الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكابتن جاسم محمد علي الهندي ... الهداف الأول لملاعب بابل الرياضية

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

2015 / 1 / 1
عالم الرياضة




الحديث عن الرياضة في بابل حديث لهُ اكثر من معنى ومغزى كونه يشتمل على ممارسة ممكنة لهواية مارسها اهل المدينة وابدعوا فيها , وشهد ابطالها التميز ولفرقها الشهرة والظهور , فقد شهدت ثلاثينات القرن الماضي في انشطة رياضية وسباقات كان لها الأثر الكبير في اتساع قاعدة الشباب الذين اقبلوا بشغف على ممارسة الرياضة ومتابعة فعالياتها لتكون الاربعينات سنوات اتساع القاعدة في مركز لواء الحلة وقضاء الهندية.
وفي الاربعينات انبرت شخصيات حُلية إلى تأسيس فرق شعبية في المناطق والمحلات , ويعد فريق النصر الأهلي الذي اسسه الأستاذ شناوي الوزير والمرحوم زكي راجي , يعد أول فريق شعبي في مدينة الحلة.
كان اندفاع بعض المعنيين إلى ضرورة تأسيس نادٍ رياضي يلم شمل الشباب ويجمعهم تحت سقفه, كان عام 1953 هو تاريخ حصول مجموعة من الرياضيين الرواد ابرزهم(مصطفى عريم, شناوي الوزير , عبود الشلاه , زكي راجي , حساني كاظم, صالح الناجي , محسن ياسين, أحمد الحاج, عبد الصاحب العطار واسماعيل اسكندر) لكن هذا النادي قد اغلقت ابوابه بعد افتتاحه , حيث قامت الجماهير باطلاق الهتافات المعادية للحكومة آنذاك , مما جعل رجال الأمن يغلقون ابواب النادي.
بعد فترة جاء اليوم الأول من الشهر السادس عام 1960 حيث تم تأسيس نادي بابل الرياضي في الموقع الذي تشغلهُ اليوم مديرية الأحوال المدنية. كما تم افتتاح العديد من النوادي الرياضية منها (نادي المسيب1969, نادي الهاشمية 1971 , نادي الهندية , نادي المدحتية 1972, نادي القاسم 1973, نادي الشوملي 1995ونادي السدة عام 2000 ) اضافة إلى الرياضة المدرسية والجامعية ورياضة المؤسسات , ومورست فيها العديد من الألعاب ابرزها كرة السلة والقدم وكرة الطائرة والسباحة والدراجات , وكلها كانت تنصب في بوتقة الرياضة البابلية التي تميزت ورفدت المنتخبات بالعديد من الأبطال وكان من هؤلاء الهداف الأول لكرة القدم في ملاعب بابل الرياضية الكابتن (جاسم محمد علي الهندي) .
ولد في مدينة الحلة محلة المهديةعام 1948 , داعب الكرة طفلاً صغيراً فكان المتميز بين اقرانه , وقد اهتم به معلم الرياضة علي عبد الحسين كني في مدرسة الفرات واحتضنهُ ورعاه رعاية خاصة كونه كان يتطور باستمرار حتى انهُ كان يشارك اللعب مع الكبار وهو ما يزال في الصف الثالث الابتدائي حيث اهداه معلم الرياضة حذاء اللعب واشركه مع الكبار في منافسات المدارس والصفوف , شارك واصبح هداف المدرسة الاول وخاطف الابصار وهو مازال في الصف الرابع الابتدائي , عام 1959 اكمل المرحلة الابتدائية وانتقل إلى متوسطة الحلة ليستقبله المرحوم مجيد محمد علي ليشركهُ في الفريق الاول مهاجماُ لامعاُ رغم صغر سنه , صادف واثناء العطلة الربيعية وجود منتخب تربية الموصل في زيارة إلى الحلة لاجراء لقاءات بكرة القدم والسلة على ملعب التربية ويدعون هذا الشبل الصغير والموهوب للمشاركة وكانت المفاجأة في أن يسجل هدف الفوز الوحيد ويثبت اقدامه راسخة في منتخب التربية ويصبح الهداف الاول بعد