمريكيةِ)، ويُعيدُون بناء شرطةَ تشبه شرطة صدام المُخيفة والذين يَحتجزُون ألان 15,000 سجينَ ويُعذّبَونهم في أبو غريب
مُعظم قوات الحرس الوطني الأمريكي من لويزيانا وميسيسيبي وألاباما في العراق ألان بدلاً مِنْ أن تكون في موطنها و في هذه الأثناء، الأكراد مستقلون واقعيا، الشيعة يَلْعبونَ بمغازلة مَع إيران، وان أجزاءَ كبيرةَ من العراق تَشْبهُ ألان ساحل الخليجِ الأمريكيِ الذي دمرته العاصفةَ -- أَو العكس بالعكس.

تورنتو صن, 4 سبتمبر/أيلول, 2005
مِن إيريك مركولس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في