الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آراء في آلية عمل المؤسسات المالية الدولية .

أشواق عباس

2005 / 9 / 6
الادارة و الاقتصاد


في العديد من دول العالم اختزلت شعارات العداء للامبريالية و الاستعمار في شعار وحيد (يسقط صندوق النقد لدولي ). و التي أطلقته التظاهرات التي اندلعت في الأرجنتين و البرازيل ، مثلما رفعه المتظاهرون في البرتغال و مصر و السودان و غيرها من الدول التي يحاول صندوق النقد الدولي تسيير سياساتها الاقتصادية ،و ذلك على عكس رغبات شعوبها بل وضد مصلحتها .
شعوب هذه البلدان لم تكن مخطئة على الإطلاق في رؤية صندوق النقد كإحدى أهم أسلحة الامبريالية في محاولتها السيطرة على العالم الثالث سياسيا و استغلال خبراته الاقتصادية ،و أن العلاقة بين هذا الصندوق و المؤسسات المالية الدولية مع الامبريالية هي علاقة عضوية يستحيل فصلها .وبأن إنشاء هذه المؤسسات لم يكن إلا بهدف خدمة مصالح الامبريالية . فجاءت تعبيرا عنها منذ إقامتها و حتى الآن ،و لم تكن التطورات التي شهدتها إلا لتأمين انسجام عملها مع تغيير مصالح الدول الامبريالية ،خصوصا الولايات لمتحدة الأميركية في استغلال شعوب الدول النامية ،و محاولة فرض هيمنتها على العالم .
حتى الولايات المتحدة نفسها اختلفت سياستها في الوقت الراهن عما كانت عليه في الماضي ، تجاه كل من الصندوق و البنك الدولي من سياسة الفيتو التي كانت تستخدمها ضد القروض التي تمنحها تلك المؤسستان ، إلى سياسة إدارة الأزمات المالية الاقتصادية لصالحها.
فنحن نرى اليوم أنها تستخدم كل منهما لإدارة الأزمات المالية و ليس لحلها .و ثمة فارق كبير بين حل الأزمة و بين إدارتها ، حيث أن أميركا تدير الأزمة لصالحها من خلال منع انفجارها، لكي تضمن في النهاية أن الدين الذي اقترضه البلد المدين ستسترجعه عبر عدة سياسات تقترحها . و هذا ما قامت به عندما قدمت ما يسمى بحزمة الإنقاذ المالي لمجموعة دول أمريكيا اللاتينية التي توقفت عن الدفع عام 1982 . و هي في الحقيقة لم تقدم حزمة إنقاذ مالية لهذه الدول ، و إنما كانت الحزمة للدائنين ، بدليل أن الأزمات استمرت في هذه الدول . فهي لا تزال تحق عجزا كبيرا في ميزان المدفوعات ومعدلات أدائها الاقتصادي الرديئة ، و تعاني من البطالة و انخفاض مستوى المعيشة ،و عدم استقرار في أسعار الصرف ........ إلخ .
و ما قدمه البنك و الصندوق لمجموعة جنوب شرق أسيا هي الوصفة نفسها ،فلم يكن بهدف إنهاء الأزمة فيها ، و لكن لإدارتها لصالح القوى الاقتصادية الكبرى و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية .و كذلك أديرت في مصر و الأردن و السودان و البيرو و المكسيك .
و لكن و بالعودة إلى خطط الصناديق الدولية لتخفيف أعباء الديون نجد أنها صعبة و قاسية ، حيث تنذر القمم الصناعية بما فيها القمة التي انعقدت في أوكيناوا (اليابان) بأن هذه الشروط لن يتم تعديلها . بمعنى أخر أكدت قمة أوكيناوا انه لا تنازل عن الشروط الصارمة التي وضعها كل من صندوق النقد الدولي و البنك الدولي حول إسقاط الديون أو جدولتها . مما يجعلنا نطرح سؤال حول ما إذا كانت خطط التخفيف أو إلغاء الديون الخارجية للبلدان النامية مبادرة حقيقة أم وهمية ؟.
لقد ذهب البعض إلى القول بأن الألفية الثالثة هي ألفية مزايدة على إلغاء ديون العالم الثالث ، أو إن لم يكن هذا فعلى الأقل التخفيف من الأعباء ،و بخاصة و أن القناعة توفرت بأن هذه الديون بعد طرح الرئيس الأمريكي السابق كلينتون مبادرته الشهيرة و المفاجئة بإلغاء الديون الثنائية للدول الفقيرة جدا . و إعلان بعد ذلك وزير المالية البريطاني أن بلاده هي الأخرى قررت إلغاء جميع ديونها مع الدول الأكثر فقرا في العالم الثالث .
و لكن نطرح هنا السؤال المشروع : هل ستبقى البلدان النامية أسيرة مبادرات العطف و الرأفة ، بدل النظر إليها كشريك في عالم لا بد من ردم الفجوة الضخمة الفاصلة بين ضفتيه ؟ . و هل باتت الدول الصناعية الكبرى حقا ترى في الدين المترتب على البلدان النامية مشكلة اقتصادية ؟ ، أم أنها تتعدى ذلك لتشكل أزمة و مشكلة سياسية و اجتماعية و أخلاقية بالدرجة الأولى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 3-5-2024 بالصاغة




.. بلومبرغ: تركيا تعلق التبادل التجاري مع إسرائيل


.. أبو راقية حقق الذهبية.. وحش مصر اللي حدد مصير المنتخب ?? قده




.. مين هو البطل الذهبي عبد الرحمن اللي شرفنا كلنا بالميدالية ال