حين وتفتح الابواب مشرعة امام هذه الموهبة فيمثل فريق نادي بابل ثم نادي التحرير فمنتخب الحلة تاركاً بصماته في شباك العديد من الفرق التي كانت تزور الحلة ومنها نادي الجهاد اللبناني ونادي بردي السوري اضافة الى فرق منتخب شباب العراق الذي مزقت ضربته شباك المرمى لقوتها وقد كتبت جريدة الملعب حينها واصفة هذه الضربة بالأقوى في ملعب الكشافة , كما سجل اجمل الاهداف في مرمى اربيل وديالى والكوت والفرقة الثالثة والخامسة مما جعل المسؤولين يرشحونه لتمثيل منتخب العراق المدرسي في الدورة العربية المدرسية التي جرت في دمشق عام 1966 صحبة اللاعبين بشار رشيد ومجبل فرطوس وانور جسام وعبد القادر زينل , واستطاع ان يسجل هدف العراق الوحيد في المرمى الاردني في المباراة التي جرت على الملعب البلدي في سوريا.
من المفارقات الجميلة التي يتذكرها الرياضي جاسم الهندي في مسيرته الرياضية :" عام 1966 نظم الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم بطولة الجمهورية بمشاركة منتخبات المحافظات وبعض الفرق البغدادية , كانت القرعة قد وقعت بين فريق منتخب الحلة وفريق منتخب الكوت في ملعب الكوت , لكن الخلافات بين اعضاء الاتحاد الفرعي وبعض الشخصيات الرياضية وتخلف بعض لاعبو فريق التحرير للمشاركة في المباريات المقامة على ملاعب مدينة الكوت كانت نتيجة اللقاء قد فرض فريق الكوت سيطرته على فريق الحلة وامطر شباكه بثلاث اهداف مقابل هدف لمنتخب الحلة كان بامضاء المهاجم جاسم محمد علي الهندي , كان وقع الخسارة كالصاعقة على الجمهور الحلي , بعد اسبوعين كانت الحلة على موعد مع الفريقين وعلى ملعب التربية هذه المرة وبحضور متصرف لواء الحلة المرحوم خالص العبلي الذي كان يدعم الرياضة حيث كان حكم المباريات المرحوم صبحي اديب , فقد كسر رتابة المباريات الكابتن جاسم الهندي , خطف الكرة واجتاز الدفاع الكوتاوي واطلق بيساره قذيفة لم يستطع حارس مرمى الكوت (ثابت قماري) ان يفعل ازاءها اي شيء , ثم ما هي إلا دقائق حتى سجل اللاعب علي حسين ثابت (علي الزنجي) الهدف الثاني لمنتخب الحلة , مما طالب المشرفون على المباريات اتخاذ قرار التاجيل بسبب حماس الجمهور الحلي الذي اندفع اكثر من مرة للملعب لمؤازة وتشجيع الفريق الحلي إضافة إلى صغر الملعب الذي لم يستوعب الجماهير الغقيرة , بعد هذه المباريات فقد تعادل الفريقان بعدد الاهداف والنقاط هذا الامر حتمَّ على الاتحاد اقامة مباراة فاصلة على ملعب محايد وتم تحديد ملعب الكشافة مكاناً لهذا اللقاء, تقدم المباريات الثالثة السيد متصرف لواء الحلة المرحوم(خالص العبلي) وكبار رؤساء الدوائر الحكومية وتم تقسيم الجماهير على مدرجات ملعب الكشافة , فكانت الجماهير الحلية على الجانب الايمن فيما تم تخصيص مدرحات الكشافة الواقعة على الجهة اليسرى لجماهير منتخب الكوت , وما هي إلا دقائق من بدء المباريات حتى قام اللاعب المرحوم سليم ابو السود برفع الكرة سريعة إلى المهاجم المتألق جاسم محمد علي الهندي الذي لم يتأخر بل لعبها على الطائر لتعانق شباك الحارس ثابت قماري , ثم جاء الهدف الثاني بسيطرة المرحوم نوري عيسى على الكرة فقام بتمريرها إلى المهاجم الفنان جاسم محمد علي الهندي الذي تلاعب بدفاع الكوت واودع الكرة في شباكهم وسط ذهول الجماهير الكوتاوية , اما في الشوط الثاني حين خطف نجم الحلة سالم عمران هدف الأطمئنان لجماهير الحلة فاصبحت النتيجة لصالح الحلة بثلاثة اهداف , لكن منتخب الكوت حصل على الهدف الوحيد جاء نتيجة ضربة جزاء ,لم ينته الحديث عن هذه المباريات لايام وشهور وسنين وما زال جمهور الحلة الرياضي يتذكرها ويعدها نقطة تحول جعلت الكرة البابلية عنواناً للتألق" .
