الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل حركة حماس بعد المصالحة القطرية المصرية

عبير عبد الرحمن ثابت

2014 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



تاريخ الدول مجموعة من التجارب والتحالفات التى ترسم من خلالها شكل وعيها وتوجهها السياسى ، مما لا يؤثر على تطوير مفاهيمها وقيمها التواصلية ، ومنطق تفكيرها ، وتمنحها إمكانية إرتدادها على العدة الفكرية المتحكمة فى العقول بإقفالها وعقدها ، وتقدم للمشهد السياسى قراءة لهذه التجارب واستخلاص الدروس والعبر منها والاستفادة من حصادها المعرفى .
تمكنت الدبلوماسية السعودية من إتمام المصالحة القطرية المصرية ، وإعادة قطر الى البيت الخليجى بجهود سعودية بعد محاولات من التقريب والاتفاق بين الأطراف المختلفة ، تلك هى قطر التى سحبت ست مليارات دولار قيمة ودائع لها بمصر عند سقوط حكم الإخوان ، ووقتها أنقذت السعودية والإمارات مصر اقتصاديا وصاغت معها مشروع سياسى تنهى حلقاته بضم قطر التى تجمعهما معايشات مشتركة لتضعف مشروع الاخوان المسلمين والتنظيمات الاسلامية المتمردة فى سوريا وإيران ، وتأتى هذ المصالحة لمجابهة المحور العثمانى الإخوانى والمحور الفارسى الشيعى .
العلاقات الدولية تدار بأكثر تروى مما يراه البعض فهى قائمة بالأساس على المصالح المشتركة المتبادلة ، وبعد سقوط المشروع العثمانى الإخوانى سيكون لتركيا(العدالة والتنمية ) قراءة خاصة للمشهد السياسى ، خاصة بعد خروج قطر ولو ظاهرياً عن محورها الإقليمى ، وستؤثر بالطبع هذه المصالحة على مكانة تركيا فى المنطقة والتى أصبحت الآن بمفردها خاصة إذا جددت ايران علاقتها مع مصر ضمن صفقة سياسة لترتيب أوضاع المنطقة بدعم دولى لعقود قادمة .
حالة من التخبط السياسى وعجز فى تشخيص العلة يعيشه المحور العثمانى الإخوانى بعد فقدانه لكثير من أوراق اللعب والرهانات الاقليمية ، والتى لم تكن تستند إلى واقع منطقى واقعى على الأرض ، وعلى سبيل المثال حركة حماس كأحد أذرع هذا المحور خسرت حلفائها الواحد تلو الآخر بدءاً من سوريا وإيران ومصر وتونس وآخرها كانت الحاضنة قطر ، قطر التى فتحت أبوابها لقيادة الحركة بعد طردهم من سوريا ، وأوعزت لقناة الجزيرة لبث الاعلام الاخوانى بكافة أشكاله وأصبحت منبر يزعج مصر وحلفائها ، تقف اليوم فى الاتجاه المعاكس وترفع شعار اليوم "أن أمن مصر هو أمن قطر " ، وتنضم لبناء البنى التحتية التى يخطط لها الرئيس المصرى المنتخب عبد الفتاح السياسى عدو الأمس ، هذه العلاقة التى ستضيق الخناق على حركة حماس فى غزة وستحد من استقلاليتها ، وستنهى مستقبلها السياسى كما لم يتوقعه الكثيرون .

حركة حماس بحاجة لوقفة مع نفسها وقراءة للأعوام المقبلة بصورة مغايرة خاصة ان كافة التحالفات الإقليمية باتت مخالفة لها ، ويجب أن تكون لها مراجعات حكيمة للأدبيات والصيغ التحالفية وتجنب كافة الوسائل التى أدت إلى اخفاقاتها فى السنوات الماضية ، وتحول خلاق فى لغة التوسط وبناء فكرها السياسى على نمط مغاير والتخلى عن المشاريع الدينية الشمولية التى لن تكون فى صالح القضية الفلسطينية ، ووجب التعاطى مع الآخرين بعقلية الشراكة والتخلى عن الشعارات الأحادية واستعداء الآخر والإرهاب الفكرى والقضاء على آفة التضاد مع الغير .
إن تمكنت حركة حماس فى المرحلة القادمة من إجراء نقد تحولى إيجابى لفكرها وأيدلوجيتها والاستفادة من شطب اسمها من قائمة الارهاب والتقاط الاشارة الأوربية نحوها ، وتفكيك المشكلة لا الهروب منها بالإمكان وقتها نجاح المصالحة الفلسطينية ولملمة البيت الفلسطينى ومواجهة الاحتلال الإسرائيلى موحدين .

آن الأوان التخلى عن الأيقونات المقدسة والمسلمات الحزبية .
أستاذ العلوم السياسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حريق بمبنى سكني قيد الإنشاء في أربيل بكردستان العراق


.. كيف يعمل وزير المالية الإسرائيلي المتطرف على تغير الواقع الج




.. الجولة الأعنف بين حزب الله و إسرائيل.. هل يتحول التصعيد المس


.. الإعلام الإسرائيلي يسلط الضوء على التصعيد مع حزب الله شمالا




.. الأمين العام للنيتو: هناك اتفاق واسع ضمن أعضاء الحلف لتقديم