تميز اللاعب جاسم الهندي بالأداء الرفيع والصفاة الحميدة التي نال على اثرها احترام الجماهير واللاعبين والمدربين والحكام , والذي تميز به هذا اللاعب خلال مسيرته الكروية انه لم يحصل على اي كارت , يتذكر الاستاذ جاسم محمد علي الهندي من اللاعبين الذين لعبوا معه في تلك السنين الذهبية كل من (احسان بهية, قصي قاسم, خالد عليوي, نجم عبيد , هادي الجنابي , اموري ابو العز , نوري عيسى, اسماعيل الدغص, علي كريم , شاكر عبد الحسين , سالم عمران , فلاح عبد الحسين, عباس البياتي , لطيف عبد مظلوم , لفته ابو شنع وعلي الزنجي) بعد مسيرته الطويله هذه المطرزة بالعرق والدموع تحول إلى التدريب بعد أن حصل على شهادة الدبلوم تدريب من كلية التربية الرياضية في العاصمة الهنغارية(بودابست) حيث تم ترشيحه عام1978 من قبل الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم وبموافقة اللجنة الاولمبية , تولى تدريب الفريق الاول لنادي بابل الكروي الذي احتل الصدارة لثلاث مراحل في الدوري الممتاز بعد الفوز على اندية الجيش والشرطة والامانة , فقد ساهم باكتشاف العديد من المواهب والاسماء الكروية البابلية منها النجوم (حسام نعمة , سعيد مجبل , يحيى خضير شداد , فلاح عبد الحسين , اسعد محمد غزوان , ستار نجم , حربي عقرب ,علي خليل و ياسين طه) , كانت سياسته في التدريب الاعتماد على لاعبي المحافظة وقد نجحت هذه السياسة كثيراً حيث استمر الفريق ضمن فرق الدوري الممتاز لموسمين متتاليين.
بعد الرحلة الطويلة بين اللعب في ملاعب الرياضة والتدريب تحول جاسم الهندي للعمل الاداري فتولى رئاسة الهيئة الادارية لنادي بابل ثم رئيساً لادارة نادي الحلة صحبة رقيب الجنابي واياد عبد الأمير الرهيمي والمرحوم محمد فرمان مسهماً في انتقال مقر نادي الحلة في مكانه الحالي بعد ان هدّم المقر القديم من قبل المحافظ هاشم حسن المجيد , كما تولى منصب النائب لرئيس ممثلية اللجنة الاولمبية في بابل والمشرف على الالعاب الرياضية في المحافظة .
بعد هذا السفر الجميل والعمر المديد من الابداع والتألق في مجال الرياضة الكروية , نتمنى للاستاذ جاسم محمد علي الهندي الصحة والسلامة والشفاء العاجل من المرض الذي اصابه , كما احب ان اعبر عن شكري الجزيل وتقدير للاستاذ الأديب والصحفي الرياضي محمد هادي لما زودني به من معلومات رائعة وجميلة لما يخص الحياة الرياضة للرياضي جاسم الهندي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منتخب هولندا يبلغ ربع نهائي بطولة أمم أوروبا


.. ذكريات جميلة عن الشباب وكرة القدم في أحياء سوريا قبل الحرب




.. الرياض تشهد افتتاح النسخة الأولى من بطولة كأس العالم للرياضا


.. الحكي سوري- لاجئ يُسخر حياته لإنقاذ الأطفال من الغرق وذكريات




.. تعرف على أرقام رونالدو الخاصة في بطولة يورو 2024